هل أصبحت الأسهم الخليجية الأفضل للاستثمار مع هبوط الذهب؟
النشرة الدولية –
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ومعها تباعاً وسائل الإعلام الاقتصادي على مستوى العالم خلال الأسبوع الماضي بالأنباء عن هبوط الذهب وتسجيله أسوأ اداء منذ أربعة أشهر، وذلك بعد صعوده التاريخي ووصوله إلى مستويات قياسية لم يشهدها منذ 7 سنوات والذي يعود سببه إلى ظهور لقاح روسي لعلاج فيروس كورونا وما شكك فيه كبرى الدول وخطف بالتالي أنظار مستثمري الأسهم بالخليج ومصر، ودفعهم للبحث عن اقتناص الفرص بالبورصات الأكثر تراجعا والتي وصلت إلى مستويات مغرية منذ انتشار الوباء في مارس الماضي.
ومع نهاية جلسة الجمعة الماضية، سجلت أسعار الذهب تراجعا أسبوعيا بنسبة 3.7 بالمائة بما يعادل 74.4 دولار ليصل إلى 1953.60دولارا للأوقية، متأثراً بقوة الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية والقلق حيال التداعيات الاقتصادية العالمية الناجمة عن زيادة حالات الإصابة بوباء “كوفيد-19″، التي تقترب من 21.3 مليون شخص.
وكانت بورصات منطقة الشرق الأوسط سجلت ارتفاعا في نهاية جلسة الخميس الماضي، مع صعود بورصة دبي 1.9 بالمائة، وارتفاع مؤشر الأسهم القيادية بمصر 0.2 بالمائة مع صعود سهم البنك التجاري الدولي 1.1 بالمائة.
قال محمد عبدالهادي، المدير العام لدى شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية لـ”مباشر”، لابد أن نعلم أولا أن انخفاض أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي كان لسببين أولها جني أرباح طبيعي بعد الارتفاعات الجنونية للذهب، ثانيها اكتشاف والإعلان عن علاج روسي لوباء كورونا ولكن هذا العلاج يوجد تخوف عالمي اتجاه، وبالتالي وتيره الانخفاض بدأت تتقلص ومع ظهور تقارير عن انخفاض مبيعات التجزئة الأمريكية، مما قد تضغط علي قيمه الدولار الأمريكي.
وأضاف، أنه كما توقعنا سابقا أن سوق الأسهم الخليجية والمصرية شهدت انخفاضات كبيرة بسبب وباء كورونا، مما أصبحت جاذبة لاستثمار مع فرص استثماريه واعدة.
وأوضح، أن من أكثر القطاعات الواعدة والجاذبة في السوق السعودي قطاع البنوك وقطاع الزراعي وقطاع البتروكيماويات ومع قرارات التي تم إقرارها أمس بفرض رسوم ضريبة علي الأراضي، مما سوف يرفع من إقبال المستثمرين علي الأسهم ومع تشجيع واعطاء منح للقطاع الزراعي لما تعطيه الدولة من منح الأراضي الزراعية.
أما عن السو ق المصري الذي بلغ قيم تداولاته في ثاني أسبوع من شهر أغسطس 12.5 مليار جنيه مع اقتراب المؤشر الثلاثيني قرب 11000 نقطة.
وأوضح محمد عبد الهادي، أنه مع قرارات والاجتماعات التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالتعدين في حضور وزير الكهرباء والطاقة أعطى انطباع بتخفيض أسعار الغاز لدي المصانع، مما يرفع التوقعات لزيادة مكاسب كافة أسهم الشركات الصناعيه المستفيدة من القرار والمدرجة بقطاع الحديد والصلب والالمنيوم.
وأكد محمد جاب الله، رئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، أن الأسهم المصرية هى الأكثر جاذبية وخاصه أنها تتداول بنسبه أقل بنسبة 60 بالمائة من قيمتها العادلة.
ويشار إلى أن القيمة العادلة هي التقييم المالى لأسهم الشركات المدرجة بناء على أصوله وربحيته المستقبلية.
وأوضح، أن البورصة المصرية لديها قطاعات كثيرة تحت المنظار منها القطاع الطبى خاصه فى ظل أزمة الكورونا ولديها قطاع الموارد الأساسية والذي يشمل أسهم شركة حديد عز وعز الدخيلة والحديد والصلب وعتاقه وهم أكبر المستفيدين من تخفيض أسعار الغاز، لافتا إلى أن لدى البورصة المصرية أيضا قطاع المنتجات والخدمات ومنها السويدى اليكتريك والكابلات المصريه وذلك لوجود مشروعات قومية وفوزهم ببعض المناقصات الدولية.
ومن جانبه، قال محمد راشد، أستاذ الاقتصاد بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف لـ”مباشر”، إنه فى الحقيقة فإن بورصات الخليج ومصر تحمل فرص مغرية للغاية للمستثمرين فى ظل تدني مستويات أسعار الأسهم وبالتالي المستثمرون الذين يهدفون لشراء الأسهم بغرض الاستثمار طويل الأجل سيحققون مكاسب قياسية بالمدى المتوسط والطويل.
وتابع، كما أنه يمكن القيام بحركة شراء انتقائية لبعض الأسهم من قبل المضاربين فى بعض القطاعات التى زادت أهميتها الاستراتيجية فى عصر الكورونا مثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكذلك القطاع الطبي والدوائية.
وأشار، إلى أن تزايد المخاوف والقلق من قبل البعض جراء عدم اليقين بشأن كورونا ستدفعهم للتخلص من ما معهم من أسهم وبالتالي ستصبح فرصة سانحة للاقتناص من قبل المستثمرين الأكثر شغفا بالمخاطرة آملا فى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة.
وتوقع صعود البورصات الخليجية وسيطرة اللون الأخضر على مؤشراتها بنسبة كبيرة هذا الأسبوع بفعل التصريحات المعلنة عن فعالية اللقاح الروسي المضاد لكورونا وبالرغم من عدم تأكيد منظمة الصحة العالمية على نجاعته إلا أن هذا الخبر فى حد ذاته سيفتح شهية المستثمرين نحو الشراء.
وبدوره، أكد محمد كمال، المدير التنفيذى لشركة الرواد لتداول الأوراق المالية لـ”مباشر”، أن أسواق المال بالخليج ومصر تحمل عوائد مجزية، مبينا أن هناك قطاعات دائما ما تقوم بالتوزيعات وتعرف بالقطاعات الدفاعية
ومن أفضل القطاعات حاليا وهي قطاعات التكنولجيا والدفع الإلكتروني وقطاع الأغذية. مضيفا أنه في مصر وبعد اهتمام القيادة الساسية بصناعه الصلب نعتقد أن قطاع الحديد والصلب سيكون علي رأس أولويات المستثمرين الفترة الحالية والقادمة.
وقال جون لوكا، مدير التطوير بشركة ثانك ماركتس البريطانية لـ”مباشر”، أن البورصة المصرية ما زالت تحمل مقومات من الممكن أن تعيدها للصعود منها وصول مكررات ربحيتها لمستويات متدنية، وهو ما يجعلها مغرية ومختلفة عن بعض الأسهم الخليجية الكبرى التي وصلت مكرراتها لمستويات مرتفعة تحتاج إلى تصحيح قوي.
وتابع: ” ومكرر الربحية من المؤشرات التي تساعد المستثمر على معرفة إذا ما كان السعر جيداً للشراء أم لا، فكلما كان أقل من عشر مرات كلما كان السعر آمناً للشراء، إلا أنه على الرغم من ذلك لا يجب أخذ هذا المؤشر منفرداً، ولكن لا بد من النظر إليه مع المؤشرات الأخرى للشركة”.
وأشار إلى أن المستثمرين في انتظار الإعلان عن لقاح تتفق عليه الدول الكبرى ومن ثم سيكون هذا العامل وهو من يرفع شهية المخاطرة وبالتالي استعادة بورصات الخليج ومصر الانتعاش، مؤكدا أن التطورات الخاصة بالتوترات التجارية بين أكبر اقتصاديات بالعالم الولايات المتحدة والصين ستكون من محركات الأسواق في الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن صفقة بنك الإمارات دبي الوطني المرتقبة للاستحواذ على حصة بنك لبنان و المهجر فى بلوم مصر ستقوي القطاع المصرفي في مصر وما يؤكد النظرة التفاؤلية أن القطاعات الاقتصادية بمصر فيها كثير من الفرص المغرية التي يجب استغلالها ولاسيما بعد وصول أسعارها إلى مستويات متدنية تاريخية وذلك بعد اندلاع أزمة بيروت وكورونا.
وقال،إن هناك مقومات تنبأ بالتعافي بالنسبة لبورصات الخليج وخصوصا الإمارات والسعودية والتي أظهرت مؤشرات القطاع الخاص لديها الأسبوع الماضي بتحسنها وانطلاقها نحو العودة لمستويات ما قبل الأزمة، بالإضافة إلى وجود أسعار النفط عند مستويات جيدة بالنسبة لدول المنطقة في ظل دعم خطط خفض الإنتاج.
وبدورها، قالت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية لـ”مباشر”: خلال جائحة كورونا أثبتت أسواق المال اجتذاب استثمارات الأفراد بعد أن قامت الدول بتحفيز اقتصادياتها وضخ سيولة فيها مما ساهم في عودة الأسواق بمعدلات التداول والسيولة المرتفعة بل وزاد تعدد المتعاملين وتراوحوا بين الاستثمار والمضاربة.
وأشارت،إلى أن المتعامل لم يعد مهتم أقصي الاهتمام بالمؤشرات بل أصبح الاهتمام بقطاعات مثل الطاقة والنفط بمنطقة الخليج،حيث أصبح من القطاعات المتزيلة قائمة الأنشط،إلا أن سهم مثل ارامكو بسبب الالتزام بتوزيعاتة النقدية استطاع الارتفاع رغم نتائج الأعمال السلبية التي حققها وبسبب تنفيذ صفقة استحواذه علي سابك والذي كان تأخر بسبب قفل الاقتصاديات خلال الجائحة وقطاع الأسمنت والذي يحقق خسائر بسبب الإغراق هو وقطاع المواد الأساسية والذي يتضمن شركات الحديد والصلب علي الرغم من انخفاض الطلب العالمي وارتفاع تكلفة الإنتاج إلا أن التعامل علية عاد يتصدر المشهد بسبب تدني أسعارأسهمه.
وأوضحت،أن المتعامل في الأسواق العربية علي يقين أنه بعد فتح الاقتصاديات وعودة الأنشطة التجارية ستتطلع الشركات الي استدراك نتائج أعمالها السلبية وتقليص خسائرها عن طريق ترشيد الإنفاق والتوسع والاندماج والاستحواذ فهي أوضاع استثنائية بسبب عرض عام.
وأكدت،أنه كلما أظهرت نتائج الأعمال الفصلية خفض الخسائر والقدرة علي العودة التدريجي لتحقيق أرباح سيكون الداعم لارتكاز القرار الاستثماري علي أرض صلبة وتظل النصيحة الدائمة محاولة تجنب الشركات ذات الميزانيات الضعيفة الهاشةلأن الارتفاعات فيها قد تكون بسبب التلاعب من قبل أصحاب المصالح مما يؤدي الي ضياع رؤؤس الأموال بسبب ارتفاع المخاطر.
أما عن تأثير انخفاض سعر الدهب علي زيادة السيولة في البورصات، بينت حنان رمسيس، أن عميل البورصة يختلف عن عميل الذهب حتي لو كان نفس الشخص فلكل منهم مخصصات وعميل الذهب يعلم أنها موجة تصحيحية لن تستمر كثير وخاصة أن أسباب الارتفاع مازالت قائمة وهي المخاوف الجيوسياسية وعدم وضوح الرؤية وخاصة بسبب انخفاض معدلات النمو الاقتصادي والخوف من الركود الاقتصادي.
كما أن الحرب التجارية ما أن تهدأ إلا أن تعود للأشتعال بوتيرة ونبض أكبر كما أن المنطقة العربية مصدر للصراعات وانفجار مرفأ بيروت بلبنان دليل علي أن المنطقة علي صفيح ساخن.
وقال محمود شكري الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه إم إس للاستثمار لـ”مباشر” إن المستثمرين الخليجين يراقبون تحركات الذهب بشدة بعد تحقيقه مكاسب قويه قاربت 30 بالمائة منذ بداية العام ووسط ما ينتظره من تصحيح قوي وجني أرباح على وقع أنباء ظهور العقار الروسي.
وأوضح أن مؤشرات نتائج الأعمال لكثير من الشركات في الربع الثاني أظهرت انخافض كبير بالأرباح بل تحقيق العديد منها خسائر، وظهر ذلك في حالة التباين في جلسات السوق السعودي (السوق القائد لأسواق المنطقة) علي مدار شهر كامل يتحرك في نطاق عرضي ضيق جدا، فلا يتفوق المشتري علي البائع والعكس صحيح، حتي يتبين قوة للمشتري تدفعه المؤشر للخروج من القناة العرضية ، وكسر مستوى 7550 نقطة من الناحية الفنية.
