«أنقذوا لبنان».. هناك من يعبث بأمن المنطقة !!* عوني الداوود
النشرة الدولية –
قبل أسابيع تحدثت عن لبنان في مقال وأشرت الى الانهيار الاقتصادي المريع الذي يتعرض له لبنان، وضممت صوتي لكل المناشدين بمد يد العون للبنان، الشعب..والأرز.. والتاريخ..والحضارة..والعروبة.. والانسانية، بعيدا عن كل المهاترات السياسية.
بالأمس دخل لبنان الى نفق أكثر ظلاما، بانفجار هزّ المنطقة، وسمع دويّه في جزيرة قبرص !. وحتى ساعات فجر هذا اليوم لم يتم احصاء أعداد القتلى والجرحى جرّاء هذه الفاجعة التي تشير التصريحات الأولية أنها وقعت نتيجة انفجار في عنبر كيماويات لمواد محجوز عليها ( منذ سنوات)، ومحالة قضيتها للقضاء اللبناني !!.. وبغض النظر عن مدى دقة التصريحات الاولية، وما ستكشفه التحقيقات خلال الساعات المقبلة، فإن تاريخ لبنان يضمّ – وبكل أسف – كثيرا من الانفجارات لا يزال مرتكبوها أو أسبابها مجهولة، وليس آخرها حادثة التفجير التي راح ضحيتها الشهيد رفيق الحريري،والذي من المقرر أن تصدر محكمة دولية قرارها حول القضية بعد غد الجمعة!!
لبنان يدمّر تحت مرأى ومسمع العالمين العربي والدولي.. لبنان قبلة العالم ودرّة المنطقة تتقاذفه أمواج الصراعات الداخلية والخارجية، وتتم على ساحاته تصفية حسابات يدفع ثمنها الشعب اللبناني من مختلف الطوائف، فالموت لا يستثني أحدا، وانفجار الامس لم يستثنِ طائفة أو فئة دون أخرى، حتى أولئك الذين هرعوا لاطفاء الحريق من الصليب الاحمر لا زال البحث عنهم جاريا تحت الانقاض !!
لبنان اليوم في أمسّ الحاجة لمد يد العون من أشقائه العرب، رغم انشغال كلّ بهمومه التي فاقمتها «كورونا»، لكن هذا ليس عذرا لبلد عربي هو اليوم في أمس الحاجة لكل مساعدة صحية ومالية ولوجستية من أجل شعب يستحق الحياة ولا يليق به الدمار.
المشهد الاقليمي اليوم يضع تساؤلات كبيرة حول استهداف دول المنطقة واغراقها واشغالها بقضايا سياسية واقتصادية تجرفها نحو قاع سحيق لا يرى قراره… وللنظر حولنا ونشاهد:
– العراق مدمّر اقتصاديا ومنقسم سياسيا.. وسوريا حدّث ولا حرج.. وحرب في اليمن.. وحروب في ليبيا.. ومصر بين دفاع عن أمنها غربا وأمنها المائي جنوبا ومشكلة « سد النهضة «،.. حتى تونس « أنموذج الديمقراطية « في أعقاب ما سمي بالربيع العربي تدخل مرحلة تجاذبات سياسية، ندعو الله أن تتجاوزها سريعا.. وباقي دول المنطقة تحاول تقليل خسائرها من تداعيات «كورونا».
ما يجري حولنا في المنطقة يتطلب منّا مزيدا من الحيطة والحذر واليقظة، ومزيدا من الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية، فتماسكنا ووقفتنا مع الوطن دائما وأبدا سرّ قوتنا ومنعتنا في مواجهة الأخطار، وما يحاك ضدنا، وضد الاقليم من مؤامرات وأطماع وتهديدات لتمرير صفقات وأجندات لا تخدم سوى أعداء الأمة.