هكذا تواجه الصهيونية المد الإسلامي الناعم..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يدرك قادة القارة الأوروبية ان طريق الإسلام صوب بلادهم لا يمكن إغلاقها، وان قوافل المسليمن ستستمر في القدوم لتلك الدول، ويدركون ان عدد المسلمين في تزايد مستمر بفضل ثلاثية الهجرة والخصوبة والدعوة والتي تشكل القوة الناعمة في ظل تراجع القوة الإسلامية العسكرية، وهذه الثلاثية لا تجرؤ دول القارة العجوز على منعها كونها تشكل لها شريان الحياة لتبقى بفضل عمالة الشباب المسلم على قيد الحياة، فالمصائب والكوارث بل والجرائم السياسية الاقتصادية التي تحدث في الدول الإسلامية، جعلت الكثير من شبابها يهاجرون صوب القارة الأوروبية بحثاً عن الملاذ الآمن ولقمة العيش الكريمة والحرية المُصانة، وتَقَبَلَ المجتمع الأوروبي هذه الهجرات كما تقبل سرعة نمو المجتمع المسلم بفضل الإنجاب كون النساء العربياء والمسلمات أفضل في قضية الإنجاب من الأوروبيات، كما تقبل نشر الدعوة ودخول عدد كبير من أبناء القارة في الإسلام، كون التعامل في تلك الدول يقوم على الولاء للوطن والإنسانية وليس على الهوية الدينية التي قتل على آساسها آلاف المسلمين في بلاد الإسلام.
وللإنصاف فإن مواطني القارة الأوروبية في غالبيتهم يملكون روح إنسانية يفتقدها العديد من المسلمين في الشرق، لذا يتقبلون المهاجر بدينه وفكره وعمله، لنجد أن المجتمع ينمو بشكل شمولي دون النظر لعامل الدين، لكن هناك فئة في القارة الأوروبية تعتبر زيادة إنتشار الإسلام وارتفاع عدد المسلمين يشكل تهديداً لوجودهم، وهؤلاء هم اليمين المتطرف في المقام الأول والصهيونية العالمية التي تريد توسيع رقعة سيطرتها على العالم، وقد دخلت بلاد الإسلام دون استئذان وأصبحت كلمتها مسموعة في أجهزة الحكم، من خلال الجميعات والمنظمات صاحبة الفكر الانحلالي والتي تنتشر بشكل متسارع وعلني، وتسعى هذه الجمعيات بكل قوتها لغرس الفكر المناهض لثقافة المجتمع الاسلامي حتى تبعده عن عقيدته التي تُشكل مركز قوته، فتضعف المجتمعات والشباب حتى اذا انتقلوا للقارة الأوروبية أصبحوا غير مؤثرين كونهم نسخ مزورة لمجتمع فاقد لقيمه، وتعتقد الصهيونية بأنها بنشر الانحلال ستحمي البلاد الاوربية من سيطرة المسلمين ولو كانوا الأغلبية.
وأدرك الفكر الصهيوني واليمين المُتطرف بعد فشلهما في وقف المد الإسلامي المُتسارع، أن الوقوف بوجه إنتشار الإسلام في العلن سيزيد من التمسك بالدين وزيادة أتباعه، وسيعمل رد فعل ضد مصالح الصهيونية في بلاد الإسلام، لذا كان لا بد من وجود حلول خبيثة للتصدي للمد الإسلامي عبر نشر أخبث الموبقات، وهو الشذوذ الجنسي والتعامل معه على أنه يقع ضمن الأولويات والحريات، ثم تطور الوضع ليصبح الأولوية الأهم للدول حتى تمت المطالبة بتدرسية للطلبة ضمن مناهج التعليم بوجود أسر تتكون من رجلين أو امرأتين، ووصل الأمر برئيس الولايات المتحدة للفخر بأن لديهم شاذين جنسياً في مراكز الدولة المهمة، ويأمل صهاينة الغرب أن يتسبب هذا الفجور بتأجيل الإمتداد الإسلامي، وقد يوقفه قليلاً في حال استطاع الصهاينة واليمين المتطرف نشر هذه الجريمة في بلاد الإسلام، أما إذا أنتصرت المجتمعات المسلمة لدينها ومبادئه وقيمة فإن إنتشار الشذوذ سيشكل نقطة قوة لزيادة إنتشار الإسلام، حيث سيتراجع النمو السكاني في القارة الأوروببية أكثر وأكثر، فيما المسلمون يتزايدون لنجد ان نسبة المسلمين قد تتجاوز نصف القوى العاملة والمؤثرة على قوة الدول خلال الثلاثين عاماً القادمة.
ويبدو أن المكر الصهيوني اليميني المتطرف والخنوع لبعض زعامات الأمة الإسلامية لن يحيق إلا بأهله، وان تصديهم لإنتشار الإسلام بسلاح الشذوذ لن يعود بفائدة كبيرة على خططهم، لذا سيتم ما قاله الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، والذي لا ينطق عن الهوى حيث قال عليه الصلاة والسلام :” يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل الله به الكفر”، لذا فإننا نستبشر خيراً بأن القادم لدين الله هو الأفضل وان الإسلام سيعود عزيزاً، وان جميع الخطط والبرامج الشيطانية لتدمير الأمة الإسلامية ستبوء بالفشل.