حملة «انهضي يا بيروت» مستمرة لإعادة الحياة إلى العاصمة
النشرة الدولية –
مع انفجار بيروت المروع انفجرت البيوت والشوارع والنفوس واهتزت أركان السياسة وصفحات “السوشيال ميديا”، لكن تلك اللحظة الصعبة بالنسبة إلى شباب “لوياك لبنان” لم تكن لحظة حزن وإلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك بل ساعة عمل كي تنهض “بيروت” مرة أخرى من بين الأنقاض والركام، لتعود “ست الدنيا” كما كانت.
وتأثر مقر “لوياك” مثل مئات المباني، وتهاوت نوافذه الزجاجية، وأصيب الشباب في المقر بصدمة الذعر والهلع مثل مئات الآلاف في بيروت لكن الصدمة لم تمنعهم من التفكير واتخاذ قرار ووضع خطة عمل في الليلة نفسها. فالظروف قاسية… آلاف الجرحى… مئات البيوت تصدعت… أعداد مجهولة تحت الأنقاض. وكل فعل مهما كان بسيطا هو إنقاذ حياة.
ولأن “لوياك” اعتادت بمختلف أفرعها في لبنان واليمن والأردن والكويت أن تكون في قلب العمل الميداني، وتملك الحرفية والكوادر للتعامل مع مختلف الأزمات، تحرك الشباب وفق خطة محكمة تعمل على محورين: الاول تقديم خدمة تطوعية عامة لتنظيف الشوارع وصيانة المباني والمرافق العامة، والمحور الآخر خدمة تطوعية خاصة تتعلق بمساعدة الأسر الأكثر تضررا.
وتم تقسيم المتطوعين إلى ثلاثة فرق: الأول فريق إداري “كنترول” يتولى التنسيق والمتابعة وجمع البيانات واللقاء مع المتطوعين من المهندسين والأطباء، واستقبال الحالات الإنسانية وتلقي مكالماتها، لإيجاد حلول سريعة وملائمة.
ويتولى الفريق الثاني مهمة تنظيف المنازل والشوارع والمناطق وإزالة كل آثار الدمار مع توفير كل المعدات اللازمة وزيارة مختلف المواقع الميدانية.
وشارك في حملة التنظيف أكثر من ثلاثين متطوعا يبدأون من العاشرة صباحًا إلى السادسة مساء، وزاروا – حتى الآن – العديد من المواقع منها الجعيتاوي، ومستشفى “رزق” للجامعة اللبنانية الأميركية الملاصق لمقر لوياك وكذلك مقر جريدة النهار اللبنانية، والكرنتينا ومار مخايل وراس النبع والجميزة، حيث لكل يوم مهام عمل جديدة.
اما الفريق الثالث فيتولى مهمة إحصاء وتأهيل وإصلاح البيوت والمباني التاريخية المتضررة بالتعاون مع فريق هندسي، والعمل على توطين العائلات التي تضررت بيوتها بشدة، خصوصا في منطقة الأشرفية التي تضم العديد من المباني المسجلة في اليونسكو، وتم حصر حوالي 82 بيتا ومبنى بحاجة إلى ترميم وصيانة، بدءا بمنازل كبار السن، إضافة إلى أن بعض المتضررين يعانون أيضا من الإصابة بفيروس كورونا، ومن بينهم أسرة بالكامل مصابة به، ما تطلب تقديم رعاية خاصة، والاستعانة بأطباء لوضعهم في عزل داخل المستشفى، أو عزل منزلي، وثمة شرائح تضررت أعمالها، وتعاني حاليًا من البطالة مما تطلب تقديم مساعدة عاجلة.
ويحرص شباب لوياك على تقييم وضع البيوت واحتياجاتها، إضافة إلى الوضع الإنساني لسكانها وما يحتاجون إليه من رعاية ودعم خصوصا من كبار السن والأطفال، ومن يعانون أمراضًا صعبة وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أعطت “لوياك” الأولوية القصوى لتوفير المأوى للمتضررين على وجه السرعة.
وفي هذا الصدد تواصل رجل الأعمال محمد فؤاد الغانم مع لوياك وعرض المساهمة في عمليات الصيانة والترميم خصوصا توفير ألواح الزجاج الذي شح في الأسواق مع ازدياد الطلب عليه عقب الانفجار، كما تواصل مجلس الأعمال اللبناني في الكويت وعرض تقديم المساعدة لإيمانهم بحرفية شباب لوياك وسرعة الاستجابة والأداء المنظم.
كما حرصت فرق المتطوعين في “لوياك” على التعاون مع مختلف المبادرات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على الأرض، حيث يتم توزيع الجهود على المناطق المختلفة، وتنسيق مختلف المهام بين الجميع، إضافة إلى مشاركة عدد من الشباب في عمليات التصوير والتوثيق.
ورغم الصعوبات الميدانية المتعلقة بالأنقاض، وانقطاع التيار الكهربائي، وضعف الإنترنت، فإن الشباب مازالوا يواصلون جهودهم في الميدان، وبعضهم يضطر للمبيت في مقر “لوياك” نظرا للعمل حتى وقت متأخر، ومجيئهم من أماكن بعيدة خارج بيروت.