2 أغسطس 1990.. حكاية كل بيت في وطني الكويت
بقلم: طارق إدريس

النشرة الدولية –

لا أحد يمـــكنه أن ينسى ذلك اليوم وســاعاته الصــعبة وستبقى لكـــل بيـــت فــي وطني الكويت قصة وحـــكاية مــن ذلك اليوم وتلك الشهور السبعة التي مرت على الكويت وأهلها بصعوبة، فكل من كانوا بالداخل على أرضها الطاهرة عايش الرعب والخوف والترهات ومثلهم من كانوا بالخارج ضاعت بهم السبل وتخبطت أفكارهم وظنونهم فكان الجميع يعيش حكاية مع تلك الساعات والأيام والأشهر، لذلك سيكون يوم الثاني من أغسطس حكاية وطن الاستشهاد والفداء والذود عن الأرض والعرض، وستبقى حكاياته وقصصه عبرة لهذا الجيل والأجيال القادمة، ولن ننسى ألم الشهيد، وكذلك الأسير والمعتقل والظلم الذي جرى وحصل في كل حكاية، وأيضا لن ننسى شرارة الكفاح والمقاومة الباسلة ضد الغزاة ومن وقف معهم عمليا وحربيا وسياسيا.

 

نعم الجميع تخطى الصعاب وداس على الجراح واستنفر للفداء والجهاد حتى تعود الكويت «حرية أبية» شعار المقاومة بالداخل والخارج، هذه هي حكاية كل بيت في وطني الكويت وستبقى خالدة في سجلات التاريخ موثقة بالصوت والصورة وبحروف من نور للأبد.

 

اليوم وبعد ثلاثين عاما من ذلك اليوم «الأسود» نقول:

 

إن هذه الأجيال يجب عليها وعلينا نحن أن نضعهم في صلب الحدث حتى تكون كل وثيقة موثقة في ذهنهم حكاية وقصة باقية بالذاكرة مثلما كانت ولا زالت حكاية «نوري السعيد» وعـــبدالكريم قاسم وفزعة أهل الـــكويت عام 1961 – 1963 راسخة في ذاكرتنا، وستبقى امتدادا للجهاد الكويتي في الحصول على حريته والمحافظة على أرضــــه واستقراره وكفاحه العظيم لإقرار الحق وانتزاع الحقيقة والاستقلال والحرية لتستمر الحكاية.

 

وهنا نــقول أيـــضا إن أجـــيال 1990 هـــم امتـــداد لجيل 2020 يجـــب علـــيهم مـــذاكرة كــل الدروس والحكايات وقصص الكفاح والشجاعة وتذكر الشهداء والأسرى ومعاناتنا طيلة السبعة شهور حين غيّب الغزاة كل الحقائق عن العالم، ولكن بفضل المقاومة بالداخل وبفضل جهود كل من كانوا بالخارج انتشرت الحقيقة موثقة بالصوت والصورة واخترق جدار الصمت صوت وفعل المقاومة الكويتية الباسلة كل أساليب المحتل وآلياته وأسلحته ووصلت الرسالة ونجحت المقاومة الكويتية في نشر الحكاية وقصصها الشجاعة.

 

ليأتي هذا اليوم بعد ثلاثين عاما لنجدد العهد ونروي الحكاية حتى يبقى «الصمود» عنواناً للحقيقة التي يجب أن تبقى في كل الأذهان وفي ذاكرة كل الأجيال حتى لا تنسى الحكاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى