فلسطين..لا إسرائيل !* رشاد ابو داود
النشرة الدولية –
في أحد عروض الأزياء الإسرائيلية في تل أبيب للموضة، استعمل المصممان جابي بن حاييم وموكي هرئيل، نقوش الكوفية الفلسطينية الشهيرة ذات اللونين الأحمر والأبيض والأسود والأبيض وتحريفها بإدخال النجمة السداسية إليها واستعمال ألوان العلم الإسرائيلي وتنفيذ تصاميم معاصرة ارتدتها العارضات الاسرائيليات .
مصممة أزياء أخرى عملت على تحويل الكوفية لملابس تكشف عن الساقين و الصدر بطريقة مثيرة نشرتها عبر الإنترنت.
أما ميري ريجيف وزيرة الثقافة الصهيونية فقد ارتدت فستانًا في إحدى المناسبات مطبوعًا على اسفله صورة للمسجد الأقصى وأحد أشهر معالمه (مصلى قبة الصخرة) وجزء كبير من سور المسجد والمدينة المقدسة .
فور دخول العصابات الصهيوينة للقرى الفلسطينية، لم يكتف المسلحون بقتل الأهالي وتهجيرهم، بل دخلوا البيوت وجردوها من كل محتوياتها (سجاد ومصابيح ولوحات وأجهزة ومقتنيات ذهبية أو ثمينة)، وأهم ما تم مصادرته هي مكتبات البيوت التي ضمت الكثير من المراجع العربية والأجنبية (كتب أدب وعلوم ودواوين شعر ومعاجم وقواميس وسير ذاتية وغيرها الكثير والكثير مما تم تحويله لما يعرف اليوم بمكتبة الجامعة العبرية) . ومن أهم المكتبات الشهيرة التي تم الاعتداء عليها بهذه الطريقة مكتبة السكاكيني ومكتبة نيقولا زيادة .
لم تقتصر سرقاتهم على الأزياء و الثقافة بل تعدتها الى المأكولات . فقبل عشر سوات شاركت «إسرائيل» في اليوم العالمي للمأكولات بطبق مفتول بصفته طبقًا إسرائيليًا، عدا عن الفلافل و الحمص.
اسرائيل قامت على مبدأ السرقة . وهو ما خطط له مؤسسوها منذ هرتزل وأقطاب المشروع الصهيوني. وهم كانوا يعلمون أن فلسطين أرض وشعب. وعندما أرسل هرتزل اثنين من الحاخامات الى فلسطين لاستطلاع الوضع وكان ذلك أواخر عام 1890 ارسلا له: «العروس جميلة جداً لكنها متزوجة « كناية عن أن لها زوجا وهو شعبها. ومع ذلك مضوا في تنفيذ المخطط لاقامة «وطن قومي لليهود» فيها.
ورغم رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني منحهم تصريحا لاقامة هذا الوطن مقابل سداد ديون الدولة كاملة الا انهم وجدوا من يدعمهم ويمدهم بالمال و السلاح و..التواطؤ.
غير أن كل ما في فلسطين التاريخية يشهد أن الوجود الفلسطيني الكنعاني سابق للوجود اليهودي الاسرائيلي في تلك الارض. فالشيكل وحدة العملة الاسرائيلية هو أيضاً مسروق من أصول فلسطينية وكان عملة الكنعانيين. وقد عثر على وثيقتين تاريخيتين تؤكدان ذلك وتعودان الى عام 2500 ق.م.
تحدد وثيقتا بيع نموذجاً على تأكيد أصول هذه العملة دون كتابة تاريخ اليوم والشهر؛ حيث كتبت السنوات فقط و التي تم فيها البيع. وجاء نص الوثيقة الأولى:
(من هذا اليوم؛ بحضور شهود؛ اشترى ( بولوزينون) كرم عنب من ( أهليانو) ب ( 27 شاقلا) من الفضة؛ ينتقل الكرم إلى ( بولوزينون ) وإلى أولاده من بعده إلى الأبد؛ لا يترتب عليه مخالفة أو غرامات. تاريخ الوثيقة 1400 ق.م.
الوثيقة الثانية في عصر نقماد الثالث الذي كان ملكا للكنعانيين 1210 ق. م الذي كان حاضرا وموقعا على شهادة البيع:
( من هذا اليوم وبحضور ( نقمد بن ابرانو ) ملك أوغاريت اشترى ( ياكونيلو بن شرغانو ) حقولاً من (تاكارانو ) بمبلغ قدره ( 88 شاقلا من الفضة )؛ غدا أو بعد غد لن ينتزع هذه أ حد من يدي ( ياكونيلو ) وأولاده وأحفاده إلى الأبد ). و يعود تاريخ الوثيقة يعود إلي 1210 ق.م.
حكيم من يعترف بحقيقة ثابتة لا بأمر واقع زائل !