قارورة المحبة

النشرة الدولية –

كان على آدم أولا أن يقتاده الله  ليدرك حاجته إلى حواء ..

فقدم آدم قلبه إلى الله ..

وسأله كم أنا بحاجة إلى رفيق مؤنس يرافق وحدتي

أريدها لطيفة يارب .. ترعاني وتسعدني ..

فأوقع الله النوم على آدم .. وخلق حواء من ضلع أخذها من جنب آدم   .

ولكن …

https://scontent.famm6-1.fna.fbcdn.net/v/t39.30808-6/299366549_5587608614625397_4897127488616126182_n.jpg?stp=dst-jpg_p526x296&_nc_cat=101&ccb=1-7&_nc_sid=8bfeb9&_nc_eui2=AeELV8JKVfb4t5Hlrku8X5e8WQh1q1WPfbNZCHWrVY99sx2oAy7y1nSlYs2mikK7LC3ctoDZy3CjQz4ZlCbvfkb_&_nc_ohc=vuudvSXqbroAX8Hrhwy&_nc_ht=scontent.famm6-1.fna&oh=00_AT8T--NZBi5RM9bWaLxJ-XkBjXFPV_UJAUi3H35DPE1sGQ&oe=62FCCD73

في اثناء عملية خلق حواء وقعت من يد الله قارورة المحبة بأكملها …

وتناثرت ذرات الحنان واللطف في حنايا هيكلها المقدس ..

كانت حواء هبة الله لآدم ..  نبيلة التكوين جميلة الملامح   .. وكانت له معينا نظيرا ..

فصرخ آدم في سعادة ودهشة مطلقة :  هذه بركة وغنيمة لا مثيل لها … ستكون توأم روحي

هكذا هي الأنثى  .. كم هائل من اللطف والحنان والعطاء ..

ابتسامة واحدة منها قادرة أن تهدم اسوار جبروت الرجل ..

العاطفة هي الشيء الذي يميز حواء ، فقوة عاطفتها وحنانها على الآخرين تؤثر في انجذاب الرجل لها..  لأنها تتبع عواطفها في تمييز الأمور وتحليلها ..

و الرجل يتعلق جدا بالمرأة التي يشعر بأنه لا يستطيع فقدانها .. فإذا شعر بأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بامرأة ولا يمكنه أن يتصور فقدانها أو حتى أن يتخلى عنها ، عندها يمكن أن يقع في حبها

ومن خلال الأبحاث ثبت أن المرأة التي تشعر بالسعادة فهي شغوفة بفيض من اللطف بداخلها قادرة على أن تسعد من معها .. فلا يمكن للرجل أن يقاوم المرأة التى لديها شغف كبير بشيء ما، فهي ستجعله يعرف ما يريده من الحياة.

في الواقع ، تم بيع أعداد هائلة من كتاب (  الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ) للكاتب الأمريكي جون غراي ، والذي تحدث فيه بوضوح عما الذي يجعل الرجال مختلفين عن النساء. وأيضا بسبب تجاهل الرجل للعواطف بعكس المرأة  .. وكيف أن الرجال و بشكل عام يميلون إلى معالجة عواطفهم داخليا. . يخافون من عواطفهم ويبقونها مدفونة بالداخل من أجل حماية أنفسهم من الظهور بمظهر ضعيف … وهم لا يعلمون بأن معظم النساء سيقبلن ويفهمن بل ويقدرن التعبير عن مشاعرهم .

ومن المعروف أن المرأة لديها تأثيرات بيولوجية التكوين مضاعفة يمكن أن تجعلها ذات لمسة ناعمة بشكل مفرط وأكثر من الرجل .. و أن أدمغة النساء تجعلهن أجمل من الرجال . إذ أن دماغ الذكر أكثر تمركزاً حول الذات ويكافئ السلوك الأناني . بينما يكافئ دماغ الأنثى السلوك الودي والسخي ..

لقد خلقت حواء من ضلع آدم دليلا على أن حواء لم تكن لتسيطر عليه كما لو كانت هي الرأس ..  ولا أن يطأها بقدميه كما لو كانت هي أدنى منه مقاما .. بل لتقف معه جنبا إلى جنب كصنو له يحبها و يحميها .. فأذا هي بعضٌ من آدم  وعظمٌ من عظامه ولحمٌ من لحمه .. فهي أذن توأم روحه  .. هي قارورة المحبة بأكملها في حياته وحياتها ..

زر الذهاب إلى الأعلى