أكثر من ربع مليون وفاة بفيروس كورونا في أميركا اللاتينية وارتفاع عدد الإصابات في فرنسا والدول الأوروبية
النشرة الدولية –
تخطّى عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الخميس عتبة الـ250 ألف وفاة، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.
ومنذ بداية تفشّي الوباء قبل ستّة أشهر، سجّلت المنطقة البالغ عدد سكّانها زهاء 620 مليون نسمة ما مجموعه 6.463.245 إصابة بالفيروس بينها 250.969 حالة وفاة، وذلك حتى الساعة 22,00 ت غ الخميس.
وتتصدّر البرازيل والبيرو والمكسيك قائمة الدول الأكثر تضرراً بالجائحة في المنطقة.
والبرازيل البالغ عدد سكانها 212 مليون نسمة هي ثاني أكثر دول العالم قاطبة تضرّراً من الوباء بعد الولايات المتحدة، إذ سجّل عملاق أميركا اللاتينية أكثر من 3.5 مليون إصابة مؤكدة بالفيروس، بينها 45.323 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين بلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن الوباء 112.304 وفيات.
أما البيرو، ثاني دول القارة اللاتينية تضرّراً بالوباء والأولى قياساً إلى عدد سكّانها البالغ 33 مليون نسمة، فحصد فيها الوباء لغاية اليوم أرواح 26.834 شخصاً. وتسبّبت الأزمة الصحيّة في البيرو بانهيار الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الربع الثاني من العام بأكثر من 30%.
ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءاً من العدد الفعلي للإصابات، إذ إن دولاً عدّة لا تجري فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى الأولوية في إجراء الفحوص لتتبّع مخالطي المصابين، بينما تعاني دول أخرى من إمكانات مادية محدودية لإجراء العدد اللازم من الفحوص.
وفيات المكسيك تتجاوز 59 ألفاً
وسجلت وزارة الصحة المكسيكية يوم الخميس 6775 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا و625 حالة وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 543806 حالات بينما بلغ إجمالي الوفيات 59106.
وتقول الحكومة إن العدد الإجمالي للمصابين أعلى بكثير من الحالات المؤكدة على الأرجح.
ارتفاع كبير في فرنسا
من جانبها، أعلنت وكالة الصحة الوطنية الفرنسية عن 4771 إصابة جديدة الخميس، وأكثر من 18 ألف حالة جديدة خلال الأسبوع الماضي، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أبريل (نيسان).
وعلى الرغم من أكبر زيادة أسبوعية في حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة منذ ذروة تفشي المرض أصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن البلاد ستعيد ملايين الطلاب إلى المدارس اعتباراً من الأول من سبتمبر (أيلول)،
كما تعهد الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك بأن الدول الأوروبية ستعمل عن كثب في الأسابيع المقبلة لتنسيق تدابير الحماية من الفيروس وإمدادات اللقاحات.
ثلاثة ملايين حالة في الهند
اتجهت إصابات فيروس كورونا في الهند بقوة الجمعة صوب مستوى ثلاثة ملايين حالة مع تسجيل 68898 إصابة جديدة في البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وفق ما أظهرته بيانات لوزارة الصحة الاتحادية.
وارتفع إجمالي عدد الإصابات في الهند إلى 2.9 مليون. وزاد عدد الوفيات بواقع 983 ليصل إلى 54849 حالة إجمالا.
والهند ثالث أعلى بلد من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة والبرازيل.
22 إصابة جديدة في الصين
في الصين، قالت اللجنة الوطنية للصحة اليوم الجمعة إنها سجلت 22 إصابة جديدة في البر الرئيسي في 20 أغسطس (آب)، مقارنة مع سبع حالات في اليوم السابق.
وذكرت اللجنة في بيان أن كل الإصابات الجديدة وافدة من الخارج. ولليوم الخامس على التوالي لم يتم تسجيل أي حالات إصابة محلية. ولم يتم أيضاً تسجيل حالات وفاة جديدة.
وسجلت الصين أيضاً 23 حالة حاملة للفيروس دون ظهور أعراض عليها ارتفاعاً من 22 في اليوم السابق. وبلغ العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة في بر الصين الرئيسي حتى 20 أغسطس 84917 بينما ظل عدد الوفيات عند 4634.
وألغت السلطات الصحية في العاصمة الصينية بكين إلزام السكان بوضع الكمامات في الخارج، في تخفيف جديد للقواعد الرامية إلى منع انتشار فيروس كورونا المستجد بعدما أعلنت المدينة عدم رصد إصابات جديدة على مدى 13 يوماً.
وعلى الرغم من تخفيف القواعد، فقد واصلت نسبة كبيرة من السكان وضع الكمامات في بكين اليوم الجمعة.
وهذه ثاني مرة تخفف فيها السلطات الصحية في بكين قواعد وضع الكمامة في العاصمة، التي عادت إلى حد كبير إلى الحالة الطبيعية بعد جولتين من إجراءات العزل العام.
وكانت مراكز مكافحة الأمراض في بكين قد قالت في البداية إن بوسع السكان الخروج دون كمامة في أواخر أبريل (نيسان)، غير أنها سرعان ما ألغت القواعد في يونيو (حزيران) بعد انتشار جديد للفيروس في سوق كبير للجملة في جنوب المدينة.
