تقرير: هل تتدخل الولايات المتحدة للتخلص من حزب الله اللبناني؟
النشرة الدولية –
أضحى حزب الله واحد من المتهمين الأسياسيين في قضايا الفساد السياسي الذي يعيشه لبنان، وهذا ما كشفه الانفجار الهائل الذي دمر العاصمة بيروت، في 4 أغسطس الجاري، كما باتت عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي، مرهونة بتقويض سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة، وزيادة الخناق على التنظيم المصنف إرهابيا لدى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وفقا لتقرير نشرته مجلة “ناشيونال ريفيو“.
نزل اللبنانيون الغاضبون إلى الشارع في تظاهرات أعقبت انفجار المرفأ، يطالبون بالإصلاح السياسي والاقتصادي، في البلد الممزق من الصراعات الطائفية، والأزمات الاقتصادية.
وساق المتظاهرون اتهاماتهم نحو النظام السياسي الفاسد في لبنان، بما فيهم حزب الله المدعوم من إيران، في الوقت الذي ارتبط فيه هذا التنظيم المسلح بمادة “نيترات الأمونيوم” التي تفجرت في “العنبر 12” وأدت لقتل أكثر من 177 شخصا، وما يزيد عن 6500 جريح، وخسائر مالية تقدر بمليارات الدولارات.
وتقول المجلة إنه ووسط الإدانات المحلية والعالمية المتزايدة تجاه التنظيم اللبناني، تسعى الولايات المتحدة للذهاب بلبنان نحو حرية وديمقراطية أكبر، مع اتخاذ خطوة حاسمة في استراتيجية الضغط الأقصى على إيران، لإضعاف حزب الله.
وتستخدم إيران حزب الله كذراع سياسي وعسكري ضمن مشروع توسعي في المنطقة يحقق سياسة طهران الخارجية بوجود ما يسمى بـ “محور المقاومة” وتستخدمه لزيادة نفوذها في دول مختلفة منها لبنان، العراق، اليمن وسوريا.
وتتواجد إيران في هذه الدول عبر وكلائها التي تدعمهم بالمال والسلاح لتحقيق أجنداتها الخاصة، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيادة الضغط الاقتصادي على إيران بتطبيق عقوبات جديدة على طهران عبر قانون “سناباك”، وهو هدف رئيسي من أهداف السياسة الخارجية لإدارة ترامب.
انفجار المرفأ حول بيروت لمدينة منكوبة في دقائق والاتهامات نحو حزب الله تتزايد بعد منعه الوصول لمخازن نيترات الأمونيوم
ورأت الصحيفة أن على الإدارة الأميركية مواصلة سياسة “الضغط الأقصى” ضد سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، وهذا لن يتحقق إلا بالتخلص من هيمنة حزب الله، بهدف إعادة لبنان إلى الاستقرار.
وذكر التقرير أن الوقت الحالي، هو الأفضل لهذه العملية، بعد الإدانات الواسعة ضد حزب الله من الداخل اللبناني الذي رفض وجود مليشيا عسكرية، من مختلف طوائف المجتمع اللبناني بمن فيهم الشيعة.
وهذا ما تكشفه الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات التي تلت انفجار مرفأ بيروت، التي أدانت الدور الذي لعبه التنظيم المسلح في هذه الفاجعة، بصرف النظر عن الفساد الحكومي، وذلك على خلفية منع الحزب عبر ضباط عينهم في المرفأ الوصول إلى مناطق تخزين نيترات الأمونيوم لسنوات، فيما مازالت نظرية يرجح أن يكون احتفاظ الحزب بهذه المادة لاستخدامها في عمليات خاصة هي الأكثر تداولا.
وكانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أدانت قبل أيام، القائد في حزب الله بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005.
وتعتقد إدارة ترامب، بالاشتراك مع إسرائيل، أن قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بحاجة إلى سلطة قضائية أكبر وخصوصا في الجنوب، فضلا عن تحسين مواردها وتسليحها.
وهناك أيضا تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يستهدف حزب الله لم يتم الوفاء به بعد، حيث يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 إلى “حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها”.
وفي هذا السياق، وذكر موقع “أكسيوس” أن إدارة ترامب تهدد باستخدام حق النقض الفيتو ضد القرار التمديد لقوات اليونيفيل ما لم يتم توسيع تفويضها.
و”ستكون عملية إسقاط حزب الله طويلة الأمد ومكلفة، وتتطلب وجودا مستمرا لقوة خارجية، مثل الولايات المتحدة أو تحالف دولي آخر”، وفقا للخبيرة العسكرية في معهد أمريكان إنتربرايز، لجيزيل دونيلي.
وقالت دونيلي، إن “هناك فرصة كبيرة لإضعاف حزب الله”.