في الجزائر… تجار يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لإغراء الزبائن وتوفير خدمة التوصيل المجانية
النشرة الدولية –
بسبب القيود المفروضة لمنع تفشي فايروس كورونا، لجأ تجار مواش في الجزائر، مع اقتراب حلول عيد الأضحى إلى بيعها “افتراضيا” عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت الحكومة الجزائرية قد قررت في 10 يوليو، منع التنقل بالسيارات الخاصة، ووسائل النقل العامة لمدة أسبوع من وإلى 29 محافظة في البلاد في إطار قيود منع انتشار الوباء، قبل أن تمدده إلى نهاية الشهر وهو موعد حلول عيد الأضحى.
ويقول الجزائريون إن هذا العيد يختلف عن كل الأعياد التي سبقته، فكثير من الناس إما مرضى وإما يعانون من ضائقة مالية بسبب موجة البطالة التي اجتاحت البلاد في مارس.
ووسط تحديد أسواق لبيع المواشي عبر مختلف المحافظات، أصدرت محافظة الجزائر أخيرا أمرا بحظر بيعها في كل بلدياتها، ومنع دخول المركبات الناقلة لها لأسواق المواشي، عدا تلك المتوجهة إلى المذابح بموجب شهادة بيطرية.
ويأتي هذا المنع بحسب بيان أصدرته المحافظة، لما “تمثله بعض النشاطات التجارية من خطر قد يسهم في انتشار العدوى بفايروس كورونا”.
والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، أنّ عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 31 يوليو.
ودعت الوزارة في بيان، إلى “وجوب احترام تدابير الوقاية الصحية، والالتزام بالتباعد الجماعي وارتداء القناع الواقي لتفادي تفشي فايروس كورونا”.
وكانت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية أوضحت في 14 يوليو، أن “أضحية العيد شعيرة من شعائر الإسلام، وهي سنّة مؤكدة للقادر عليها”.
وقالت اللجنة، إن الأضحية “تسقط عن العاجز على توفير شروط السلامة، وعن الخائف من انتقال المرض بسبب الظروف المحيطة بشرائها وذبحها”.
وتزامنا مع ظهور حالات مصابة بوباء كورونا في الجزائر منذ 25 فبراير الماضي، وتمديد الحجر المنزلي في 29 محافظة، ورفعه عن 19 أخرى، وجد تجار المواشي في مواقع التواصل عبر الإنترنت فضاء تجاريا لبيع المواشي، وخاصة الكباش بعد إغلاق الأسواق الخاصة بها، وحظر التنقل.
والأربعاء الماضي، أعلنت مؤسسة بريد الجزائر (حكومية)، عن تزويد التجار بأجهزة الدفع الإلكتروني في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا.
وذكرت المؤسسة في بيان، أنها قامت بتزويد شركة “لاتراكو” المتخصصة في تسويق اللحوم الحمراء، وتربية الماشية (حكومية) بأجهزة الدفع الإلكتروني، بغية السماح للمواطنين بشراء أضاحي العيد.
وأشارت المؤسسة، إلى أنّ الدفع سيكون عن طريق البطاقة الذهبية (يمكن لحامل هذه البطاقة سحب الأموال، وإجراء العمليات الخاصة بالخدمات البنكية الذاتية، ودفع الأموال إلكترونيا).
بدورها، قالت رزيقة منصوري، المديرة العامة لشركة تسويق اللحوم الحمراء “لاتراكو”، إنّ “بيع الأضاحي بواسطة الدفع الإلكتروني انطلقت السبت الماضي”.
وأوضحت منصوري في تصريحات إعلامية، أنّ “عمليات البيع تكون يوميا، وتمتد إلى الخميس المقبل أي عشية عيد الأضحى”.
وبخصوص الأسعار أشارت منصوري، أنّها “ستكون في متناول الجميع، وتتراوح بين 35 ألف دينار، و56 ألف دينار” (من 200 إلى 300 دولار).
ويقول بائع في سوق للماشية يدعى محمد، إنه علاوة على عجز الناس عن الاحتفال معا في شكل جماعات، لم يعد بمقدور العائلات شراء الماشية بعد أن فقدت الكثير من دخلها.
وقال إن المبيعات “لن تكون مثل السنوات السابقة”، مضيفا أن الكثير من الناس لا يعملون. وعلى الرغم من ندرة الماشية بسبب القيود المفروضة على الحركة والنقل بين المحافظات، إلا أن الأسعار لم تتغير على حد قوله.
من جهته اعتبر محمد عليوي، رئيس اتحاد الفلاحين الجزائريين (غير حكومية)، أن “ظاهرة بيع الكباش والأغنام عبر منصات التواصل
إيجابية”، مشيرا إلى أنها “لم تكن موجودة سابقا وفرضتها اليوم جائحة كورونا”.
وأضاف عليوي، أن “ولاة المحافظات، حددوا نقاطا لبيع الكباش، باستثناء محافظة الجزائر التي منعت هذا النشاط التجاري”.
وأفاد أن “أماكن بيع الكباش تتمثل في مزارع الفلاحين، وحظائر المواشي البعيدة عن التجمعات السكانية”.
وذكر عليوي، أنّ “عدد الكباش التي تم تحضيرها للبيع في الجزائر بمناسبة عيد الأضحى بلغ 8 ملايين رأس”.
وبخصوص الأسعار أوضح أن، “السعر يبدأ من 18 ألف دينار، إلى 70 ألف دينار (من حوالي 100 إلى 400 دولار) حسب وزن الكبش.
ولفت عليوي، إلى أنّ “وزن الكباش يتراوح بين 9 و50 كيلوغراما، وعليه تحدد الأسعار”.
وعرض مربو وباعة الماشية، عبر صفحات وفيديوهات في منصات “فيسبوك”، و”إنستغرام”، و”تويتر” الكباش والنعاج، مع تقديم معلومات متعلقة بعملية البيع والشراء.
ولجذب الزبائن يعمد التجار إلى إغرائهم بتخفيضات في الأسعار، وتوفير خدمة التوصيل مجانية التي تكون أحيانا حسب كل تاجر.
ومع اقتراب عيد الأضحى غزت إعلانات بيع المواشي، وخاصة الكباش مواقع التواصل الاجتماعي. وتضم صفحة “متجر الجزائر” على فيسبوك إعلانات تجارية لسلع مختلفة من بينها المواشي.
ونشرت البائعة إيمان ضيف، تحت شعار “بيع الكباش للعيد والمناسبات، السعر معقول والسلعة متوفرة بجميع الأحجام”.وأضاف منشور ضيف “للمهتمين التواصل عبر الخاص (عن طريق المسنجر)”.
ونشر بائع يدعى بشير تينو، على متجر إلكتروني إعلانا لبيع الكباش مع وضع رقم هاتفه قائلا، “الكباش متوفرة بأسعار معقولة جدا”.
وقال تينو ، إن “الأسعار تتراوح من 58 ألف دينار إلى 62 ألف دينار” (من حوالي 300 إلى 350 دولارا) للكبش الواحد.
وأضاف، “أقيم ببلدية بوزريعة بالجزائر العاصمة، ولا أوفّر خدمة التوصيل للزبون”.
ونشر مُرّبي المواشي والنحل بوزي محمد، فيديو في صفحتيه على “فيسبوك” و”إنستغرام”، يظهر مجموعة من الكباش بغرض بيعها بمناسبة العيد.
وكتب محمد، “كباش للبيع بثمن في متناول الجميع، سارع بالحجز، الكمية محدودة جدا، للتواصل أو الاستفسار على الأرقام الظاهرة في الإعلان”.