ب “سوبرعياش”… الجميع أبرياء ودم الحريري مُباح!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

أثبت سليم جميل عياش المتهم الوحيد بإغتيال رفيق الحريري بعد محاكمة إستمرت لستتة سنوات وبكلفة مالية بلغت ملايين الدولارات، أثبت أنه “سوبرمان” ورجل من خارج هذا العصر بل لقد ظهر للعالم أنه من نوعية خارقة كونه إغتال الحريري لوحده دون مساعدة من أحد ، فالسوبرعياش وبناءاً على قرار المحكمة التي لم تتهم غيره هو من قام باستيراد المواد الخام لعملية التفجير، وعبر بها الحدود اللبنانية أو قام بسرقتها من مستودعات الجيش أو حصل عليها خلسة  ودون أن يُشاهده أحد من مستودعات حزب الله،  ثم قام بتنصيع المتفجرات كونه خبير في هذا المجال ويحمل شهادة الدكتوراة في تصنيع الأسلحة، ليحملها عقب ذلك إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وهنا بدأت العملية الأصعب ل”سوبرعياش “، إذ كان عليه وحده نعم لوحده “فهذا قرار المحكمة الدولية الخاصة” أن يرصد تحركات رئيس الوزراء الذي يتنقل بسيارة مصفحة ووسط حراسة مشددة، في ظل تهديده بتصفيته جسدياً لعديد المرات من قبل بعض الأحزاب اللبنانية ومن دول الجوار، وكان على البطل الخارق وأؤكد لوحده أن يقوم بعملية رصد كبيرة  بحيث يراقب مكتب الحريري في رئاسة الوزراء وتواجده في مجلس النواب والمنزل، ويرصد أيضاً طلعاته الخاصة وبالذات لمقهى “كافيه دي ليتوال”، حتى أصبح عياش خبيراً في معرفة الأسرار التي يقوم بها الحريري حتى في إختيار طرقه السرية في التنقل داخل لبنان.

لم يقتصر دور “سوبرعياش” على ذلك فحسب بل قام بالعملية الأصعب على أي ” جيمس بوند”، وهي عملية الرصد المزدوج لحركة الحريري وتنقله في طريق سري حتى وصل إلى نقطة الصفر، ثم قام بتفجير العبوة التي  قتلت أكثر من عشرين رجلاً لا ذنب لهم إلا أن “سوبرعياش” أراد أن يُظهر للعالم مدى براعته وقدراته في تنفيذ المهام الصعبة، وهنا فقد ظهر تفوقه على “جيمس بوند” وبالذات حين قام بعملية التفجير ليثبت أنه يملك خبرات لا يملكها جيش بأكمله أو فريق إغتيال مدرب على أعلى مستوى.

تخيلو يرحمكم الله لو أن محكمة لبنانية أو عربية أو محكمة خاصة منبثقة عن جامعة الدول العربية أصدرت هذا الحُكم، تخيلوا كيف سيكون الرد العربي الرسمي والشعبي على القرار، قطعاً سيتهمون القضاة بالتزوير وان ذممهم قد تم شرائها وأن الحُكم سياسي وليس جنائي، وسيبحث الكثيرون من أبناء الأمة عن الجهات المستفيدة من قرار المحكمة، أما محكمة لاهاي حيث العدالة تأخذ مجراها بشكل غريب ويخرج أهالي الضحايا منها صاغرين راضين بالحكم الذي جاء لإنقاذ لبنان من مواجهات عسكرية جديدة، فالمحكمة لو قضت بإتهام أيٍ من قيادات حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بالضلوع في عملية الإغتيال لإشتعلت لبنان في حرب أهلية من جديد.

لقد جاء القرار سياسياً بعيداً عن تحقيق العدالة، وأعتقد أن القضاة إعتبروا بأن العدالة تكمن في عدم إزهاق أرواح أخرى، كون الحريري ورفاقه قتلوا منذ زمن بعيد،  لذا فقد برأت المحكمة الدولية حسن نصر الله وكبار مستشاريه من عملية التدبير والتآمر لقتل رئيس الوزراء اللبناني الذي هز مقتله العالم، كونها جريمة سياسية عسكرية ذهب ضحيتها الكثير من الابرياء، لكن في محاكم العالم المتقدم والتي يشكلها مجلس الأمن الدولي فإن قراراتها غريبة عجيبة، لتبدأ الآن مرحلة جديدة من البحث عن “سوبرعياش” الذي أتوقع أن ينتهي دوره في الفيلم ويعلن  المخرج وفاته في ظروف غامضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button