أجساد الغزيين جسر العودة..
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

شهيد يتبعه شهيد، وجريح يعالج جراح جريح، ويتيم يواسي لطيم، وقمم تتلوها قمم، وبيانات تملأ الكون ضجيجاً يتبعها شجبٌ وإدانات، وانبطاح وحبو صوب تل الربيع المُحتلة يليه ركوع فسجود للصهيوني الغاصب، وطائرات تعلوا في السماء لتحتفل، ومدافع تنكس رؤسها حزناً على أمة كانت خير الأمم، هذا حال العرب في زمن تراجع فيه معنى العربي الحقيقي، وتنازل عن دوره من محرر للأوطان لحارس لأهون أنواع الإنسان، لتبقى هي عروس كل الأزمان وحاضرة البطولة سيدة الفرسان، هي غزة التي تُبكي الصهيوني قهراً لأنها لا تنكسر، وتجعل رؤوس تُجار الأوطان العربية مطأطأة كون غزة لا تنحني، وتثير جنون وشجون العالم فهي حصن لا ينهزم.

غزة لا زالت تلك اليد الطولى التي تُعري العالم بوحشيته، ودول الإسلام بإنهزاميتها، والدول العربية وجامعتهم بانحدارها، غزة تُظهر أبشع ما فيهم كونها درب الإنتصار وبوصلة الحق صوب وعد الله القادم لا محالة، وسفينة العودة فمن ركبها فقد عاد لتاريخه العظيم وانتصر لمستقبل الأجيال، ومن تركها بحثاً عن قارب سريع ينجيه فإنه سيلاقي حتفه بسوء فعاله، فغزة اليوم الملاذ الأخير للإسلام والقومية العربية، والطريق الأخير لنهضة أمة وعزة رجال.

وقد يقول بعض المستسلمين من رافعي الريات البيضاء الباحثين عن منصب حتى لو على جثث أبناء الأمة، سيقولون هناك حلول أخرى ولن نغادر طاولة المفاوضات وان غادرناها فليس لحمل السلاح بل للعودة إليها من جديد بشروط أخرى، ويحظى هؤلاء بدعم الشرق والغرب كونهم يخدمون الكيان أفضل من أبنائه، وينتصرون له اكثر من انتصارهم لقضاياهم، وفوق ذلك يلومون أهل غزة على استشهادهم وصمودهم وقولهم الحق، متناسين قول الحق في كتابه “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخْوَٰنِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِى قُلُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”، وقوله تعالى “ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخْوَٰنِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْ ۗ قُلْ فَٱدْرَءُواْ عَنْ أَنفُسِكُمُ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ”، صدق الله العظيم.

لا زالت غزة عصية تودع شهيد بطل فتنتج الف حي بطل، وتهدأ حركة مصاب شجاع فتنبت لشباب غزة الاف الأضلاع، هي غزة ما نامت على ظُلم ولم يهنأ بها ظالم لتأخذ حقها كامل غير منقوص من كل أعدائها، ليكون الحق القادم حق تيسير الجعبري ورفاقه، وهؤلاء حقهم كبير على أمة ضلت طريقها ومن صهيوني يرتعب من الرد، لتبقى غزة جسر العودة معبدةً بأجساد أبطالها وتحرسها سواعد رجال قل نظيرهم في عالم سلام المستسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى