مساعد وزير الخارجية الأميركي: الكويت دولة ذات سيادة ولا ضغوط عليها للتطبيع مع إسرائيل

النشرة الدولية –

شدد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، على أهمية العلاقة الاستراتيجية مع الكويت، متمنيا لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الشفاء العاجل، ومؤكدا أن أي قرار تتخذه الكويت بخصوص العلاقات مع اسرائيل سيكون قرارا سياديا ولن يؤثر على الشراكة بين البلدين.

شينكر وفي حوار خاص أجراه مع المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري، حول اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، نفى وجود أي ضغوط على أي دولة للتوصل إلى اتفاق مماثل.

وأكد أن الاتفاق نابع من رؤية مشتركة بين الدولتين للتعاون الإقليمي والسلام و«ليس مبادرة أميركية»، داعيا الفلسطينيين الى استغلال الفرصة والعودة إلى طاولة المفاوضات لأن الانتظار ليس في مصلحتهم.

وفيما يلي نص الحوار:

 

ما نظرتكم لمستقبل المنطقة على ضوء هذا الاتفاق؟

 

٭ لا أستطيع توقع المستقبل، لكن ما استطيع قوله هو أن الامارات وإسرائيل من أهم شركائنا وحلفائنا في المنطقة.

 

وأعتقد أن الاتفاق الذي أعلن سيطور التعاون بين الدولتين وسيجعله أكثر انفتاحا عندما يدخل مرحلة تبادل التمثيل الديبلوماسي، وسيسهل على الولايات المتحدة التعاون مع هاتين الدولتين في المنطقة، بما يعزز على وجه الخصوص الاستقرار الامني والتعاون الاقتصادي.

 

وبالطبع نحن جميعا نتشارك نفس المخاوف تجاه التهديد الذي تشكله إيران، وهو ليس فقط تهديدا لإسرائيل والإمارات بل لمعظم العالم العربي.

 

ما الجديد في هذا الاتفاق، وبماذا يختلف عن اتفاقيات عربية أخرى مماثلة.. فلا يبدو أن شيئا قد تغير بالنسبة للفلسطينيين منذ نحو 70 عاما؟

 

٭ أعتقد هناك العديد من الأمور، أولا نتفق أننا لم نشهد خطوات واسعة في التطبيع بين الشعبين المصري والأردني وبين الإسرائيليين، إلا أننا شهدنا بعد توقيع الاتفاقيات استفادة اقتصادية كبيرة لصالح كل من مصر والأردن.

 

وأعتقد أن توقيع تلك الاتفاقيات هيأ الظروف لذلك النمو الاقتصادي والتطور.

 

وبالنسبة للفلسطينيين أعتقد انها دعوة جادة للاستيقاظ، وأنهم يجب أن ينخرطوا بالمفاوضات إما مع الإسرائيليين أوالأميركيين.

 

وعليهم أن يدركوا المصالح الخاصة لكل دولة عربية وأن يبدأوا بالتفاوض، ويجب ألا تكون الدول العربية رهينة لدى قيادة فلسطينية غير مهتمة بالتفاوض.

 

هل لهذا علاقة بدول أخرى في الخليج أعلنت على المستويين الشعبي والحكومي بوضوح أنها لاتريد إقامة أي نوع من العلاقات مع إسرائيل؟ وهل ستكون هناك ضغوط على تلك الدول للتوصل إلى اتفاقات مماثلة؟

 

٭ لم تكن هناك ضغوط على أي دولة.. الكويت دولة ذات سيادة ليست هناك أي ضغوط عليها للتطبيع مع إسرائيل.

 

نحن نتحدث عن دول لديها علاقات قائمة لكنها غير معلنة مع إسرائيل ووجدت أن الفرصة الآن مواتية لإظهار هذه العلاقة للعلن وأن ذلك يصب في مصلحتها.

 

هل تأملون أن تقوم دول أخرى بالتطبيع مع إسرائيل؟

 

٭ أعتقد انه أمر يتعلق بدول إقليمية لديها تعاون مسبق مع إسرائيل واستفادت منه بشكل كبير، ووجدت أنها تستفيد منه إستراتيجيا ويصب في مصلحة شعبها واقتصادها.

 

أعتقد أن تلك الدول ستتخذ قرارها الخاص فيما إذا كانت ستقوم بما قامت به الإمارات. أنا أتوقع أن دولا أخرى ستحذو حذو الامارات وأظن أن ذلك قائم.

 

إذن الأمر ليست له علاقة بحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، الاتفاق ليس جزءا من الحل؟

 

٭ إنه اتفاق ثنائي بين اسرائيل والامارات لتطبيع علاقاتهما، ونقل ما بينهما من تعاون طيب وغير معلن وجعله علنيا، والمضي قدما في محاولة تطويرها فيما يصب بالمصلحة المشتركة للإمارات وإسرائيل.

 

وأعتقد أن ما جعلها ممكنة هو الرؤية المشتركة للسلام، وكذلك موافقة الإسرائيليين على عدم بسط سيادتهم على أراضي الضفة الغربية.

