تقارير استخباراتية تؤكد استيراد حزب الله لمادة “نيترات الأمونيوم”
النشرة الدولية –
بعد الانفجار الكارثي الذي ضرب مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس الفائت، وأدى إلى تدمير نصف العاصمة اللبنانية، بسبب انفجار مستودع يحتوي على أكثر من 2700 طن من مادة “نيترات الأمونيوم”، بحسب الرواية الرسمية، فقد كثرت الأسئلة التي لم تجب عنها السلطات اللبنانية، بشأن تخزين هذه المادة لسنوات، ولماذا تم تفريغها أصلا من السفينة؟ ولمصلحة من ومن المستفيد من وجودها؟ وهل حقا كانت 2700 طن أم فعلا سحبت كميات منها؟
أسئلة كثير تبقى إجابتها مجهولة، رغم فتح القضاء اللبناني لتحقيق، زعم المسؤولون أنه سيكون شفافا، في بلد يعاني أسوأ أزمة مالية في تاريخه، وجاء فيروس كورونا ليزيد الطين بلة، ثم الانفجار الذي شببه بعض الخبراء بـ”قنبلة نووية صغيرة” مسحت معالم نصف بيروت.
في هذا السياق، غاصت صحيفة “فيلت” اليومية الألمانية، ضمن تحقيق استقصائي، في تقارير استخباراتية ألمانية كشفت عن شراء حزب الله اللبناني لمادة “نيترات الأمونيوم”، في الفترة ذاتها التي كانت فيها المادة الكيميائية موجودة في مرفأ بيروت.
ورغم أن الصحيفة لم تربط الشحنات التي حصلت عليها حزب الله، بالشحنة الموجودة في مرفأ بيروت، ولكنها ذكرت أن الحزب الله استخدم مادة “نيترات الأمونيوم” مرارا وتكرارا في عملياته.
تاريخ الحزب مع الأمونيوم
في مايو، زود جهاز الموساد الإسرائيلي السلطات الألمانية بمعلومات تفيد باحتفاظ عناصر مرتبطين مع حزب الله بمئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مخزن في جنوبي ألمانيا، ما أدى لمداهمة قوات الأمن الألمانية للعناصر وضبطها.
كما داهمت قوات الأمن البريطانية أربعة مواقع مرتبطة بحزب الله، وقامت باعتقال شخص، بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نترات الأمونيوم في مصنع سري للقنابل في ضواحي العاصمة لندن، حسبما نقلت صحيفة “تيليغراف” في يونيو 2019.
وفي أغسطس 2015، ضبطت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص على ارتباط بحزب الله، قاموا بتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل، كبنية تحتية لهجوم باستخدامها.
كما ضبطت الأجهزة الأمنية، في قبرص، في شهر مايو 2015، كمية تقدر بـ 420 صندوقا من نترات الأمونيوم تعود لعناصر من حزب الله وقامت بتفكيك البنية التحتية للهجوم المحتمل آنذاك.
وضبطت السلطات التايلندية، في يناير 2012، 290 لترا من نترات الأمونيوم واعتقلت أشخاص منخرطين بالأمر على ارتباط بحزب الله.
وفي عملية سابقة، تعاملت السلطات التايلندية، في مارس 1994 مع هجوم فاشل على السفارة الإسرائيلية في البلاد، باستخدام شاحنة مفخخة تحمل موادا تضمنت طنا من نترات الأمونيوم والديزل.