هل «الكريم الواقي من الشمس» ضروري للأطفال؟

النشرة الدولية –

يتجدد الحديث عن أهمية الكريمات الواقية من أشعة الشمس (sunscreens) دائماً مع حلول فصل الصيف خصوصاً في الدول التي تتميز بارتفاع درجة حرارتها وحدّة سطوع الشمس فيها لساعات طويلة مثل المنطقة العربية.

وربما يظن الكثيرون أن استعمال هذه الكريمات للأطفال يكون نوعاً من الاختيار، حيث إن هناك العديد من الأطفال سبق لهم الذهاب إلى الشاطئ وقضاء وقت طويل من دون أن يصابوا بالتهابات في الجلد أو حساسية، خصوصاً الأطفال أصحاب البشرة الداكنة.

أهمية الكريمات

والحقيقة أن هذه الفرضية على الرغم من أنها تحمل جانباً من الصحة، إذ يكون تأثير الشمس أشد وطأة على أصحاب البشرة البيضاء فإن الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AAD) أوصت بضرورة استخدام الكريمات الواقية لجميع الأطفال في حالة تعرضهم المباشر للشمس.

وقد أوضحت الدراسات أن هناك العديد من المعلومات المهمة عن الكريمات الواقية يجهلها الآباء حتى الذين يدركون أهميتها جيداً. وفي أحدث استطلاع رأى تم إجراؤه في الولايات المتحدة لآراء 1100 من الآباء الأميركيين لأطفال تتراوح أعمارهم بين السنة الخامسة والثانية عشرة معظمهم كانوا قد جرّبوا استخدام هذه الكريمات سواء بشكل منتظم أو في بعض الأحيان، كانت النتيجة أن هناك نسبة بلغت 11% من العينة لا يهتمون بمُعامل الحماية من الشمس (sun – protection factor) الموجود في الكريم المستخدم.

ويشار إلى هذا المُعامل اختصاراً (SPF) ويحمل رقماً معيناً يدل على نسبة قدرته على الحماية من الشمس. وبطبيعة الحال كلما زادت هذه النسبة زادت درجة الوقاية. كما أعربت نسبة 3% من العينة أنهم لا يستخدمون الكريم الواقي على الإطلاق.

وأشار الآباء إلى أن هناك عدة عوامل تحكم استخدامهم للكريمات الواقية من عدمه، ومنها فترة بقاء الطفل خارج المنزل وأيضاً الملابس التي يرتديها الطفل وإلى أي مدى تكون كاشفة لمساحات من الجلد وأيضاً لون بشرة طفلهم وإلى أي مدى تكون داكنة، فضلاً عن نزول الطفل إلى الماء سواء في حمام السباحة أو البحر وإلى أي مدى تكون درجة حرارة المياه.

وعلى وجه التقريب كانت نسبة 50% من الآباء يضعون الكريمات الواقية تبعاً لطقس اليوم وإذا كان مشمساً من عدمه. والشيء الذي لا يعلمه الآباء أن الأشعة فوق البنفسجية (UV) المنبعثة من الشمس والتي يمكنها أن تؤثر بالسلب على الطبقات الخارجية من الجلد يمكنها أن تصل إلى هذه الطبقات حتى في الأيام التي تكون مليئة بالسحب وليس فيها سطوع واضح للشمس ولذلك فإن استخدام هذه الكريمات ليس نوعاً من الرفاهية ولكنه ضروري للحفاظ على الجلد.

توصيات طبية

أظهرت نتائج البحث أيضاً أن إعادة وضع الكريم الواقي بعد متوسط ساعتين تختلف تبعاً لتعرض الطفل للمياه أو الشمس. وكانت هناك نسبة بلغت 81% من الآباء أعادوا وضع الكريم عند تعرض أطفالهم للمياه، ونسبة بلغت 25% فقط إذا كان الجو مليئاً بالسحب. ويشير أطباء الجلد إلى أن الكريم الواقي يجب أن تتم إعادة وضعه كل ساعتين حتى يحتفظ بفاعليته بشكل كافٍ خصوصاً في حالة تعرض الطفل للمياه ويجب أيضاً ألا يتم استخدام أي كريم واقٍ أقل من 15% (SPF) وليس من المهم أن تكون الحماية أكثر من 50%، حيث تبين أنه لا تأثير لها من الحماية علمياً فوق هذه النسبة إلا بشكل طفيف بغضّ النظر عن مزاعم التسويق التجاري.

وأيضاً يجب تقليل تعريض الأطفال للشمس في فترة الذروة (من العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساء) قدر الإمكان. وحسب توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) يجب أن يكون الكريم الواقي من النوع الواسع الطيف (broad – spectrum sunscreen) وهو ما يعني أن الكريم يكون واقياً ضد الأشعة فوق البنفسجية بأطيافها المختلفة (UVB) و(UVA) حتى يحد من تأثيرهما. ويفضل أن يكون الكريم من النوع المقاوم للماء في حالة نزول البحر وأيضاً ألا يحتوي الكريم على هرمونات أو مادة الأوكسي بنزون (oxybenzone) التي تدخل في تركيب معظم الكريمات الواقية نظراً لتأثيرها الضار على البيئة متمثلةً في الشعاب المرجانية، وهو الأمر الذي يدفع العلماء إلى الاعتقاد بأنها يمكن أن تؤذي الجلد ما دامت ضارة للبيئة. وهناك أدلة علمية تشير إلى احتمالية أن تؤدي هذه المادة إلى خلل هرموني يؤثر بالسلب على الجلد.

وحذرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الآباء من أن استعمال الكريم الواقي لا يعني ترك الأطفال لفترات طويلة معرضين لأشعة الشمس حتى لو تمت إعادة وضعه كل ساعتين، حيث إن الكريم لا يمنع أشعة الشمس بنسبة 100%، وأنه مجرد وسيلة لتقليل أضرار الأشعة فوق البنفسجية وليس منعها والتي يمكنها إحداث حرق من الدرجة الأولى في طبقات الجلد العليا وأيضاً يمكن أن تؤدي على المدى الطويل لزيادة احتمالية حدوث سرطان الجلد.

ولذلك يجب تجنب التعرض المباشر ويجب وضع الكريم الواقي قبل التعرض بفترة من 15 إلى 30 دقيقة وأن يتم وضعه على جميع الأماكن التي لا تغطيها الملابس والمعرضة للشمس.

وفى النهاية أكدت الأكاديمية ضرورة استخدام هذه الكريمات للأطفال أكبر من عمر 6 أشهر. وبالنسبة إلى من هم أقل من هذا العمر يُفضّل عدم تعرضهم المباشر للشمس ويجب ارتداؤهم لملابس تغطي معظم أجزاء الجسم وفي حالة الضرورة القصوى يمكن وضع قليل من الكريم على اليدين والوجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى