الريادة والتكرار «البرامج الانتخابية»* مارسيل جوينات
النشرة الدولية –
بما اننا في عصر التطور المتسارع والمنافسة والتي لا ترحم، ويعد الابتكار والريادة حتمية لتقديم اعمال مميزة ومتميزة.
لذا علينا أن نطالب ونشجع أجيال المستقبل ان يصقلوا أنفسهم بالريادة والابداع بأفكارهم واعمالهم ومقترحاتهم بحيث تكون قابلة للتطبيق والاستمرارية، للاستفادة منها وانعكاسها على شريحة واسعة من المجتمع.
وبالرغم من صعوبة الابتكار إلا أنه جوهر واساس الريادة لتقديم فكرة او عمل ما قابل للتطبيق ضمن أسس وشروط، والابتعاد عن التكرار او اكمال أي فكرة او عمل سابق لشخص اخر.
ومع كل هذه التطورات وعلى اختلاف المستويات والمجالات والابعاد، ما زال هناك معوقات وجوب تجاوزها بحرفية ومهارة عالية، واولها تحديد الهدف والغاية وهما المطلب الأساسي للتفكير الإبداعي، ووضع خطة قابلة للتطبيق ضمن المعطيات الموجودة والمعطيات التي يجب توفرها.
ويعد الخوف العائق الأول لتكرار أنفسنا او التراجع الى الوراء، لذا يجب التركيز على اكتساب الخبرات والعمل بكفاءة وتفعليهما معاً للوصول الى واقع ملموس ومحسوس والارتكاز على الإنتاج وليس الاستهلاك، وذلك بالتفوق أحيانا على الذات ان كان علمياً أو سياسياً أو ثقافياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً.
وبما اننا على أبواب الانتخابات النيابية، وتبدأ الوعود والخطابات الرنانة المتداولة والمتكررة من قبل بعض المرشحين بهدف الوصول الى قبة البرلمان.
لذا لا بد ومن الضروري ان تكون الوعود والخطابات ريادية في طرحها للفرص والحلول للقضايا والمسائل التي تشغل بال وحياة الناخبين وخاصة الاقتصادية، وليس الاكتفاء بأرسال بعض الطرود المتواضعة والمال السياسي، والتي لا تحل صلب مشاكل الناخبين واولها البطالة والفقر.
اذاً عليهم استثمار أموالهم في فتح مشاريع منتجه ومستمرة للشباب، ان كانت تكنولوجية او زراعية او سياحية او صناعية. وعليهم تحمل المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية تجاه المجتمع.
وليكونوا ريادين بتأسيس حواضن إبداعية ابتكارية للشباب، وفتح الفرص امامهم لتطبيق وتفعيل أفكارهم وأعمالهم، ونحن نعلم ان شبابنا يمتلكون من الذهنية الابتكارية والعلمية ما يمكنهم للوصول الى العالمية والامثلة عديدة، ولكنهم بحاجة الى من يتبنا هذه الأفكار والاعمال ومنحهم الفرص، وتامين الاحتياجات المادية لتساعدهم على تطبيق ابتكاراتهم على الواقع.
وبالإضافة الى ذلك يجب امتلاك الحرية الكاملة لفسح الطريق لهم بالاطلاع والمشاركة على كل ما هو جديد على المستوى الدولي والعالمي، للاستفادة من الخبرات والتجارب والكفاءات الخارجية ايضاً.
ومجتمعنا الأردني يتميز بالتعددية الثقافية والدينية، والديمقراطية والمستوى العلمي الذي نفاخر به على المستوى الدولي، وهذه الميزات تعد مكسب للاستفادة وتبادل المعرفة والخبرات على المستوى المحلي ايضاً.
يا نواب المستقبل حاولوا ان تكونوا ريادين، وليس مكررين لأنفسكم او مقلدين لغيركم في طرح الحلول ومعالجة التحديات والمشاكل التي نعاني منها بتشريع قوانين التي لا تكرار نفسها بالابتعاد عن الترف التشريعي، والعمل ضمن منظومة واحدة تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وان تكون الرقابة للوقاية وليس للاستعراض فقط.