إنتصار وهمي لثلاثي إتفاق السلام الإماراتي الصهيوني..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
قنبلة جديدة فجرها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بإعلانه عن عقد إتفاقية سلام وتطبيع مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبدو أن الحوار بينهما قديم ومتعمق وجاهز للإعلان بإنتظار الفرصة المناسبة، والتي اعتبرتها الإمارات عدم ضم غور الأردن نظير السلام وهذا أمر طرحته شخصياً في عدد مقالات منها ما حمل عنوان “بطولات الوهم تستمر .. وحَوَل فلسطين ينتشر” وآخر بعنوان “اللعبة الصهيونية تستمر .. فهل أكلنا طُعم الغور”، وأشرت إلى أن قصة ضم الغور ما هي إلا الطعم الذي سيجعل الشعوب العربية تخضع لأي قرار عربي بل ستصفق وتهلل له على أنه إنتصار تاريخي حققه أبطال خارقون.
ووقف نتنياهو كالطاووس فخرواً بما حققه من إنتصار تاريخي لكيانه وسيتبعه إنتصارات أخرى بتوقيع إتفاقية سلام وتطبيع مع السودان وسلطنة عمان وسيتبعهما العديد من الدول العربية، وأكد ان اتفاق السلام دون إشتراط العودة لحدود ١٩٦٧ هو إنتصار له شخصياً، وبالتالي فإن التغني بتجميد ضم أراضي غور الأردن “الذي رفضه نتنياهو” وعدم اشتراط عودة الإراضي يعتبر إنتصاراً كبيراً للكيان، على الرغم من تغني بعض المحللين بأن الإتفاق سيفتح الباب أمام الفلسطينين لطاولة المفاوضات لمناقشة الحل النهائي للقضية الفلسطينية، لكن الحديث الذي يصرح به الكثيرون لتحليل معاهدة السلام وأنه لصالح الفلسطينيين ضربة نتنياهو ونسفه من أصله بحديثه عن الإنتصارات الصهيونية المتأتية من هذه الإتفاقية .
نتنياهو أظهر الفخر بنفسه كثيراً في مؤتمر صحفي فقال :”انا أتيت بخطة السلام الأمريكية”، ولن نتقلص لمشارف تل ابيب ولن تكون هناك سلطة فلسطينية متطرفة وأن الحلم بعلاقات عربية حققته مع السودان وعمان وعديد الدول في العالمين العربي والاسلامي ولن نتراجع للخلف حيث منحت إتفاقية السلام نتنياهو قوة وصلابة في مواجهة الدول العربية الرافضة لعقد السلام، وشاهد العالم أجمع ما حل في بيروت وتونس من تفجير المرفأ اللبناني والحريق الذي دمر أراض تونسية، وكأن نتنياهو يؤكد كلمته “السلام مع اسرائيل مفيد للعرب” على أرض الواقع حيث من يرفض السلام معرض للدمار .
وفجر نتنياهو قنبلة كبيرة حين أكد انه لن يتردد في مواجهة ايران حتى لو وقف العالم معها، حيث لدى الكيان حسب قوله السلام والقوة، وهذه إشارة واضحة إلى أن آخر الدول التي ستوقع على معاهدة السلام ستكون سوريا ولبنان، بدورها ، وضعت السلطة الفلسطينية النقاط على الحروف حين وصف نبيل أبو ردينة الناطق بإسم الرئاسة الفلسطينية بأن ما جرى من إتفاق إماراتي صهيوني بأنه خيانة للقضية الفلسطينية.
وقد يتساءل البعض عن أسباب إختيار هذا التوقيت لتوقيع الإتفاقية التي يمر أبطالها في مواقف حرجة في بلادهم، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمر في أصعب الظروف كون موعد الإنتخابات قد إقترب ولم يقدم ما يُقنع القوى المؤثرة لإعادة إنتخابه وبالذات اليهود منهم، فيما نتنياهو يعاني من حصار شعبي بسبب تورطه في قضايا فساد ويبحث عن مخرج يُنفذ رأسه من السقوط، بدوره يعاني محمد بن زايد من تشعب الحروب الخارجية وتراجع الإقتصاد وأراد أن يحول الأنظار صوب إنتصار في منطقة أخرى، ويبدو أن الثلاثة قد ذهبوا بإتجاه البحث عن إنتصار وهمي يُرضي أتباعهم، فاستفاد كل منهم من الإتفاقية بإتجاه معين لتكون الخاسرة فلسطين.