كفاح المرأة الألمانية ونجاحها في مهنة الهندسة المعمارية

النشرة الدولية –

“لا يزال الأمر يحتاج إلى المزيد من الثقة بالنفس، لتشق المرأة طريقها وتصبح مهندسة معمارية”، حسب تصريحات أدلت بها مؤخرا المهندسة المعمارية الإنجليزية المعروفة أليسون بروكس، وتضيف “إننا نكبر مع آلهة وأبطال كلهم رجال”. بروكس هي المرأة الوحيدة التي فازت حتى الآن كمهندسة معمارية بجوائز: “ريبا ستيرلينغ RIBA Stirling Prize” و”مانسر ميدال Manser Medal” و”ستفان لورنسStephen Lawrence Prize “.

أليسون بروكس (58 عاما) تعتبر صوتا رائدا بين قريناتها، ورغم ذلك تعاني من عدم المساواة في مهنتها.

أيضا المهندسة المعمارية العراقية- البريطانية زها حديد التي فازت عام 2004 كأول امرأة بجائزة “بريتسكر Pritzker-Preis”، كررت وحتى وفاتها المفاجئ عام 2016 التأكيد على ما عانته وكم كان صعبا عليها أن تثبت نفسها في مهنة يسيطر عليها الرجال. وحين تم وصف تصميمها المقترح لملعب كأس العالم 2022 في قطر، بأنه يذكر بالمهبل، ما كان منها إلا أن تهز برأسها يأسا من جهل أصحاب هذا الوصف. ويبدو أن عصر وجوب تبرير المرأة لتأهليها وما تقدمه لم يمض بعد، رغم أن ميركل المرأة مستشارة ألمانيا وحقيبة وزارة الدفاع في ألمانيا تحملها امرأة!

لا تزال الأحكام المسبقة سارية منذ أكثر من قرن، من قبيل: المرأة لا تجيد الحساب وبالتالي لا تستطيع إدارة الميزانية، المرأة لا مكان لها في مواقع مشاريع البناء. مثل هذه الأحكام المسبقة حرمت المرأة ولزمن طويل من ممارسة الهندسة المعمارية كمهنة. صحيح أن الوضع اليوم ليس كما في السابق حسب ما تشير إليه الأرقام، حيث أن عدد الإناث في السنة الأولى بكليات الهندسة المعمارية في ألمانيا أكثر من عدد الذكور، وفي عام 2018  كانت نسبة النساء 60 بالمائة ممن حصلوا على الماجستير في الهندسة المعمارية.

لكن رغم ذلك لا تلفت المرأة النظر في هذا المجال أو أنها تضطر لعدم ممارسة هذه المهنة لأنها لا تستطيع التوفيق بين ظروف العمل والعائلة. فحسب إحصائيات غرفة المهندسين المعماريين الاتحادية في ألمانيا لعام 2016، فإن نسبة المهندسات المعماريات في مجال الأبنية العالية بلغت 22 بالمائة، وفي مجال التخطيط العمراني لم تتجاوز الـ 9بالمائة! وعلاوة على ذلك لا تزال المهندسة المعمارية تحصل على أجر أقل من زميلها بنحو 20 بالمائة.

حتى قبل أن يسمح للمرأة بدراسة الهندسة المعمارية في ألمانيا قبل أكثر من مائة عام، تم التحذير مما يمكن أن تبنيه لدى تكليفها بمشروع ما! وفي عام 1911 كانت اليزبيث فون كنوبلسدورف، أول امرأة في ألمانيا تحصل على درجة دبلوم في الهندسة المعمارية من المعهد الملكي العالي في برلين. والأميرة فيكتوريا تسو بنتهايم شتاينفورت صممت العديد من الأبنية على أراض تعود لعائلتها. وافتتحت ايميلي فينكلمان كأول امرأة في ألمانيا مكتبها للهندسة المعمارية في برلين عام 1907. معرض “السيدة المعمارية.. منذ أكثر من 100 عام: النساء في مهنة الهندسة المعمارية” الذي تقيمه غرفة المهندسين المعماريين في دوسلدورف يحكي قصة المهندسات المعماريات اللواتي كتبن تاريخ العمارة في ألمانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى