بعد تعليق مشاركتها بالمفاوضات.. مصر تبلغ الاتحاد الأفريقي رفضها للملئ الأحادي الأثيوبي لسد النهضة
أرسلت مصر، الأربعاء، خطابا رسميا إلى الاتحاد الأفريقي تعلن فيه رفضها ملء إثيوبيا الأحادي لسد النهضة، وذلك غداة إعلانها تعليق مشاركتها في المفاوضات الثلاثية.
وذكر بيان لمجلس الوزراء المصري أنه “فى إطار الفعاليات المتعلقة بالتفاوض حول قواعد ملء و تشغيل سد النهضة الاثيوبى، قامت مصر، الأربعاء، بإرسال خطاب إلى دولة جنوب إفريقيا بصفتها الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، حيث تضمن الخطاب تأكيد رفض مصر الملء الأحادي الذي قامت به إثيوبيا”.
وأعلنت إثيوبيا فجأة فى 22 يوليو الماضي، أنها أكملت المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، في حين كانت المفاوضات مستمرة، وهو ما اعترضت عليه مصر، وقالت إن هذه الخطوة “تلقي بدلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لاتفاق عادل كما أنه إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ”، بحسب بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية، الاثنين.
وقال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن خطابه للاتحاد الإفريقي تضمن أيضا “رفض ما ورد فى الخطاب الأخير الموجه من وزير المياه الأثيوبي إلى نظرائه فى مصر والسودان، الثلاثاء”.
ويقترح الخطاب الإثيوبي أن يكون هناك اتفاق مبدئي على الملء الأول فقط لسد النهضة؛ بينما يربط اتفاق تشغيل السد على المدى البعيد بالتوصل لمعاهدة شاملة بشأن مياه النيل الأزرق، وذلك في فترات لاحقة، وهو ما رفضته كل من مصر والسودان، وأعلنا تعليق المفاوضات مع الجانب الإثيوبي.
واعتبر وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، في بيان منفصل، أن الرسالة التي تلقاها من نظيره الإثيوبي، الثلاثاء، “تثير مخاوف جدية فيما يتعلق بمسيرة المفاوضات الحالية والتقدم الذي تحقق والتفاهمات التي تم التوصل إليها”.
ووصف البيان السوداني، الاقتراح الإثيوبي، بأنه “تطور كبير وتغيير في الموقف الإثيوبي يهدد استمرارية مسيرة المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي”.
ورهن السودان استمرار مشاركته في المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي “بعدم الربط ما بين التوصل لاتفاق بشأن الملء والتشغيل من جهة، والتوصل لمعاهدة حول مياه النيل الأزرق من جهة أخرى”.
ونقل البيان عن وزير الري، ياسر عباس، أن “السودان لن يقبل برهن حياة 20 مليون من مواطنيه يعيشون على ضفاف النيل الأزرق بالتوصّل لمعاهدة بشأن مياه النيل الأزرق”.
ويعد سد النهضة الكبير مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى منذ 2011. ويتوقع أن يصبح السد أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا، وتقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم لتشكيل نهر النيل.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها، إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95 في المئة من مياه الري والشرب في البلاد.
وكالات