منظمة الصحة العالمية تدعو لعدم فرض الإغلاق الشامل للسيطرة على فيروس كورونا

النشرة الدولية –

رغم أن بلداناً عدة عادت لتسجل إصابات جديدة بفيروس كورونا، إلا أن منظمة الصحة العالمية حثّت الدول على عدم إعادة فرض عمليات الإغلاق الشامل، وذلك بسبب العواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على الإغلاق.

وفي مقابلة خاصة مع صحيفة “التلغراف” البريطانية، قالت ماريا فان كيرخوف، المشاركة في قيادة فريق الاستجابة للوباء بمنظمة الصحة بوصفها رئيساً لوحدة الأمراض الناشئة، إنه يتعين على البلدان بدلاً من ذلك اعتماد استراتيجيات محلية.

فبحلول نهاية اذار الماضي، فرضت أكثر من 100 دولة حظراً كلياً أو جزئياً، ما أثر على حياة المليارات من البشر.

كما اعتبرت كيرخوف تلك التدابير بأنها “قوية” ومنحت البلدان بعض الوقت لإنشاء بنية تحتية للصحة العامة لمواجهة الجائحة، غير أن المسؤولة في منظمة الصحة وصفت التكاليف الاقتصادية والصحية والاجتماعية للإغلاق بـ”الضخمة”.

ورغم “أن عمليات الإغلاق ليست أمراً أوصت به منظمة الصحة العالمية، ولكن عدداً من البلدان لجأت إليها لأن التفشي كان سريعاً”، بحسب كيرخوف، التي أضافت: “لكننا نأمل ألا تحتاج البلدان إلى عمليات الإغلاق الشامل مرة أخرى”.

إلى ذلك، شددت المسؤولة، التي أصبحت وجهاً مألوفاً إلى جانب رئيس منظمة الصحة تيدروس أدهانوم في إحاطات إعلامية صحافية لعدة شهور، على أن الإغلاق ليس حلاً سحرياً لإنهاء تفشي الوباء.

وقالت كيرخوف: “بصراحة في الأشهر الستة المقبلة لن يكون لدينا لقاح. أعلم أن هناك الكثير من العمل المتسارع، لكن لا يمكننا الانتظار حتى العام المقبل”.

لذلك حثت المسؤولة الدول على اتخاذ إجراءات بالاستفادة من الأدوات المتاحة حالياً للتعامل مع موجة الإصابات الجديدة، مثل تتبع المصابين والفحوصات واسعة النطاق وتجهيز المرافق الصحية والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات.

“إنه ليس إجراء واحداً فقط، بل يجب استخدام جميع الإجراءات الحالية معاً، والسبب الذي يجعلنا نقول إن الأمر ناجح هو أننا رأينا ذلك يحدث، ورأينا دولاً تسيطر على الوضع”، وفق ما ترى كيرخوف.

في المقابل تعتقد أنه “حتى الدول التي لم تبلِ بلاء حسناً ما زالت قادرة على تغيير مسارها، وأعتقد أن الولايات المتحدة (بلدها المنسحب من منظمة الصحة) تستطيع أن تفعل ذلك”.

لكن قلق المسؤولة الأكبر هو “الرضا عن النفس” في هذه المعركة، إذ يمكنه أن يقوض الجهود للسيطرة على هذا الوباء بل الوباء التالي.

وختمت كيرخوف مقابلتها بالجملة التي كانت منذ بداية الوباء غريبة وأصبحت مألوفة، قائلة “ليست مسألة (إذا)، إنها مسألة (متى) سيحدث شيء من هذا القبيل مرة أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى