كنا معا وسنبقى معا من أجل القدس وفلسطين* د. محمد ناجي عمايرة
النشرة الدولية –
القضايا الكبرى لا تقبل المساومة ولا انصاف الحلول. فلسطين قضيتنا المركزية التي كانت وستبقى في صدارة اهتمامنا. والقدس بوصلتنا التي لا تخطئ لأن بيننا وبين القدس عهد وعهدة عمرية الا نفرط بها والا نتردد عن نصرتها. هي قبلتنا الاولى ومسرى رسولنا ومعراجه الشريف الى السماء. على ارضها الطهور دماء شهدائنا وبصمات الذين اصيبوا من جنود جيشنا العربي وفيها مثوى الشهداء في معاركنا من حطين حتى باب الواد واللطرون وجبل المكبر. قدرنا ان نكون معا اردنيين وفلسطينيين على ضفتي النهر الخالد وان نبقى معا. القدس تاريخنا وهويتنا ورمز?حضارتنا العربية الاسلامية والمسيحية.
ليس هناك اي دليل على ان اليهود كانوا فيها الا عابرين وغزاة ومحتلين ودعاة دمار وقتل وتشريد. هي قدسنا ولا مكان لهم فيها. فهم لا قدس لهم.
منذ البدايات كانت لشعبنا فيها وقفات صمود وبطولات، عليها شهود وآثار تدل على الوجود. هي لنا كما نحن لها. لا نخذلها ولا نساوم عليها. نذرنا لها الغالي والنفيس ولا نقبل بها بدلا، ولسنا نحن الذين نتخلى عن حبها اونتنكر لقداستها.دونها المهج والارواح تحميها بصدق واباء ورجولة.
في ثورة البراق ١٩٢٩ وثورة ١٩٣٦ وحرب ١٩٤٨ وفي ردنا على عدوان١٩٥٦ وحرب ١٩٦٧، وكل المعارك التي وقعت قبل ذلك وبعده حتى الكرامة ١٩٦٨م وحرب الاستنزاف وتشرين١٩٧٣. وما قبل وما بعد كنا على موعد مع القدس، وكنا نكافح لاستعادة فلسطين. وما نزال على العهد والوعد ثابتين.
اما كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة وغيرها فهي مواقع باهتة على الطريق. لن تعيقنا عن النهوض ولن تحول بيننا وبين أهدافنا حين تدق ساعة الخلاص.
قلوبنا تهفو الى القدس وتتطلع الى فلسطين حرة عربية مستقلة. اهازيجناواحدة.. وحداؤنا واحد. فلسطين هي القلب والقدس هي العاصمة ونحن، اردنيين وفلسطينيين، سنظل طلائع امتنا الاتية اليها على خطى عمر وصلاح الدين. فلسطين الابية العربية الحرة المستقلة.
لن نأخذ دور القضاة ولن نصدر احكاما. لكننا نقول: لقد رفضنا منذ البداية كل اشكال التطبيع مع الكيان/ العدو الغاصب ومانزال. فكل اتفاقيات الدنيا لن تجبرنا على ان نكون غير حماة القدس والمدافعين عن هويتها وحرية فلسطين واستقلالها، فقد ضحى آباؤنا واجدادنا بوفاء واخلاص من أجل ان تكون كذلك. ولو كره الكارهون.
ولنتذكر جيدا ان الاتفاقيات لم تتعد حدود الاوراق التي كتبت عليها وان التطبيع الذي ارادوه من خلالها كان مصيره الفشل دائما.
نقلاً عن جريدة “الرأي” الأردنية