صباح الأحمد الأمير الإنسان* د. حازم قشوع
النشرة الدولية –
لقد شكّل سمو الشيخ صباح الاحمد امير دولة الكويت في اذهان الكويتيين رمزية سياسية وحالة وجدانية مرتبطة بالتحرير ومتلصقة بالتسامح ومقرونة بالديموقراطية والحريات، حيث عمل سمو الشيخ صباح الاحمد منذ ان استلم الولاية الدستورية في سدة القرار على المحافظة على دستورية نهج، وحماية بيت الشعب، في صنع القرار وصياغته، مثلها مجلس الامة بدوره البناء والذي شكل حالة ديموقراطية ميزت الكويت وامتازت بها عن سواها من مجتمعات المنطقة.
ولقد انتهج سمو الامير الشيخ صباح الاحمد منهجا سياسيا عروبيا، منفتحا ومتزنا، حافظ عبره على ثابت المبادئ والقيم التي وقفت الكويت فيها خير نصير للامة وقضاياها وقضيتها المركزية في الموقف السياسي وفي السند الدبلوماسي، فلقد ارتبطت القضية الفلسطينية في سيرة امير الكويت في مواقف مؤثرة عندما توفيت والدته رحمها الله في الوقت الذي كان يحاول فيه ايجاد مصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة في احداث بيروت، وعندما عاد سمو الشيخ صباح الاحمد الى الكويت استقبله اخوه سمو الشيخ جابر الاحمد باكيا، وقال له كانت الوالدة ترغب في رؤيتك قبل رحيلها فاجاب سمو الامير عملي تجاه القدس وبركاتها سيشفع لي ولها وللكويت.
وكما عمل سمو الامير الشيخ صباح الاحمد على قيادة الكويت لبناء دولة الانجاز، محققا بذلك رفعة تنموية كبيرة وبنية تحتية قادرة على اطلاق دولة الكويت في حلة تنموية وسياحية جديدة جاء ذلك من خلال خطة العمل المزمع الانتهاء منها في عام 2035 من خلال خطة عمل مستندة الى سبع ركائز أساسية تستهدف تحويل الكويت الى مركز اقليمي رائد في المجال المالي والتجاري والثقافي، وتشمل هذه الركائز المكانة الدولية المميزة، والبنية التحتية المتطورة، وراس المال البشري الابداعي، وادارة حكومية فاعلة، ورعاية صحية عالية الجودة، واقتصادا متنوعا مستداما، وبيئة معيشية آمنة.
الاستراتيجية التنموية التي يقودها الشيخ صباح الاحمد والتي بدا بتطبيقها تقوم على تحويل دولة الكويت الى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، على ان يقوم عبرها القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي وتشجيع روح المنافسة، والعمل على رفع كفاءة الانتاج في ظل جهاز دولة مؤسسي داعم، ترسخ فيه القيم وتحافظ فيه دولة الكويت على الهوية الاجتماعية وتحقق فيه التنمية البشرية والتنمية الاستدامة كما التنمية المتوازية، وتوفر عبره بنية اساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة اعمال مشجعة.
فلقد حملت مسيرة الشيخ صباح الاحمد سيرة انسانية كبيرة جسدتها مبادرات سموه والمشاريع الانسانية والتنموية التي نفذتها الكويت في مختلف دول العالم وخصوصا في الدول العربية والنامية، وما امتداد هذا الارث ودليل التزامها بدعم الانسان وتامين حقوقه الاساسية والمتمثلة بضمان توفير الغذاء والمسكن والتعليم، واصبح هذا المنهج ومفاهيمه واقعا ملموسا تقوم بتنفيذه الاجيال الشابة من ابناء الكويت، الذين ما فتئوا يؤكدون على حمل راية هذا النهج والذي بات يشكل منهجا عمليا يجسد قيم الاعمال الانسانية والانمائية.
وكما يعد الشيخ صباح الاحمد الصباح من ابرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم، لما يتمتع به من كاريزما تاثير ومكانة مرموقة، وذلك لما يتمتع به سموه من رؤية سياسية عميقة وحنكة دبلوماسية كبيرة جعلته رجل المصالحة ورمزا للتصالح. فكان سموه رجل المبادرات التي لا تفوته فرصة اللالتقاء باخوانه القادة العرب للتشاور من اجل حل القضايا العالقة، وهذا ما جعله يعد من القادة المميزين بالحضور لطبيعة جهودهم في تحقيق السلام والاستقرار اضافة الى اعماله الخيرة التي استفادت منها الكثير من المجتمعات والشعوب المنكوبة.
حتي تحولت الكويت في عهد اميرها المحبوب الى قبلة القرارات العربية وبوصلة المواقف الحاسمة، بفضل مبادراته سموه التاريخية واحتضان ارض الكويت لملتقيات مؤثرة ومؤتمرات عالمية ساهمت بشكل فعال في نجاحها وعكست الصورة الناصعة والمشرفة للكويت عربيا ودوليا، في المجال الانساني والحضاري والسياسي، حيث حظيت الكويت في عهد سمو الامير باشعاع عربي ودولي غير مسبوق، حيث جسد ذلك كله رؤية الامير والتزامه بدعم القضايا الوطنية والعربية.
ولأمير الكويت تاريخ كبير في العمل الدبلوماسي وارتبط اسمه في العديد من الملفات المحلية والعربية والدولية، وقد اطلق عليه عدة القاب لكل منها معنى ومغزى وقصة نجاح تروى فالامير هو القائد الحكيم وحامي الدستور و مخطط المستقبل ورجل المصالحة وامير الانسانية ورجل السلام.
ولقد سعى سمو امير دولة الكويت الى تنفيذ مشاريع عملاقة ارتبطت بمختلف القطاعات الخدمية في البلاد مثل مشروع جابر وميناء مبارك، مطار الكويت الجديد ومستشفى جابر وجسر جابر الذي يربط الصبية في مدينة الكويت.
اما عن العلاقات الاردنية الكويتية فهي علاقات متينة عززتها مكانة الاخوة التي تربط الشعبين الاردني والكويتي ووثقتها العلاقة الخاصة التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني بأخيه سمو الشيخ صباح الاحمد مما كان لذلك جل الاثر على كافة مسارات العلاقة بين البلدين وعلى كافة المستويات.
فلقد كانت حالة التطابق الدائم حاضرة في النظرة السياسية تجاه القضايا العربية وفي الشؤون الدولية، ان كان ما تعلق منها بكيفية ترتيب البيت العربي وان ما تناول كيفية التعاطي مع الازمات التي تمر بها المنطقة، لذا اعتبرت العلاقة الاخوية التي تجمع الشقيقين جلالة الملك عبدالله الثاني واخيه صباح الاحمد من من افضل العلاقات وهذا ما ادى الى تنمية مساحات الاستثمارات الكويتية لتكون اكبر دولة مستثمرة في الاردن كما ادى الى تنامي حركة الطلاب حتى غدا الطلبة الكويتيون يشكلون النسبة الاعلى هذا اضافة لحركة التجارة البينية التي دائما في ارتفاع نسبي بين البلدين.
والاردنيون وهم المنسجمون مع قائدهم جلالة الملك عبدالله الثاني بتعزيز العلاقات الاخوية وتمتين الروابط المشتركة والجامعة، انما ليعبروا عن صدق اعتزازهم بهذه العلاقات الاخوية الراسخة بين الشعبين، انما ليبتهلوا الى الله جلت قدرته ان يحفظ سمو الشيخ صباح الأحمد من كل مكروه ويديم على الشعب الكويتي من نعمائه نعيما ويحفظ الكويت واهلها من كل مكروه.