فيروس كورونا يفتك باللبنانيين…. حالتا وفاة و 589 إصابة جديدة
النشرة الدولية –
وحش كورونا يتلهم اللبنانيين، فيكسر أرقامه القياسية كل يوم. حالتا وفاة و589 إصابة جديدة رصدتها وزارة الصحة العامة اللبنانية امس.
وأشارت الوزارة في تقريرها اليومي حول المستجدات إلى أنّ العدد التراكمي للوفيات بات 109 والإصابات 10347 منذ 21 شباط الماضي. وتوزعت الإصابات الجديدة بين 581 إصابة لمقيمين مخالطين و8 لوافدين من الخارج، أما عدد الفحوص المخبرية التي إجراءها في الساعات الـ24 الأخيرة فبلغت 7207 فحوص.
وبينما يستمرّ المنحى التصاعدي بالارتفاع، بات عدد الإصابات المسجلة في القطاع الصحي 442 إصابة، وهو ما أخرج بعضها عن العمل. وفي حين يدخل لبنان بعد في مرحلة الإقفال الجزئي، اشتدّت اليوم الحملة الإعلامية على وزير الداخلية محمد فهمي، واتهمته بمواجهة الفيروس بأسهل الحلول وهي الإقفال. قد صدرت عن قطاعات سياحية ومطعمية بيانات تطالب فهمي بتعديل جدول الإقفال وعدم شمولها هذه القطاعات حفاظاً على لقمة عيش الموظفين.
وأكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، إيمان شنقيطي، أن “الوضع في لبنان خطر جداً بالنسبة لكورونا، والمنظمة تنظر بقلق شديد لارتفاع أعداد الإصابات في لبنان بشكل كبير، والحل الوحيد هو التصرف بمسؤولية كبيرة وأخذ الإجراءات التي أوصت بها المنظمة”. وأشارت شنقيطي إلى أنّ المنظمة بحثت ووزير الصحة حمد حسن في ثلاث خطط وخطوات وهي “تحويل بعض المستشفيات بالكامل لمعالجة كورونا، وشراء خدمات من المستشفيات الخاصة والاتفاق على تعرفة خاصة للعناية بكورونا، وإعادة برمجة الفرق الميدانية التي وصلت للبنان بعد انفجار 4 آب”. ولفتت إلى أنه تم الاتفاق على أنّ “تتم توأمة الفرق مع مستشفيات حكومية”. وأعادت شنقيطي أسباب الوضع لكورنا في لبنان إلى ” اللا مبالاة بالإجراءات، كما أنّ فتح المطار سرّع بزيارة الحالات”، مضيفةً أنّ “نسبة الوفيات 1.3% وهي دون المعدل ولا يمكن أن نصل لنتائج ملموسة دون أن نعمل سوياً”.
وجه عمر حيدر، أحد أبناء عكار المصابين بكورونا، رسالة إلى اللبنانيين مكابرين وخائفين، قال فيها: “أنا مصاب بكورونا، الفرق بيني وبين غيري أنني عندما ظهرت عليّ عوارض بسيطة أجريت فحص PCR وتأكدت أنني مصاب، أما غيري وهم الأكثرية للأسف إما مكابرين، أو خائفين، أو أنهم لا يزالون يعتبرون الفيروس كذبة أو مؤامرة كونية”. وأضاف: “للمكابرين أقول إنكم مجرمون في حق أنفسكم وفي حق غيركم، وللخائفين أقول إنه فيروس ضعيف، أما الذين يعتبرونه مؤامرة كونية، فهذه أكبر مشكلة، بهذه الحالة أنتم جهلة ومجرمون وعديمو الإنسانية”. وختم: “تهرّبكم من الفحص لا ينسف إصابتكم بالفيروس وبالتالي أنتم قنابل موقوتة تتنقل بين عباد الله. الكورونا ليست كذبة اتقوا الله بأنفسكم وبأهاليكم وبأبناء بلدكم”.
وغرّد مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي، فراس أبيض، مشيراً إلى وجود 3 جوانب أساسية يجب التنبّه لها مع الارتفاع غير المسبوق للإصابات والإغلاق الجزئي الذي أعلنته الحكومة. فقال أبيض أنه “بعد ستة أشهر من بدء الوباء، لم يتضح بعد عدد الأسرة المتاحة لمرضى كورونا في المستشفيات”، مضيفاً أنّ “عدد الفحوص التي أجريت أمس بلغت رقماً قياسياً، ويجب أن يكون إجراء الفحوص جزءاً من استراتيجية تتبّع ورصد واضحة”. ولفت إلى وجود كلفة اقتصادية نفسية، للإغلاق الجزئي “لكن يبقى الهدف النهائي لهذا الإجراء تجنب الزيادة في عدد المرضى الذين قد يحتاجون إلى أسرّة”. وأضاف أنّ “أي طريقة لتجاوز قيود الإجراءات كالحفلات والأعراس والجنازات وغيرها، تحبط أي سياسة عامة وعلى الجمهور أن يكون مسؤولاً”. وختم مشيراً إلى أنه “فقدنا ما يكفي من الأرواح أخيراً، ولا ينبغي أن نفقد المزيد”.
وصدر التقرير اليومي لمستشفى الحريري حول مستجدات كورونا، وأشار إلى أنّ عدم تسجيل أي حالة وفاة في الساعات الماضية، في حين بات عدد المصابين بالفيروس داخل المشفى بلغ 81 مصاباً. وبات عدد الحالات الحرجة الموجودة فيه 24، بعد أن تم نقل حالتين من العناية المشددة إلى غرف العزل. وفي تمّ خلال الساعات الـ24 الأخيرة تسجيل 3 حالات شفاء رفعت العدد التراكمي لحالات الشفاء إلى 388 حالة، أما عدد الفحوص التي أجريت بين الأمس واليوم فبلغت 810 فحوص.
وعملت البلديات في مختلف المناطق اللبنانية على إصدار بيانات للتأكيد بالتشدّد بالإجراءات والالتزام بالتدابير اللازمة للحدّ من انتشار فيروس كورونا. وقد سجلّت بعضها أولى الإصابات بالفيروس، ومنها حيزوق والخرايب وأنفه ومركبا. أما غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار فأشارت في تقريرها اليومي إلى “تسجيل 10 إصابات جديدة توزّعت على البلدات الأتية: ببنين 5، وواحدة في كل من حيذوق وحلبا والبقيعة ووادي الجاموس والسنديانة”. وأضاف التقرير أنّ العدد التراكمي للإصابات بات 196، 77 منها حالات قيد المعاجلة و119 شفيت بالكامل، مع استمرار 256 حالة أخرى في الحجر المنزلي قيد المراقبة والمتابعة.
كما أعلنت خلية الأزمة في إتحاد بلديات جبل عامل عن “إصابة في بلدة مجدل سلم وانتقال حالة من سكان بيروت للحجر في بلدة ميس الجبل، فضلاً عن تسجيل حالة شفاء في بلدة الطيبة”. وبذلك يكون “عدد المصابين في قرى الاتحاد أصبح 68 إصابة و33 حالة شفاء و3 حالات وفاة”.
أعلنت سفارة المملكة المتحدة في لبنان أنّ “الحكومة البريطانية أرسلت أمس معدات وقاية شخصية طبية أساسية إلى بيروت لمساعدة المستشفيات المثقلة بالأعباء في أنحاء لبنان في مواجهة فيروس كورونا”. فأشارت إلى تسليم 238,530 قطعة من معدات الوقاية الشخصية الحيوية “اشتملت على أقنعة الوجه وسترات واقية تغطي كامل الجسم وقفازات ونظارات واقية وأردية طبية”. كما أكد السفير البريطاني في بيروت، كريس رامبلنغ، على استمرار دعم بلاده للبنان في أزمة كورونا وفي أعقاب انفجار المرفأ على مختلف الأصعدة.