في بيروت… انفجر الشرّ والفساد!* كارن البستاني

النشرة الدولية –

يا بيروت تلملمين أشلاءك وتستعدين لسلسلة مجازر بعد المجزرة!

مرّ أسبوع على وقوع ثالث أكبر انفجار في العالم وأكبر الكوارث الإنسانية في تاريخ البشرية! أسبوع على مجزرة لا تشبه غيرها، انفجر فيها الشر لتتطاير بعدها الشظايا في اجواء لبنان الداكنة…

العالم كله اتّحد لمساعدة هذا الوطن المنكوب وبيروت المدمرة، ويا للأسف، حكامنا لم يتحدوا لانقاذه من تحت الأنقاض! وحتى الآن كل واحد يتّهم الآخر بمحاولات رديئة دنيئة! كفى! كفى بكم كذباً ونفاقاً فقد بعتم الوطن وبعتم ضمائركم للشياطين وحولتم بيروت ست الدني ولبنان الجنة إلى جهنم!

حتى الساعة فسادكم المستشري يتفشى كالسرطان في محاولة بائسة لإسكات صوت الثورة وقمع الثوار الأحرار بأساليبكم الوحشية! لن نسكت! لن تقبل بعد الآن مؤامراتكم!! بيروت في خطر! هناك شركات سمسرة وعقارية تابعة لأطراف سياسيين تتلاعب بعقول المنكوبين في كل أنحاء بيروت وبخاصة في الاشرفية وتضغط عليهم لبيع بيوتهم المهدمة تحت وطأة البؤس والفقر وتقنعهم انها لن تُرمم!! الفساد والصفقات على مصلحة المواطن اللبناني – الضحية مستمرة!! كفى بكم سرقة ومتاجرة! إلى أين تظنون أنكم ستصلون؟! إلى نهايتكم المحتمة!

ولن نسكت عن 3974 كيلغ من المواد المنفجرة التي نقلها فرع المعلومات إلى معمل الذوق الحراري ليصار إلى تفجيرها في منطقة كفرذبيان، ولكن سكانها رفضوا رفضاً تاماً لتوضع من جديد في معمل الذوق!! الفساد يزداد! ما هو مخططكم؟! ابادة شعب لبنان من بيروت الى الشمال؟! أم محو لبنان عن الخريطة؟! هل لبنان أصبح صفقة القرن؟! بكم من الدراهم بعتم الوطن والضمير يا مجرمين؟!

لن نسكت وأصبحت بيروت مزبلة الركام المسرطن والخطير على سكانها المنكوبين! بدلا من تخصيص أرض شاسعة لوضع بيوت جاهزة للسكن للعائلات المشردة جراء الانفجار، استخدمتموها للنفايات السامة! مسؤولون بلا ضمير وبلا انسانية!

انفجرت بيروت وانفجر غضب الشارع ولن تقووا على إخماده لا بالعنف ولا بالأكاذيب!

لم يستكشف أي مسؤول امني أو سياسي موقع الانفجار الا بعد ثلاثة أيام وكلهم نكروا الحقيقة وأزالوا عن أنفسهم التهمة! لماذا لم يساعد الجيش والقوى الامنية في رفع الانقاض ونصب الخيم الموقتة للعائلات المنكوبة؟!

باسم الـ200 ضحية والـ5000 جربح أستنجد بالله لتنالوا ما تستأهلون! فمن يفعل افعال الشر تعود عليه وعلى أولاده! اتّقوا الله!؟

ولن نسكت عن المجازر بعد المجزرة!!

فالحكومة اللبنانية رفضت مساعدة فرنسية قوامها طن ونصف طن من المعدات وثلثها من الأدوية، بحجّة أنّها لم تَعُد بِحاجَة لها، وأُلغِيَت الرحلة بكلّ مَن كان آتيًا على متنها من أطبّاء وممرضين ولوجستيين متطوعين! ومنعت غيرها بخاصة تلك التي تحتوي على كلاب مدربة! ماذا تخشون؟ ما الذي تخبئونه بعد؟! نحن بحاجة إلى 500 طائرة مثل تلك التي رفضتموها! فمسلسل الفساد والمجازر بحق شعب اللبناني طويل ومريب!

استقالة الحكومة أو أجبرت على الاستقالة؟ وترك حسان دياب منصبه مع غصة لكنه اجبر لانه فشل … فشل حتى بتأدية دور مكتوب له! ولو اننا سعدنا بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبإنسانيته التي فقدها منذ زمن طويل سياسيونا فلن نقبل ولا باي طريقة الا باسماء جديدة نزيهة حرة مستقيمة تمثلنا نحن الشعب اللبناني! يتحدث عن حكومة وحدة وطنية، فنجيب بحكومة وطن خالٍ من الإرهاب والفساد!

وان لم يزالوا يفتكرون أن ما قبل 4 آب هو شبيه بما قبله، فهم مخطئون وواهمون بأنه ما زال لديهم دور يضطلعون به بعد في تحديد مصير هذا الوطن الذي ذبحوه!

أحيي كل المبادرات الفردية وكل من قدم حتى هذه اللحظة مساعدات انسانية ومعيشية، ووكل من ساعد بالترميم وتقديم كل أنواع الخدمات والتطوع بإزالة الركام وإسعاف المنكوبين وإحضار الطعام والمأوى… أحيي الشعب اللبناني العظيم!

فيا أنتم، البلا ضمير والبلا قلب، نحن الوطن ولستم أنتم الوطن! نحن نبني الوطن الذي دمّرتموه!

ففي بلادي يا أحبائي يموت من يستحق الحياة على يد من يستحق الموت!

نقلاً عن جريدة “النهار” اللبنانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى