الحكومة تراهن على وعي الشعب .. فمن يراهن على وعي الحكومة؟!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

عادت جائحة كورونا لتهدد المجتمع الأردني بقوة أكبر من سابقتها لتصل أعداد المصابين إلى أرقام لم يتوقعها أكثر المتشائمين، إرتفاع الارقام جاء في ظل تراجع الآداء الحكومي بعد أن قامت بعملية فتح القطاعات المختلفة لتفقد السيطرة وقد تكون تراخت بشكل متسارع ليتسبب في عودة الوباء، وهنا اختفي الرقم المفضل للأردنين وهو “صفر” حالة، وهو الرقم الذي وصلنا إليه بفضل وعي الشعب وقرارات الحكومة وتنفيذها ومراقبتها، واعتقد الشعب في لحظات أننا دخلنا مرحلة الأمان في ظل تراخي الرقابة الحكومية على المعابر وفي الداخل حيث التباعد مفقود والحفلات لم تتوقف.

فالوباء عاد عبر الحدود الشمالية التي تعتبر منطقة نشطة لعمليات نقل البضائع من الجانب السوري للأردن، وأصيب به العاملون في القطاع الجمركي بشكل متزايد مما يُظهر أن الجدية في التعامل مع الوباء تراجعت، وربما لم يكن هناك تطبيق للبروتوكول الصحي خلال الفترة الماضية، وفي الداخل إستمرت الحفلات في عديد المناطق والمواقع وبالذات في بعض المطاعم والمقاهي والمزارع، وتصادفت نتائج التوجيهي مع التراخي الحكومي ليتزايد الإتصال بين افراد الشعب ليصبح من السهل إنتقال الوباء وبالتالي صعبة السيطرة على الوضع، حيث لا تستطيع الحكومة وضع رجل أمن عند كل زاوية.

وفي المجال الرياضة عادت كرة القدم للحياة من جديد، وهو قرار غير سليم منذ البداية كون الأندية غير مؤهلة للتعامل مع برتوكول التدريبات الرياضية، فالأندية لا تضم بين جنباتها خبراء في مجال الكورونا ولا يوجد من يُجيد مراقبة اللاعبين ومنعهم من الإتصال الجسدي المباشر إلا بعد التأكد من سلامتهم بصورة نهائية، وجاءت المباريات لتزيد من التواصل الجسدي بين اللاعبين فيما يفتقر إتحاد اللعبة للخبراء في مجال التعامل مع الوباء، وبالذات في عملية تعقيم غرف الغيار والكرات التي يتناقلها اللاعبون بأقدامهم ورؤوسهم وأيديهم وأجسادهم وجميعها تقوم بنقل الكورونا.

إن تراجع التخطيط الحكومي يعتبر كارثة كبرى تفوق تراجع وعي الشعب الذي ينضبط بالقوانين والقرارات، وهي الأنظمة التي تراجع مستوى تنفيذها بفعل التهاون الحكومي، ليثبت للجميع أن الحكومة قادرة على التعامل بنصف إستراتيجية فقط، فعندما طبقت النصف الخاص بالصحة نجحت وأبدعت ولكنها حين أرادت تطبيق النصف الآخر وهو الإقتصادي تكشف الضعف في النصف الأول للإستراتيجية، ليدفع الشعب الثمن من إضطرابات نفسية خوفاً من القادم والحظر أو الإصابة بالوباء،  لذا فعندما راهنت الحكومة على وعي الشعب وتطبيقه للقرارات بقوة القانون إنحصر الوباء وتوقف، لكن عندما راهن البعض على صحوة الحكومة ووعيها بقيادة المجتمع صوب الأمان، عاد وأصابه هؤلاء الشك بقدرة الحكومة على الإستمرار بذات القوة الدافعة لتأتي الأخطاء منها، فهل تستعيد الحكومة عافيتها ووعيها وهل يستعيد الشعب وعيه، أم أن الوضع سيصبح أصعب وأخطر ..؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button