مؤتمرات بلا إجابات .. فهل ينتصر “العلج الكوروني”..؟!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تتواصل وتتزايد المؤتمرات الصحفية التي تعقدها حكومة النهضة الأردنية وأذرعها المتعددة، وفي كل مؤتمر نجد أننا لا زلنا في البحر نبحث عن شط الأمان في ظل ضبابية الإجابات وعدم مصداقيتها، فالحكومة الرشيدة عقدت أكثر من مئة مؤتمر صحفي منذ بداية جائحة كورونا ونحن مكانك سر، فغالبية إجابات الوزراء لا شأن لها في أسئلة الإعلاميين الذين أصابهم الإحباط وهم يبحثون عن إجابات لطروحاتهم دون جدوي، فيما أصيب المواطنون بالملل من المحاضرات المُكررة وأصبحوا يعزفون عن متابعة المؤتمرات.
فالحكومة لم تعطي إجابات واضحة لعديد الأسئلة ومنها، متى ستنتهي جائحة كورونا ؟، متى سيتم إعادة العمل بنظام العلاوات؟، متي سيتم وقف العمل بقانون الطواريء؟، متى سيتم فتح الحدود وتشغيل الطائرات؟، متى سيتم إلغاء الحظر في الأردن؟، متى ستقوم الحكومة بفتح جميع القطاعات؟، هل كورونا وباء مرضي أم سياسي وهل هناك رابط بين الإجراءات التي تقوم بها الحكومة ومحاولة الكيان الصهيوني لضم الغور؟، متى يستطيع الإقتصاد الأردني النهوض ومتى ستعود الحياة للجامعات والمدارس؟.
وهذه الأسئلة ما هي إلا جزء يسير من حجم الطروحات التي تجول في خاطر كل أردني بحثاً عن إجابة حتى يبحث أين يضع قدميه وحتى يحدد طريق مستقبله، فيما تبدع الحكومة في التهرب من الإجابات لأسباب معروفة أو مجهولة، فالحكومة قد لا تعرف الجواب كون جدلية كورونا شائكة، وإن كان كذلك فعلى حكومة النهضة الإقرار بعدم معرفتها وعدم الإجتهاد بإجابات هلامية تتقبل مئة تفسير، وقد يكون سبب تهرب الوزراء لوجود قرار داخلي يمنع كشف الحقائق كونها قد تكون صادمة للمواطنين، وهذه مصيبة كون الحل الوحيد للخلاص من هذا المطب يوجب إقالة الحكومة كونها تتلاعب بالمواطنين، وهذا الحل أيضا يوجب تنفيذه اذا ثبت أن الحكومة تعلم حقائق وتقوم بإخفائها عن الشعب لان هذا التصرف يعتبر جريمة بحق الشعب الذي يثق بالحكومة وبالذات في جائحة كورونا التي تعاملت معها بطريقة فاقت التصور والخيال .
وهنا نتساءل ترى ما هي القصة الحقيقية؟، وهل هناك من هو جريء في حكومة النهضة يستطيع الإجابة على جميع هذه الأسئلة، والأهم هل نحن بحاجة إلى مؤتمرات حكومية يومية لتشرح لنا ما تقوم به كل يوم، واعتقد هنا ان مؤتمرين في الأسبوع يكونان كافيين للإجابة بصراحة عن أسئلة الزملاء الإعلاميين، بدل هدر وقتهم ووقت الشعب الذي تسمر أمام شاشات التلفاز لساعات طوال وقت الحظر ، مستعيدين الذاكرة حين كانوا يتابعون مؤتمرات وزير خارجية العراق محمد سعيد الصحاف أبان الغزو الأمريكي، والذي أذهلنا بمصطلح العلوج، لنتساءل هنا من جديد متى ينتهي العلج الكوروني أم أن العلوج دوماً ينتصرون في حروبهم، ان السقوط الحقيقي والنهائي للعلوج يكون بنقل الصورة على حقيقتها للمواطنين الذين هم جزء رئيسي في تنفيذ خطة الحرب وهم الغاية منها، لذا نحتاج إلى إجابات واضحة ” أسود وأبيض” حتى نعرف أين نحن بالضبط وندرك مستقبلنا بكل وضوح.