اليان سركيس ” المطلوب استمرارية التحقيق في المرفأ

النشرة الدولية –

كتب د. اليان سركيس رئيس جمعية mclm الفرنسية :في الذكرى الثانية لتفجير المرفأ في بيروت لا يسعني الا ان اوجه احر التعازي الى اهالي الشهداء الابرار الذين قتلوا عمدآ من قبل اجرم وافسد سلطة عرفها التاريخ . نحن كما وعدنا سابقا ومستمرون على الوعد بان دماء الشهداء لن تسقط هدرا بل سنسقط كل الحصانات المزيفة امام دموع الامهات وذويهم . حتى اليوم القضاء عاجز عن القيام بدوره بشكل مستقل ومشلول كليًا في أخطر وأبشع جريمة أرتكبت في حق مدينة بيروت واهلها، التي زلزلت ودمرت واجهتها البحرية ومرفأها وقتلت اكثر من ٢٢٠ شهيد وشردت مئات الضحايا الأبرياء فهؤلاء هم “شهداء الوطن”، وحتى الان لم يرف جفن لسلطة الفساد وبكل وقاحة يعينون انفسهم بلجان العدل للتحقيق بانفجار وهم متهمون! أمام ملف مشين من الارتكابات السوداء التي مارستها سلطة الطائف هذه وعلى رأسها جريمة الرابع من آب، بات من الحتمية والواجب استمرارية النضال حتى

اسقاط هذه السلطة التي تنتفي أمام هول هكذا جريمة ضد الانسانية وأمام الحجم المأساوي للضحايا. علينا اسقاط الحصانة تعطى للمسؤول حماية له في ادائه من أي تدخل في مهامه اثناء قيامه بعمله لمصلحة البلد والشعب، وليست لحماية اجرامه واستغلاله لمركزه، فهذا لا يدخل في مهام وظيفته ! هي حصانات سبق وأسقطها شعبيآ ثوار17ت في الشارع! لكننا لن نكل ولن نمل ولن نتراجع ولن نصمت قبل محاسبتكم على ارتكاباتكم المدمرة بحق لبنان وشعبه، وقبل تبيان الحقيقة الكاملة لصفقة نيترات الأمونيوم من تاريخ عقدها الى تاريخ تفجيرها، والتي بالرغم من كبر حجم المأساة التي خلفتها، ستشكل اذا حققت العدالة بداية الخلاص من كارتيلات المجرمين لانهم سيسقطون الواحد تلوى الاخر ، من هذه الشبكة العنكبوتية من المافيات الظلامية المشتملة على شبكة من احزاب خارج طاعة الدولة وسياسيين وامنيين وعسكريين واقتصاديين وتجار بنوك وقضاة فاسدين كلهم متامرين على لبنان لمصالحهم الدنيئة ،الذين أوصلوا البلد الى هاوية لا قعر لها ! الكل أصبح عارفا بالحكاية من ألفها الى يائها ولا من داع لأطالة الشرح عن افقار الشعب وسلبه مدخراته وقوت يومه، لكن قمة العار هو في بقاء هذه المنظومة في سدة الحكم! الا أن هناك بصيص امل معقود على حرفية ونزاهة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، المطالب باستمرارية التحقيق ورفع الحصانة عن هؤلاء المجرمين اللصوص وبانصياعهم لحكم القضاء بعيدا عن أي تدخلات سياسية أو طائفية/مذهبية، خارجية كانت أم داخلية. كلنا سواسية أمام القضاء والكل مسؤول، من أجهزة أمنية على تنوعها وأجهزة ادارية وقضائية وعسكرية، الكل تحت سقف القانون، ولا شيء يميزكم عن أي مواطن عادي الا اخلاصكم وولاؤكم للوطن وللشعب الذي هو مصدر سلطاتكم. لا حصانات ولا ما تدعون وتطالبون به من مجلس أعلى لمحاكمة الرؤساء والنواب والوزراء، من خلال عريضة العار التي وقعتم عليها ثم تراجع البعض منكم لاحقا وسحب توقيعه ربما لأنكم توقعون كعادتكم على” العمياني” في مجلس نوائبكم ! والمفارقة هي أنكم في الوقت الذي تطالبون بتفعيل مجلس ألاعلى لمحاكمتكم الذي عين لرئاسته احد ازلام النظام البعثي الذي يجسد الاجرام بحد زاته ، وطبعا الكل يعرف بان هذا المجلس غير موجود الا على الورق، فقط للتهرب والتفلت من المسؤولية ، كما طالبنا من اول يوم الانفجار نطالب باحالتكم الى المحكمة الجنائية الدولية ردا على فظاعة ارتكاباتكم وقذارتها من حيث أنكم استوفيتم شروط انشائها بارتكابكم جرائم ابادة هول جماعية وتفجير 4 آب خير شاهد وخير دليل على ذلك، أضف الى ذلك جرائمكم ضد الانسانية التي ارتكبتموها بدم بارد بايصالكم البلد وأهله الى ما وصل اليه من فقر وعوز واذلال وانهيار على المستويات كافة ! أما بالنسبة لجرائم الحرب فهذا ماضيكم الدموي الذي ما استغنيتم عنه يومآ!

