“حاكِموهم بتهمة الخيانة العظمى”* سيليا حماده

النشرة الدولية –

لا  ما أصاب بيروت بالامس ليس قضاء وقدر. بل ان قدر لبنان ان تحكمه سلطة القضاء عليه وعلى وجهه المضيء. قدره في سلطة فاشلة ظالمة تتمسك بالكراسي ولو في ذلك القضاء على ما تبقى من مفهوم الوطن، والقضاء على ما تبقى من شعب لا زال متمسكا بالوطن او مؤمنا به رغم سياسة الافقار  والتجويع ورغم سوء الخدمات.

انها سلطة القضاء على شعب لبنان الحر المرفوع الرأس، على الحريات والابداع والتفوق.

سلطة القضاء على عزة النفس والكرامة الاجتماعية تحت شعار “الشغل مش عيب” طالما جيوبهم هم منفوخة من مال الناس.

ما حصل في بيروت بالامس يفوق اي خيال وكانه لقطة من حرب نووية، ولم نسمع  بعد صوت رئيس الجمهورية ولا مسؤول يوضح ما الذي حصل فعلا!

بيوت تدمرت وبيوت اخرى ومكاتب لم يبق بها اي زجاج… وجثث تحت الانقاض وضحايا وجرحى بالالاف . وكان مصيبة اكتظاظ المستشفيات بمرضى الكورونا لا يكفي . وكان هذه السلطة الحالية التي انقذتها حالة الكورونا العالمية والمحلية من استمرار ثورة ١٧ تشرين بزخمها، كانت بانتظار كارثة من هذا الحجم لالهاء الشعب عن المصائب الاقتصادية والمعيشية وعن الثورة مجددا ضدها .

لا .. ما حدث بالامس لبيروت لم يكن قضاء وقدرا. انها المؤامرة المستمرة للقضاء على الوجه الحضاري الحر لبيروت وشعب لبنان .

انتم  على خطأ حين تطالبون ان المسؤولين يحب ان يذهبوا الى بيوتهم!

أولئك المسؤولون  يحب الا يذهبوا الى بيوتهم بل الى السجون!

ليس بسبب ما حصل بالامس فقط بل بسبب فسادهم واصابة البلاد بنكبات اقتصادية لم يعرف الناس مثلها منذ الحزب العالمية الاولى ربما .

اما المسؤولون عن جرائم الامس وما خلفته من شهداء ومن جرحى ودمار فيجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى

نعم انا لا ابالغ الخيانة العظمى!

الخيانة للوطن ورفعته وازدهاره وصورته بين البلدان،  وللشعب  الذي ائتمنكم على امنه وحياته وممتلكاته، هي اكثر من خيانة عظمى لانها اسوا من التعامل مع اي عدو.

بتدمير البلاد اقتصاديا وامنيا وقتل الناس، انت تقدم اكبر خدمة للعدو ومن دماء الشعب وماله واستقراره!

ستحاكمون كما يجب وبتهمة الخيانة العظمى كما يجب، ولن تستمروا باذلال الشعب ولا بسياساتكم العشوائية الفاسدة.

وستبقى بيروت اميرة الاميرات وحلوة الحلوات وست الدنيا  رغم الاحزان!

 

شاعرة وكاتبة لبنانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button