ولم تسجل الصين أي حالات عدوى محلية جديدة على مدى خمسة أيام بعدما نجحت في السيطرة على التفشي في العاصمة وشينجيانغ ومناطق أخرى.
مصر تسجل 111 إصابة جديدة
عربياً، أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر الخميس تسجيل 111 حالة إصابة جديدة و15 حالة وفاة.
وقال خالد مجاهد المتحدث باسم الوزارة “إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الخميس، هو 97025 حالة من ضمنهم 63462 حالة تم شفاؤها، و 5212 حالة وفاة”.
وكانت مصر قد فرضت في منتصف مارس (آذار) إجراءات للعزل العام لمكافحة تفشي الفيروس بما في ذلك حظر التجول ليلاً، وحظر التجمعات العامة الكبيرة، وإغلاق المطاعم والمسارح.
ورفعت معظم هذه الإجراءات منذ أواخر يونيو (حزيران). ومع تخفيف قيود العزل العام تدريجياً تحافظ مصر على إجراءات وقاية متعددة لمكافحة الفيروس منها فرض استخدام الكمامات في الأماكن العامة والمغلقة ووسائل النقل العام والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
قلق في المغرب
من جانبه، أعرب العاهل المغربي الملك محمد الخامس الخميس عن قلقه إزاء ارتفاع الإصابات والوفيات بوباء كوفيد-19 مؤخراً، محذّراً من العودة إلى فرض حجر صحي “ستكون له انعكاسات قاسية” على اقتصاد البلاد.
وقال الملك في خطاب إن “تدهور الوضع الصحي، الذي وصلنا إليه اليوم مؤسف، و لا يبعث على التفاؤل”.
وأوضح أن أعداد المصابين بالوباء وضحاياه “تضاعفت أكثر من ثلاث مرات… في وقت وجيز مقارنة بفترة الحجر الصحي” الذي فرض في كافة أرجاء البلاد بين مارس ويونيو.
وشهدت المملكة ارتفاعاً في وتيرة انتشار الوباء بحصيلة تفوق الألف إصابة جديدة يومياً منذ مطلع أغسطس.
وأشار العاهل المغربي إلى “إن نسبة كبيرة من الناس لا يحترمون التدابير الصحية الوقائية”، معتبراً ذلك “سلوكاً غير وطني ولا تضامني”. ودعا إلى التحلّي “بسلوك وطني مثالي ومسؤول” لا يمكن بدونه الخروج من هذا الوضع.
وإذ أعرب الملك محمد السادس عن تخوفه من الاضطرار إلى اتخاذ “قرار صعب” بالعودة لفرض حجر صحي إذا استمر ارتفاع أعداد الإصابات، حذّر من أن انعكاسات ذلك “ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.
وأشار إلى أن الدعم المالي الذي منحته السلطات لنحو 6 ملايين أسرة توقف معيلوها عن العمل خلال أشهر الحجر الصحي الثلاثة، “لا يمكن أن يدوم إلى ما لانهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل وإمكانات”.
وصرف هذا الدعم من صندوق خاص أنشئ لمواجهة الجائحة بتمويلات عمومية والعديد من التبرعات.
البنك الدولي يحذّر
وسط ذلك، حذّر رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، من أنّ تداعيات فيروس كورونا المستجدّ تهدّد بدفع 100 مليون شخص إضافي حول العالم إلى وهدة الفقر المدقع.
وقال مالباس إنّ تقديرات المؤسسة المالية الدولية تشير إلى أنّ ما بين 70 و100 مليون شخص قد يقعون في الفقر المدقع و”هذا العدد يمكن أن يزداد” إذا تفاقم الوباء أو طال أمده، علماً بأنّ التقديرات السابقة للمؤسسة كانت تقف عند حدود 60 مليون شخص.
وأضاف أنّ هذا “يحتّم” على الدائنين تخفيض ديون الدول الفقيرة، وسيجبر مزيداً من الدول على إعادة هيكلة ديونها.
وكانت دول مجموعة العشرين قررت في أبريل (نيسان) تعليق سداد ديون الدول الأكثر فقراً وعددها 76 دولة حتى نهاية عام 2020 لمساعدتها على التصدّي لتداعيات الجائحة، لكن منظمات غير حكومية دعت على غرار البنك الدولي إلى تمديد هذا التعليق عاماً إضافياً.
غير أنّ دعوة مالباس لم تقف عد حد المطالبة بتمديد أجل هذا التعليق، بل إنه ذهب إلى حدّ المطالبة بخفض أصل الدين.
وشدّد رئيس البنك الدولي على أنّ “المخاطر المتعلقّة بالديون عالية، ومن الضروري (للبلدان الرازحة تحت الديون) أن ترى الضوء في نهاية النفق حتى يتمكن مستثمرون جدد من القدوم إليها”.
وأضاف أنّ تمديد أجل السداد لن يكون كافياً، لأنّ الانكماش الاقتصادي يعني أنّ هذه الدول، التي تعاني أصلاً الأمرّين لتوفير شبكة أمان اجتماعي لمواطنيها، ستجد صعوبة في سداد هذه المستحقات.