انفجار بيروت في الكويت* مظفّر عبدالله
النشرة الدولية –
ما شكل الخيانة التي نريد أن نصدرها للعالم؟ وما الفرق بين انفجار مرفأ بيروت وانفجارات مدينة الكويت وضواحيها؟
أول العمود:
لماذا انتظرت كل من “مؤسسة الموانئ” و”هيئة البيئة” إعلان صحيفة القبس عن وجود مواد كيماوية خطرة في الموانئ؟
***
أحداث مؤرقة ومخيفة تنخر في أركان البلد تأتي عقب مرحلة سابقة خطط أبطالها لإسكات حق الناس في الكلام! وأسسوا لمرحلة بائسة تضمنت تاريخ الكويت تحت مسمى سجن المغردين! بعد أن كنّا بلداً لا يوجد فيه سجين الكلمة.
فصلوا القوانين الفضائحية وأقروها في قاعة عبدالله السالم، غسلوا أموال الشعب، استخدموا وظائفهم وسلطاتهم للتزوير والابتزاز وخيانة الأمانة حتى بات القسم والحلفان بالله بقيمة قلم الرصاص!
لقد ضاق الوقت للإصلاح واجتثاث الفساد والمفسدين، نعم لم يعد هناك وقت كاف، أسعار البترول في تناقص يجعل معه قيمة هذه المادة متواضعة، والإدارة العامة عاجزة، ولا يزال عنصر التردد والمجاملة سائداً، غضب الشارع في ازدياد، واليأس مستشرٍ بين العامة، والصراعات التافهة تلف حوارات الحكومة والبرلمان حتى بات موضوع الرقابة على الكتب محل خلاف أرعن كأن يكون سابقا أو لاحقا… يحدث هذا في ظل تهديد كامن للكويت من جراء مواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية، فأي مسرح للإسفاف هذا؟
لا تأتي الانهيارات من خلال انفجار عبوات مواد كيماوية، فتلك أخف أشكاله وصوره، لكن الأقسى السكوت عن ممارسات غير مسؤولة مست أمن البلاد عقوداً من الزمن وجاءت نتائجها في شكل غسل أموال، وتزوير شهادات، ومتاجرة بالبشر، وتجسس وتنصت وتهريب مدانين!! وقبلها عشرات الإهانات للدولة عبر سرقة أموالها في وضح النهار ومن خلال قياديين كبار يتعاونون مع الأجانب المقيمين معنا هنا في الكويت!
ما شكل الخيانة التي نريد أن نصدرها للعالم؟ وما الفرق بين انفجار مرفأ بيروت وانفجارات مدينة الكويت وضواحيها؟