حياة ديفيد هوكني المثالية… يمكن أن نعكس ذلك على أي مثال آخر لإنسان ناجح يترك الخيبات خلفه
النشرة الدولية –
عندما يشعر هوكني بالشباب والحيوية في هذا العمر، فلأنه يفكر بهدوء وبشكل مستمر بمشروع فني مقبل، كما أنه يعزو ذلك أيضا إلى بضع ليال من الجنس الخفيف والقراءة الرائقة. ولأنه يرسم فإنه يشعر بالحيوية، يمكن أن نعكس ذلك على أي مثال آخر لإنسان ناجح يترك الخيبات خلفه، ولأنك تكتب مثلا تشعر بالحيوية أو لأنك تدرس، أن تعمل نجارا، أو لأنك تغني فتشعر بالحيوية.
لا يكتفي هذا الفنان في عمره المتأخر أن يلوك الذكريات أو يبحث عن المكان الذي يقدم القهوة المفضلة كما هو الحال عند المتقاعدين، لأنه في مثل هذا العمر يشعر بأن لديه شيئا جيدا يعمله من دون أن يرهق نفسه، إنه أكثر حماسا وأكثر لياقة، كما ينتابه الشعور الدائم بأنه أصغر سنا، يمكن أن نكتشف ذلك من طريقة اختيار ألوان قمصانه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نشك بذائقته، لأن سيد الألوان لا يمكن أن يكون مخرفّا بمثل هذا العمر وهو يرتدي قميصا زهريّا، إنه يعبر بامتياز عن حياته المثالية.
لقد روى ديفيد هوكني في فيلم وثائقي جديد عن حياته منذ أن ترك لندن وأقام في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، كيف أنه يستخلص السعادة من حياته عندما يجمع اللوحات الصغيرة من الطابق السفلي في منزله وينقلها إلى غرفة نومه ليلا كي يعيد تأملها وصناعة أفكار جديدة. في الصباح أيضا يتأمل لوحاته من أجل نوع منعش من الحيوية، فتتلاشى عوامل التشتت من ذهنه، ويعرف بعدها ما يجب عليه القيام به. علينا ألا ننسى هنا أننا نتحدث عن رجل في الثالثة والثمانين من عمره!
مثالية حياة هذا الفنان التشكيلي لا علاقة لها بالمبالغ الفلكية التي بيعت بها أعماله من قبل، لكن لا يمكن أن نحجب أثرها المالي مهما تطرفنا في التنظير لسعادة الإنسان، من المفيد هنا أن أذكّر وأنا أدافع عن فكرتي بشأن الحياة المثالية دون أن أركز كثيرا على المال، بأنه في عام 2018 بيعت لوحة “بروتريت أوف آن أرتيست” بأكثر من تسعين مليون دولار، وهو رقم قياسي يسجل في مزاد في ذلك الوقت لعمل أنجزه فنان ما زال على قيد الحياة. وفي العام نفسه بيعت لوحة “باسيفيك كوست هايواي أند سانتا مونيكا” لهوكني مقابل 28.5 مليون دولار.