 

ماذا سيجنيه الفلسطينيون من هذا الاتفاق والاتفاقات الأخرى التي قد تتبع؟

 

٭ أعتقد انها يجب أن تكون نداء لصحوة الفلسطينيين وأنه حان الوقت لأن يتفاعلوا بإيجابية مع المتغيرات أمامهم ليكون لديهم بعض القدرة على تحديد مصيرهم، وانه ليس من مصلحتهم على المدى الطويل الانتظار وعدم الإفصاح عن رؤيتهم للسلام، لأن الدول العربية ستبحث عن مصالحها الخاصة رغم اهتمامها بالقضية الفلسطينية.

 

دول كثيرة في الشرق الأوسط ستبدي استياءها، على المستويين الحكومي والشعبي الرافضين لمثل هذه الاتفاقيات، وقد يجنح بعضهم للتطرف في تبيان استيائه، فما ردك؟

 

٭ أتوقع أن يكون هناك كثيرون لا يعجبهم ما قامت به الإمارات، مثلما كان هناك من لم يعجبه ما قامت به الحكومة المصرية، ولا ما قامت به الحكومة الأردنية.

 

لكن أعتقد كذلك ان هناك من سيشيد بما قامت به الإمارات وبراغماتيتها في السعي لتحقيق مصالحها الخاصة، بما يعزز التعاون الأمني والاقتصادي ويحقق منافع البلدين.

 

هل هناك مساع حالية مع المزيد من الدول للمضي في ذلك الطريق باتفاقات مماثلة؟

 

٭ لا استطيع أن أتحدث عما يجري حاليا من مفاوضات ديبلوماسية، لكن ما أود أن اقوله انني اتوقع هناك دولا كما حدث بعدما وقعت مصر اتفاق كامب ديفيد، وكما مهد ذلك الطريق للأردن لتوقيع اتفاق مع اسرائيل، اتوقع ان هذا الاتفاق ايضا سيكون له تأثير على المنظور الإقليمي وكيفية تحديد دول المنطقة لمصالحها، وما يمكن أن تقوم به لتحقيقها. وقد نرى دولا تحذو حذو الإمارات، هذا محتمل.

 

وأين ايران من كل هذا؟

 

٭ أعتقد ان إيران ليست فقط تهديدا مشتركا لكل من إسرائيل والإمارات، بل تهديد مشترك أيضا للبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية.

 

هناك قلق اقليمي من تصرفات نظام الملالي في المنطقة وسعيه للحصول على سلاح نووي وزعزعة الاستقرار في اليمن والعراق وسورية ولبنان. وأعتقد أن الكثير من الدول العربية تتشارك هذه المخاوف حول طموحات ايران للهيمنة الإقليمية تحت حكم النظام العقائدي الحالي.

 

لذلك نعم أعتقد أن التهديد الايراني هو جزء من هذا الاتفاق، لكن هذا الاتفاق وأي اتفاق مستقبلي سيعتمد على كيفية رؤية الدول لمصالحها، ليس فقط لمواجهة التهديد الإيراني لكن أيضا إمكانية تحقيق التقدم التكنولوجي والاقتصادي وفي مجال الفضاء والاستخبارات والماء وكل أنواع التعاون الإقليمي.

 

كيف تقيمون علاقة الولايات المتحدة مع دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء هذا الاتفاق؟

 

٭ لدينا علاقات ممتازة مع الإمارات، ولدينا أيضا علاقات ممتازة مع باقي شركائنا الخليجيين، لذلك لا أتوقع أن تكون هناك دولة واحدة مفضلة بين شركائنا المميزين في الخليج.

 

أي اضافة لديك حول هذه المسألة؟ أترك لك كلمة الختام.

 

٭ أولا أريد ان أعرب عن أمنياتي لصاحب السمو الأمير بالشفاء العاجل، وأعلم انه يتماثل للشفاء الآن.

 

وأتمنى له كل الخير. الولايات المتحدة والكويت شركاء منذ زمن طويل، وقد احتفلنا قبل أيام بذكرى التحرير.

 

ونعتبر أن الكويت شريك مميز، وما تقومون به بخصوص العلاقة مع إسرائيل هو قراركم السيادي، ولن يمس بأي شكل علاقتنا الإستراتيجية الممتدة لسنوات طويلة.

 

محادثات استمرت لمدة عام في واشنطن

 

هل كان الاتفاق مبادرة أميركية أم إنها رؤية اماراتية؟

 

٭ اعتقد أن الاتفاق يمثل رؤية اسرائيل والإمارات حول التعاون الإقليمي والسلام والتكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي الذي يجعل الدولتين أكثر أمنا.

 

أميركا هي فقط عامل مسهل، ولقد عقدنا محادثات منذ عام مضى هنا في واشنطن مع الإماراتيين والاسرائيليين بمشاركة كل من: البيت الأبيض، جاريد كوشنر، براين هوك ووزارة الخارجية لمدة عام تقريبا، لقد ساعدنا، وكنا ندفع باتجاه فتح الابواب، وأعتقد أن الدولتين وجدتا أن هذا الأمر يصب في مصلحتهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى