فلسطينيون يعانقون أرض الأجداد عبر ثغرات بجدار الفصل العنصري

النشرة الدولية –

هرع عشرات الآلاف من الفلسطينيين، لزيارة الأراضي التي هُجّر منها آباؤهم وأجدادهم، عام 1948، والتنزه في مدن “فلسطين التاريخية” كـ”يافا” و”حيفا” و”عكا”.

جاء ذلك أنباء تُفيد بتغاضي السلطات الإسرائيلية، عن دخول الأفراد، للجانب الآخر من جدار الفصل العنصري، بالضفة الغربية المحتلة، عبر بعض الفتحات الموجودة به، حتى

كما استغل الفلسطينيون هذه الفرصة، للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط والاستجمام على شاطئه.

وقال الكثير من السكان، إنها المرة الأولى في حياتهم، التي يعانقون فيها “أرض الأجداد”، ويستمتعون برؤية “البحر”.

وتمنع إسرائيل، الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من الدخول، إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة.

وليس من الواضح، ماهية الأسباب التي دفعت إسرائيل لهذه الخطورة؛ لكن محللا سياسيا، تحدث لوكالة الأناضول، رأى فيها “رسائل سياسية ونفسية واقتصادية”، موجهة للقيادة الفلسطينية.

ومنذ 72 عاما، ترفض إسرائيل، تنفيذ القرارات الدولية التي تدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين، لديارهم التي هُجّروا منها قسرا، على يد المنظمات الصهيونية المسلحة عام 1948.

وفي ذلك العام، اضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم، هربا من المذابح الصهيونية، التي أدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقرير حكومي فلسطيني.

كما تم تهجير آلاف آخرين، لكنهم ظلوا داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة إسرائيل لاحقا.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين حاليا، حوالي 5.6 ملايين، وفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (الأونروا).

ويقطن غالبية اللاجئين وذريّاتهم، في مخيمات بالضفة الغربية وقطاع غزة، وسوريا ولبنان والأردن.

وقال فلسطينيون لمراسل وكالة الأناضول، إن إسرائيل، تغض الطرف منذ نحو 3 أسابيع، عن دخول الفلسطينيين عبر فتحات في جدار الفصل.

وأفاد المراسل أن أيام الجُمَع، تشهد حركة نشطة من العائلات الفلسطينية، التي تتوجه لمدن الداخل، وخاصة الساحلية منها.

ورصد المراسل عند إحدى فتحات جدار الفصل الإسرائيلي، تجاوز العشرات من العائلات الفلسطينية الجدار، متوجهين نحو مدن الداخل.

ويقول المواطن أحمد جمّال، الذي زار مدينة يافا مؤخرا، لوكالة الأناضول “دخلنا جدار الفصل على أعين جنود الاحتلال، لم يحركوا ساكنا، تنزهنا على بحر يافا، وعدنا إلى الضفة في المساء”.

وأشار إلى أن قطع الجدار، استغرق عشرة دقائق، مشيا على الأقدام.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لفلسطينيين يستجمون على شاطئ البحر المتوسط.

ويقول الفلسطيني نهاد عبد الكريم، عقب مروره من فتحة في جدار الفصل الإسرائيلي “هذه أول مرة آخذ أهل بيتي على البحر، لم يروه من قبل”.

وأَضاف “الاحتلال يسمح بدخول الفلسطينيين من جدار الفصل… لا نعرف ما هي نواياهم؟ لكن هذه أرضنا، ومن حقنا أن نزورها وقتما نشاء”.

وبحسب مصور وكالة الأناضول في مدينة القدس، والذي زار مدينة يافا، أن آلاف الفلسطينيين يستجمون ويتنزهون بحرية على شاطئ المدينة.

ونقل عن أحدهم ويدعى كمال سليم (من بلدة تلْ، قرب نابلس) قوله “الشعور جميل جدا أن تزور يافا، وتستجم في بحرها… يافا عروس البحر”.

بدوره، رفض ضباط من الجيش الإسرائيلي التصريح حول أسباب السماح للفلسطينيين، من المرور عبر فتحات الجدار.

وقال ضابط إسرائيلي، لمراسل وكالة الأناضول قرب جدار الفصل شمال الضفة “لست مخولا بالحديث”.

وبدأت إسرائيل ببناء الجدار بين الضفة الغربية وإسرائيل عام 2002، ويُطلق الفلسطينيون عليه “جدار الفصل العنصري”.

وعام 2004، اتخذت محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، قرارا استشاريا يقضي بإدانة وتجريم الجدار.

وفي المقابل، أعربت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، عن مخاوفها من تسبب هذه الزيارات، في تفشي فيروس كورونا في أراضي الضفة الغربية.

وقالت في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمي “الرحلات والزيارات إلى أراضي الداخل الفلسطيني المحتل، خطيرة، وقد تكون مسببا رئيسيا في تفشي فيروس كورونا”.

بدوره، يرى الخبير بالشأن الفلسطيني، عبد المجيد سويلم، أن إسرائيل “ترسل للسلطة الفلسطينية عدة رسائل، عبر سماحها للفلسطينيين بالدخول عبر فتحات من جدار الفصل”.

وأضاف لوكالة الأناضول “الرسالة الأولى إنها (إسرائيل) هي من تتحكم وتقرر أي يذهب الفلسطيني، وثانيها أن السلطة الفلسطينية دون صلاحيات وهي (إسرائيل) من تتحكم بالواقع”.

وأكمل الخبير الفلسطيني “الرسالة الثالثة إن إسرائيل تستطيع أن تجذب المواطن الفلسطيني للتسوق في أسواقها”.

وقال “إذن هي رسائل سياسية ونفسية واقتصادية”.

ودعا سويلم، الحكومة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات من شأنها “فتح أبواب السياحة الداخلية للمواطنين في أراضي السلطة الفلسطينية”.

وقال “لا نلوم المواطن الذي وجد فرصة لدخول أرضه المحتلة عام 1948، والتنزه على شواطئها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button