تركيا تواصل حشد المرتزقة والقوات البحرية.. فهل اقتربت معركة سرت؟
النشرة الدولية –
واصلت تركيا نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وتحدثت تقارير عن تعزيز حشود عسكرية من قبل قوات حكومة «الوفاق»، في المشروع الزراعي بوقرين، لخوض معركة مدينة سرت.
وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تركيا أرسلت، الأسبوع الماضي، نحو 400 مرتزق إلى ليبيا، بينما عاد إلى سوريا نحو 250 آخرين في الفترة ذاتها.
وبهذه الأرقام، أصبح إجمالي عدد المرتزقة السوريين الذين أرسلوا إلى ليبيا نحو 16500، علما بأن العدد كان في الأسبوع قبل الماضي 16100.
وكان الجيش الوطني الليبي نشر مقاطع فيديو جديدة تظهر نقل مرتزقة جدد من سوريا إلى ليبيا، عبر الطائرات التركية.
وأفادت صحيفة «صومالي غارديان» المحلية بأن أكثر من ألفي صومالي انضموا بالفعل إلى الميليشيات والمرتزقة الداعمين لحكومة «الوفاق»، بانتظار نشرهم في جبهات القتال.
وكان مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي خالد المحجوب أكد نشر قوات بحرية لحماية سواحل ليبيا قبالة الهلال النفطي من أي اختراق.
وكانت القوات البحرية المصرية والفرنسية أجرت تدريبا مشتركا في البحر المتوسط، بالتزامن مع توترات سياسية بين تركيا من جهة، وفرنسا ومصر اللتين عارضتا تهريبها للأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا بحرا وجوا، على مدار الشهور الأخيرة.
من ناحية أخرى، وعلى خلفية تصعيد التوتر بين أنقرة وأثينا، جراء خطط تركيا للتنقيب قبالة سواحل جزيرة كاستيليريزو اليونانية، أفادت وسائل إعلام يونانية بأن أنقرة سحبت سفنا حربية عدة من منطقة متنازع عليها مع أثينا.
وذكر موقع Greek City Times في تقرير أن «عجز تركيا عن التسلل إلى المجال البحري لليونان منذ يوم الخميس وانسحاب سفنها الحربية يظهر عدم رغبتها في مواجهة خطر اندلاع حرب مع دولة لم تتضرر جراء حرب مستمرة لسنوات، مثل ليبيا أو سوريا، وذلك لما قد يجلب هذا من قضايا عسكرية داخلية».
ومن جهته، قال وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش: «لعلّ الخطر الأكبر على منطقتنا وسيادتنا أن يكون عنوان المرحلة هو مصطلح الإمبريالية الإقليمية وهيمنتها.
ولكي لا يكون هذا قدر المنطقة، فالتضامن والتكاتف ضرورة وأولوية عربية، ولنكن بحجم التحدي».
وفي وقت سابق، غرّد قرقاش: «لا يمكن أن يكون عالمنا العربي وعواصمه مشاعاً للتدخل الإقليمي من دون حساب أو عقاب، ولا بد لزمن تدخل الحشود والميليشيات والمرتزقة الانكشارية أن يولّي.
وسيحكم التاريخ بقسوة على من فرّط في سيادته ومن يستقوي بالقوى الإقليمية لهوى حزبي أو متذرعاً بضعف النظام العربي».
إلى ذلك، أثارت زيارة المفكر والصحافي الفرنسي اليهودي برنارد ليفي إلى ليبيا موجات غضب ليبية، مصحوبة بتساؤلات حول توقيتها المتزامن مع التقارب المصري – الفرنسي لصد التجاوزات التركية في البحر المتوسط، وتحركات أنقرة في دولة النيجر ذات الحدود المشتركة مع جنوب ليبيا. والسبت، وصل ليفي إلى مطار مدينة مصراتة، قادما على متن طائرة خاصة أقلعت من مطار ليون الفرنسي، بتأشيرة من خارجية «الوفاق» برئاسة فايز السراج عبر سفارته في باريس.
ورغم نفي «الوفاق» علمها بالزيارة، وفرت حكومة السراج موكبا أمنيا كبيرا استقبل ليفي بمطار مصراتة، ويرافقه في جميع تنقلاته. وأفادت مصادر ليبية بأن ليفي دخل إلى ليبيا بصفته صحافيا في «وول ستريت جورنال» الأميركية و«لو بان» الفرنسية.
ويطلق قطاع كبير من الليبيين اسم «رسول الخراب» أو «عراب الفوضى» على ليفي نظرا لدوره في دعم التنظيمات المسلحة التى صاحبت التحرك الشعبي في فبراير 2011.