ثلاثة عقود على الغزو..* د. ربيعة بن صباح الكواري
النشرة الدولية –
تمر ذكرى غزو الكويت الشقيقة من قبل الجيش العراقي في 2 أغسطس 1990م، أي بعد مرور 30 سنة من الاحتلال الغاشم الذي كان بمنزلة وصمة عار في التاريخ الحديث بين البلدان العربية.. هذا الغزو الذي أحدث شرخا كبيرا بين الأشقاء العرب في وقت كنا نحتاج فيه الى وحدة الصف وجمع الكلمة وقت المحن.
وذكرى الغزو مليئة بالعديد من الدروس والعبر التي لا تكاد تنسى، فمن كان يصدق أن الجار كان يفكر في الاعتداء على جاره القريب بيوم وليلة، ومن كان يظن ان شعب الكويت ستحل به هذه الكارثة الإنسانية في لحظة تغيرت فيها كل التوقعات السياسية.. حيث جمعت أزمة الخليج الثانية كل أهل الخليج على قلب واحد رغم صعوبة الحدث وعدم تصديق ما وقع بالفعل؟!
وتشهد لحظات ذلك الغزو المشؤوم بسوء النوايا وخبث الجار الذي تعرى من كل القيم والمبادئ والمعايير الأخلاقية تضرر على إثرها شعب الكويت العزيز فاستقبله أهل الخليج بالترحاب.. حتى ارتفعت الأصوات والأهازيج الشعبية بلهجة أهل الخليج عبر صوت الفنان القطري المبدع علي عبدالستار.. مرددة:
لا هنت يا كويتي
لك عيني لك بيتي
وهكذا التحم أهل الخليج وهم ينددون بغزو الكويت على مدى ستة أشهر حتى تحررت الأرض وعادت الكويت لأهلها حرة أبية كما كانت في السابق لا تهاب الأعادي ولا تستسلم للمؤامرات التي حيكت ضدها في الظلام.
رحم الله حكام الكويت والخليج الذين وقفوا وقفة رجل واحد ضد غزو الكويت، وحينها كان مجلس التعاون شعلة من النشاط والوحدة النادرة في تلك الأيام التي لم تنس ولم تمسح من الذاكرة حتى اليوم.
٭ كلمة أخيرة: مرور ثلاثة عقود على غزو الكويت الشقيقة (1990 – 2020).. يجعلنا نحيي من جديد الوحدة الخليجية المنشودة التي نتمنى أن تسود بيننا، لأن وحدتنا تكمن في الدين والثقافة والعادات واللغة، فلنترك خلافاتنا على جنب وننظر لمستقبل مشرق من أجل خليج العز والكرامة ولشعوبنا التي تتطلع نحو الريادة وقيادة الأمم بكل ثقة واقتدار.