كلكم في هذه السلطة الحاكمة معني وكلكم مسؤول عن هذه الصفقة”النووية” اللعينة، من حين اتمامها وتمويه حقيقتها الى حين تفجيرها ! ونحن كلنا الضحايا وأنتم كلكم الجلادون، فمحاولاتكم حصر، هذا التفجير المرعب والمفتعل، فقط بمن سقطوا من شهداء الوطن، لهو قصر نظر وانعدام حس بالمسؤولية مع فقدان أدنى درجات الاحساس بالناس وخاصة بعوائل الضحايا. نعم كلنا معنيون بهذه الكارثة التي لا تنسى والتي تحولت الى قضية رأي عام ! لذلك نعتبر استمراركم في الحكم بعد كل ما حصل هو بمثابة احتلال للمؤسسات العامة، لم تتركوا لا عنف ولا اجرام الا واستعنتم به لاحباطنا :من فقأ العيون لتكسير الخيم وحرقها الى الاغتيالات التي لم تتورعوا عن تنفيذها ! هذا عدا عن رواتبنا التي سحلتموها ولقمة عيشنا التي لم تعد مداخيلنا تكفي لتأمينها، كل ذلك ولم تشبعوا صفقات وتحاصصات الى ان أوصلتم البلد الى الافلاس عامدا متعمدا دون شفقة أو رحمة ولا ادنى احساس بوجع الناس الذين لم تعفوا حتى عن أدويتهم واستشفائهم ! وحتى لا تضيع الحقيقة في الحصانات التي تتعلقون بها تعلق الغريق بقشة، وكلها سقطت بسقوط ضحايا المرفأ الأبرياء وأمام وجع أهاليهم ! الكل كان يعلم بوجود هذا الكم من نيترات الأمونيوم وبخطورتها لكن الموضوع ، حسب احدهم، كان أكبر من الجميع ! نقول اخيرآ وليس آخرا، بأن الشرارة التي اشتعلت مع الانتفاضة والتي حاولتم اخمادها بشتى الطرق، لم ولن تنطفيء شعلتها ، ومعها لن ينطفئ حس المطالبة بتحقيق عدالة”بيروتشيما” ! ان رفضكم المثول أمام القضاء هو بمثابة ادانة مسبقة لكم، ومنكم القائل: بأن “اللجوء الى القضاء هو فقط للضعفاء”! نعلم بأنه امتحان وعر بالنسبة للقاضي بيطار، وطريق من نار، لذلك نطالب بحمايته وبعدم تنحيته كما حصل مع سلفه، فنحن نعيش اليوم على صفيح ساخن، على فوهة بركان.حيث المجرمون “أخوة”، تركونا نعيش غافلين مغفلين بين أطنان من المتفجرات والذخائر، ما حول الشعب اللبناني برمته الى دروع بشرية ومتاريس حامية لمنظومة فاسدة من ميليشيات ومافيات تحسدها كواسر الطيروالوحوش على فظاعة بطشها وجبروتها ! كما نطالب بمقاطعة هذه المنظومة من قبل وسائل الاعلام والكف عن التسويق لها، ولا بد هنا من توجيه التحية والشكر للصحافة الاستقصائية الساعية الى تنوير الناس. وبما ان زمن العجائب قد ولى ولا قيام لسلطة ماتت وانتهت، سنتابع العمل مع الجميع لبناء لبنان الجديد وقيام الدولة المدنية، دولة العدالة والحرية والمساواة بعيدا عن خوف طوائف ومذاهب لبنان من الزوال والانحلال والذوبان في محيط المواطنة والوطن الواحد !

المطلوب اليوم او استمرارية التحقيق الذي بدأ به القاضي البيطار او مساندتنا في تدويل القضية لتحقيق العدالة لاهالي الشهداء بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام.لا يمكننا الوصول لتحقيق كل ذلك دون اطلاق يد القضاء بعيدا عن المراجع السياسية والدينية . ونقول للقاضي بيطار: قل كلمتك وامشي، دماء شهدائنا فوق حصاناتهم . @tout le monde

زر الذهاب إلى الأعلى