محاولات التأزيم لن تنقذ الوطن .. وكورونا يطل برأسه من جديد ..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تعامل رئيس الوزراء الأردني، الدكتور عمر الرزاز بكل وضوح مع قضية علاوات العاملين في الدوائر الحكومية لهذا العالم, وحدد بداية العام القادم موعداً لهذه الزيادات لا سيما أن جائحة كورونا أثرت على موارد الدولة، وبالتالي كان من الصعب دفع المزيد من الأموال للعاملين في المؤسسات الحكومية، هذا الوضوح من الحكومة تعامل معه الغالبية بنضج فكري عالٍ، حتى أن العاملين في وزارة الصحة الذين كانوا على خط النار إحترموا القرار، وكذلك فعلت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة رغم أنهم بذلوا جهوداً جبارة في الحفاظ على أمان الوطن والمواطنين، وهذه الفئات لم تعترض ولم ترفع صوتها كونهم أدركوا مبكراً حجم المخاطر التي تحيق بالوطن فقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم رغم حاجتهم لكل دينار، ليستحقوا جميع الألقاب التي أطلقها الشعب عليهم فهم الجيش الأبيض مع حراس الوطن.
في المقابل أصر البعض على قيادة حملة لتأزيم الموقف مع الحكومة والوطن محاولين إستغلال الظروف وفرض واقع جديد على الوطن، وتناسى هؤلاء الظرف الصعب الذي تمر به الأمة والوطن، وبالتالي قدموا مصلحتهم الفردية الضيقة على مصلحة الأغلبية مستغلين عددهم الكبير ودورهم المؤثر على بناء المجتمع والنهضة بالوطن، وهنا فقد تحول البعض من أدوات للبناء إلى معاول تضرب المجتمع في مقتل، وتوقعنا أن تتراجع لغة التأزيم لكن ما يجري اثبت أن هذه لغة البعض ولن يتم التراجع عنها بسهولة، لنجد الإعتصامات تخرج في مناطق متفرقة وهذا يتعارض مع قانون الدفاع، الذي تم تطبيقه لحماية المواطنين من جائحة كورنا التي تضرب بقوة في شتى بقاع العام إلا الاردن الذي حماه الله ثم العيون التي تحرس في سبيل الله.
الإعتصام أثبتت أننا في خطر ليس بسبب مطالب المعتصمين والتي هي مطالب جميع العاملين في مؤسسات الدولة، بل بسبب التقارب بين المواطنين والذي قد يساهم في زيادة إنتقال وباء كورونا، وإذا عاد الوباء وانتشر بقوة كما حصل في الولايات المتحدة والبرازيل والهند وعديد دول المنطقة، فإننا سنعود إلى المربع الأول من إجراءات الحظر بسبب تزايد عدد الإصابات والتي ستترافق مع زيادة تلقائية في عدد الوفيات، لذا فإن ما يجري هو مغامرة غير محسوبة المخاطر من الداعين لهذه الإعتصامات ومن الذين يقومون بالتجييش ضد الدولة على مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا يعني ان الخسارة الكبرى سيتحملها الوطن والمواطنين كون من سيصابون بالوباء هم ذويهم وكذلك من سيخسرونهم هم أفراد من أهاليهم أو أصدقائهم.
ويمارس هؤلاء ضغوط كبيرة على الاجهزة الأمنية، وهي ضغوطات مرفوضة لا سيما ان الأمن العام والأجهزة الأمنية الأخرى بكافة مرتباتها لا زالوا يستخدمون الأمن الناعم، والذي يساهم في زيادة التأزيم بين المعتصمين والأجهزة الأمنية التي لديها وظائف كبرى تتمثل في حماية الوطن من جميع أنواع الشرور التي تهدد المجتمع الاردني، لذا فنحن لسنا بحاجة إلى إعتصامات مبررها إتخاذ الحكومة إجراءات قانونية منظورة أمام القضاء وهو صاحب كلمة الفصل، إن ما يجري من محاولة البعض الضغط على الدولة ما هو إلا تجاوز لجميع الخطوط الحمراء وفي مقدمتها أوامر الدفاع، والتي غايتها حماية المجتمع من الأوبئة والإضطرابات، وبالتالي فإن ما يجري يجعلنا نتوقع عودة الإجراءات الصارمة في الحظر لحماية الوطن من كورونا والإنفلات، لذا نقول للجميع اتقوا الله في الوطن ولا تأخذ بعضكم العزة بالإثم.