الصهاينة فجروها ولبنان يغلي ..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
روايات تتوالى وتتعدد وتختلف حول إنفجار بيروت ولكل منها مصادرها وجهاتها الداعمة، وكل رواية تخدم مصالح صانعيها ومروجيها ، ليصبح معرفة ما جرى في بيروت وأسباب دمارها ضرباً من الخيال ورهناً بقدرات الرواة على إقناع المستمعين، وان كان أصدقها الرواية الأولى لرئيس الولايات المتحدة حين اعتبر ما جرى ناجم عن إنفجار صاروخي، قبل أن يتراجع عن تصريحه معتبراً ما جرى خطأ في عملية التخزين.
ومع مرور الوقت وتسريب العديد من الأخبار والأفلام التي أشارات إلى وجود أشخاص غرباء عند حدوث الانفجار نشعر بأن ترامب كان صادقاً في تصريحه الأول، لكن مصلحة الولايات المتحدة ومدللها الكيان الصهيوني تتطلب عدم الإعلان بأن ما جرى ناجم عن هجوم صاروخي أو هجوم إرهابي بتقنية عالية، كون هذا الأمر سيتسبب في توحد الطوائف والاحزاب في لبنان ضد الكيان، أما إذا تم اعتبار الإنفجار بسبب سوء الادارة والتخزين وتباين القرارات السياسية فإن الإقتتال الداخلي في لبنان سيشتد ويموت المزيد من اللبنانيين، وبالتالي يضرب الكيان الصهيوني عصفورين بحجر واحد، بل عدة عصافير بصاروخ واحد قبل أن يجلس متفرجاً على إنهيار الإقتصاد اللبناني وسقوط القتلى وزيادة الإنقسام وقد تتزايد المواجهات لتتدخل قوى إقليمية ودولية فيما ستشهد لبنان مظاهرات شعبية من أجل الحفاظ على الوطن.
وحصل ما خطط له الكيان الصهيوني الذي دمر العنبر الذي يحتوي على كميات قليلة من نترات الأمونيوم، بعد أن تمت سرقة غالبية المخزون حسب الخبراء العسكريين الذين أعلنوا أن الكمية لو كانت كما في السجلات لتم تدمير بيروت بالكامل، لذا فقد أنقذ لصوص بيروت العاصمة من الدمار وهذا سيُكتبُ لهم بأنهم اللصوص الوحيدين في العالم الذين أنقذوا بلادهم من الموت بسرقتهم الوطن، أو أنهم اللصوص الذين دمروا نصف مدينتهم لإخفاء سرقاتهم، لنشعر أن بقية الروايات ستذهب إلى الظل وأهمها أن الإنفجار حصل بسبب سوء الإدارة كون الرئيس اللبناني قد علم عن محتويات العنبر المخصص لنترات الأمونيوم قبل اسبوع من انفجاره، ليشكل لجنة تحقيق اجتمعت مع مدير المرفأ قبل الانفجار بيوم، لذا يجب أن لا يتم إغفال الدور الصهيوني حيث يعلم الكيان وحكومته عن المواد الموجودة في العنبر، وبالتالي قد يكون قرار تل الربيع بعملية التفجير للخلاص من المادة التي سُرقت غالبيتها وتحولت إلى صواريخ تُهدد الكيان.
لقد خسرت بيروت عشرات الشهداء والجرحى والبنية التحتية، كما زادت الهوة بين الحكومة والشعب وانعدمت الثقة، وأصبح الضياع الصورة القاتمة القادمة للبنان المحبة الذي تحول من دولة مستقلة إلى دويلات وفصائل وحركات لكل منها سيد خارج البلاد يُنعم عليها بالمال فتطيعه بالعمل، ففي لبنان يتواجد أتباع لإيران وفرنسا وسوريا ولدول الخليج والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وأخيراً هناك من يتبع لبنان الوطن الأم وهؤلاء قلة كون الغالبية يتعاملون مع لبنان كمركز للعمل أو فندق للنوم وكل حسب أهوائه وحساباته، فيما الشعب والشعب فقط يبحث عن لبنان الوطن ويتسائلون وسط الفوضى السياسية والحزبية أين ذهب الوطن..؟!!