نيللي كريم: لا تهمني الأجور… لست غريبة على الكوميديا

النشرة الدولية –

نيللي كريم علامة مميزة في الدراما والسينما المصرية ورغم الاعتراف بموهبتها الفريدة منذ سنوات طويلة، فإنها لا تزال تثير دهشة جمهورها بالمزيد من الأدوار غير المتوقعة، التي تثري مشوارها الفني، فمن التراجيديا الأقرب للبكائيات انتقلت ببراعة إلى الكوميديا لتكون في أقوى حالاتها وبأكثر من 100 وش درامياً، نيللي كريم تحدثت مع “اندبندنت عربية” حول محطتها الأخيرة ومغامرتها الكوميدية وعلاقتها بصديقة العمر المخرجة كاملة أبو ذكري، كما كشفت عن موقفها من السينما وهل صنعت الدراما نجوميتها؟

فسرت نيللي في البداية جرأتها الأقرب للمخاطرة بتقديم دور كوميدي في آخر مسلسل لها وهو “100 وش”، الذي حقق نجاحاً كبيراً في مصر والوطن العربي، وقالت، الكوميديا ليست مخاطرة أو جديدة علي، مثلما يتخيل البعض. فقد بدأت مشواري الفني بعمل كوميدي ناجح في السينما، وهو فيلم “سحر العيون”، وقدمت دور فتاة قروية ساذجة خفيفة الظل، والفيلم كله كان خفيفاً على القلب وحقق نجاحاً، ثم قدمت “غبي منه فيه” وكان من أنجح الأفلام الكوميدية، ومن فترة قريبة قدمت فيلم “بشتري راجل”، وهو أيضا كوميدي خفيف رغم أنه يعالج قضية عميقة، ولهذا فالكوميديا لا تخيفني مثلما يتخيل البعض أو يُعتقد أني أغامر وأخاطر، بالعكس أحبها وأجد نفسي فيها، وفي الحياة أعشق الضحك والمرح وليس التراجيديا والدراما والنكد، لكن ربما نجاح بعض الأعمال الدرامية التراجيدية لي مثل “سجن النسا” و”سقوط حر” و”تحت السيطرة” و”لأعلى سعر”، جعلت الناس تربطني بشكل كبير بالحزن وحب النكد وهذا غير حقيقي.

وعن سر حماسها لشخصية سكر؛ الفتاة الشعبية النصابة في مسلسل بـ100 وش، قالت نيللي، “كان هدفنا الأول بهجة الناس وفرحتهم وحاولنا تقديم شيء خفيف على القلب ومختلف، لكن مصنوع فنياً بشكل جيد، وكان اختياري للمسلسل مبني على هذه الأهداف”.

أضافت، “شخصية سكر مشوقة لأي ممثلة فهي البنت الشعبية النصابة التي تمر بمراحل مؤثرة وتأخذ الأمور ببساطة، كما أن المسلسل يتميز بسرعة الإيقاع وانتقاله بين بيئات وثقافات مختلفة، فرأينا بولاق وسكان الزمالك. وتباين الثقافات بشكل بسيط وغير معقد، والمسلسل إيقاعه كان سريعاً وغير ممل في أي شيء، وشكل جديد في السرد الدرامي أعجبني جداً”.

أوضحت، “نرى قصة حياة سكر؛ الفتاة الشعبية التي تقطن في حي بولاق، من البداية، ثم نقدم ثقافتين مختلفتين، بنت من بولاق وشاب من الزمالك فنرى النموذجين موجودين في كل مكان في الشعبي والهاي كلاس. بيئتان مختلفتان تماماً، وما جذبني لشخصية سكر أن بها مني بعض الصفات، فأنا أيضاً في أحلك الظروف قد أحب أن أضحك وأنسى الهم مثلها تماماً”.

يقال دائما إن أعمال نيللي كريم والمخرجة كاملة أبو ذكري علامة مسجلة في النجاح، وإن أبرز أعمالها الدرامية من إخراج كاملة، وهو ما أكدته، وفسرت ذلك بأنها تعاونت مع كاملة في 5 أعمال؛ فيلما “واحد صفر” و “يوم للستات”، و3 مسلسلات هي “سجن النسا” و”ذات” و”بـ 100 وش”.

وأضافت، “نجاحي مع كاملة حقيقة مؤكدة لأسباب مهمة، فكاملة صديقتي وتوأم روحي في الحياة، بالاضافة لأنها مهنياً تشبهني في العمل، فكل منا يحب التفاصيل ويهتم بها لأقصى درجة، كما نكره الاستسهال والفهلوة، فلا بد أن يأخذ كل شيء وقته وحقه مهما كلفنا الأمر من جهد ومشقة، وطبعاً سر النجاح الأساس في أي عمل هو التفاهم، وهذا موجود بيني وبينها، فهي تعد بدون نقاش من أهم المخرجات على الساحة الفنية ومن أعظم المبدعين؛ لأن لها وجهة نظر قوية، ورؤية وبصيرة وإحساسا تضفيها  جميعاً على عملها فيخرج بروحها ومن وحي إبداعها، كما يكون كل ممثل في أفضل حالاته معها فيخرج طاقات إبداعية ربما يكتشفها للمرة الأولى في نفسه”.

فسرت لنا نيللي نفسها دائماً بعبارة “أنا ممثلة من المدرسة القديمة”، بقولها، أنا مؤمنة بمبدأ أن كل سيناريو يبدأ مخرج في العمل عليه لمسلسل أو عمل سينمائي يضفي عليه شخصيته، ولذلك لا أتدخل في السيناريو ووجهة نظر المخرج، ولكن يمكن أن أناقش بعض التفاصيل، كما أني لا أتدخل في اختيار الممثلين المشاركين معي ولا أي فنيات موجودة، أحترم جداً عمل المخرج وأي عمل يختص به غيري، فأنا ممثلة. عليّ فقط التركيز في دوري، وهذه هي المدرسة القديمة في الفن، أن المخرج هو رب العمل والممثل ممثل. فقط يناقش ويفهم فيما يخصه لا أكثر.

وعن تجربتها في الغناء حيث قدمت أغنية مليونير مع فرقة المدفعجية قالت نيللي،” أنا لست مطربة ولم أفكر في الأمر من قريب أو بعيد، ولكن هذه الأغنية لها ظروفها حيث كتبت خصيصاً لمسلسل بـ100 وش، وشاركنا في غنائها فرقة المدفعجية، ولم أتردد في تقديم الأغنية لأني دائماً أحب تجريب أمور جديدة، ونجحت الأغنية بشكل لم أكن أتوقعه رغم أني لست مؤدية أو مغنية ولكن روح الفريق غلبت على فكرة الصوت، وقدمت الأغنية في حالة خاصة جداً”.

وعن تخفيض الميزانيات والأجور في السنوات الأخيرة بسوق الفن والدراما، قالت، كل من يعرفني يدرك جيداً أني لا أهتم بموضوع الأجور بالشكل الذي يهتم به غيري، وحقيقي ما أهتم به هو ما سوف أقدمه من أدوار ومحتوى فني ومستوى العمل في كل شيء.

وعن السينما وذوقها في اختيار الأفلام وهل تفضل نوعية معينة من الأدوار لتخاطب فئة خاصة من الجمهور قالت، “قد تكون خطوات السينما أبطأ من الدراما نوعاً ما، ولكن أمامي أكثر من مشروع لا تزل في مرحلة الدراسة، وعندما أختار دوراً فنياً في السينما أو التلفزيون أحب أن يخاطب كل الناس والجمهور بكل فئاته، وأبحث عن تقديم الجديد والمفيد والمهم والمختلف والمشوق، الذي ينال إعجاب الجميع ويصل إليهم ويشعرون أنه يهمهم”.

وردت نيللي على بعض الآراء التي قد تراها أنها أنجح وأكثر شعبية في الدراما من السينما، “الممثل ممثل في أي مجال، ولا أقتنع أن هناك أنجح في فئة دون أخرى، ولكن الأكثر دقة أن نقول إن الفنان يركز في فئة أكثر من غيرها، ولا أنكر أن الدراما عموماً تمنح فرصاً عظيمة وأدواراً ومساحات وتحقق جماهيرية وهذا ما فعلته معي. عموماً الممثل الجيد يظهر بشكل ملفت في أي عمل سواء سينمائي أو تلفزيوني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button