وبين أن موسم ظهور نتائج الربع الثاني من كل عام يأتي مع تحفظ لعمليات البيع والشراء، عكس هذا العام فقد نشطت السوق بفضل الأسهم القيادية وعلي رأسهم أرامكو عملاق النفط العالمي. فمع انخفاض حاد في مستوي الأرباح قارب 71 بالمائة، قررت الشركة توزيح ما وقرب من 70 مليا ريال علي المساهمين، في إشارة قوية لقوة السهم وتوقعها بتحسن الطلب علي النفط في الربعي الثالث والرابع.
وعلي مستوى القطاعات الأخرى، أوضح محمود شكري،قد أظهرت نتائج اعمال قطاع المواد الأساسية تحسن ملحوظ بالمقارنة بنفس الربع من العام الماضي علي عكس توقعات، ويعزى ذلك إلي نمو حركة المبيعات والشراء عبر الإنرنت خلال الجائحة ما دفع الكثير من المستثمرين لشراء أسهم تلك الشركات، علي سبيل المثال أسهم (أكسترا وجرير) والتي حققت نموا كبيرا في الأرباح رغم الجائحة.
هذا ويظل السوق في اتجاه عرضي حتي تكسر الأسهم القيادية مستويات المقاومة القوية.
ومن جانبه، أكد مينا رفيق مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية لـ”مباشر”: مازالت الأسهم الخليجية و المصرية تشهد فرص مغرية و عوائد مجزية حتى بعد التعافى الذى شهدته الأسواق المالية حيث لاتزال بعض الأسهم تتداول بسعر أقل من القيمة الاسمية و هناك بعض الاسهم تتداول مكررات ربحية أقل بكثير من مكررات ربحية القطاع التابعة لها.
وأوضح أنه ومع موسم نتائج الأعمال النصفية ورغم تأثر اغلب القطاعات بالجائحة إلى أن نتائج أعمال بعض الشركات استطاعت أن تحتوى الأزمة بل و شهدنا استطاعت الحزم التحفيزية التى اتخذتها الحكومات فى تخفيض تكاليف الإنتاج على الشركات مما كان له الأثر الإيجابي على تعظيم الأرباح.
ومع التفاؤل بشأن توافر لقاح للفيروس و بالأخص ووصول الملاذات الآمنة كالذهب إلى مستويات قياسية ثم عودتها للانخفاض، توقع مينا رفيق أن تستمر الاسواق الماليه فى التعافى وقد يستفيد قطاع الاتصالات من الصفقة المحتمله خلال شهر سبتمبر حول استحواذ شركة اتصالات السعودية على حصة فودافون العالمية على فودافون مصر.
كما من المحتمل أن يستفيد قطاع البنوك من احتمالية استحواذ بنك الإمارات دبي على حصة بنك لبنان و المهجر فى بلوم مصر كما تستفيد بعض القطاعات كالقطاع العقارى و الصناعى و التكرير مع امال التعافى السريع للاقتصاد.
وقال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ميداف لإدارة الأصول لـ”مباشر”، إن أسواق الخليج بدأت فى التحرك بشكل إيجابى مع إنخفاض معدلات الإصابة بالكورونا وبدأت فى الإقتراب من المستويات ما قبل الكورونا بالرغم من نتائج الأعمال النصف سنوية السيئة التى حققتها الشركات أثر أزمة كوفيد- 19، متوقعا إستمرار الصعود بالنسبة لأسواق الخليج.
وأشار إلى أنه من أهم القطاعات المتوقع إستمرا صعودها هو قطاع الاتصالات والتكنولوجيا بسبب الاتجاه القوى لها فى ظل أزمة كورونا وما بعدها بالإضافة إلى قطاع الصحة والأدوية مما قد أثبت أهميتة فى الفترة الماضية وخاصة بعد التحالفات المتوقع حدوثها بين شركات الأدوية فى مجال البحث الدوائى لتفاضى أى مشكلة من الممكن أن تحدث مرة أخرى وأيضا قطاع الخدمات المالية الغير مصرفية حيث اتجاه الحكومات لإعادة تنشيط الاقتصاد عن طريق التمويل.
ونصح المستثمرين بتوخى الحذر وعدم الشراء بالهامش خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى شراء أسهم الشركات القوية مالية أو التى انخفضت بشكل كبير ومن المتوقع لها الصعود على مدى الطويل الأجل والشراء عند الإنخفاضات.