كورونا يستوحش.. والمطلوب تشديد الإجراءات..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
حصل ما كان يخشاه الجميع في الأردن، وبدأ وباء كورونا يستوحش بشكل مرعب، لترتفع عدد الإصابات إلى أرقام اضاعت العمل الجماعي للحكومة والقوات المسلحة وللشعب، وحتى نكون منصفين فإن تراخي الحكومة والشعب كان السبب الرئيسي في توحش الوباء، فالحكومة لم تراعي السلامة الكاملة على المعابر الحدودية التي كانت السبب في عودة الوباء، كما أن الكثيرين من ابناء الشعب لم يقوموا بالإجراءات اللازمة لضمان عدم إصابتهم بالوباء رغم زيادة إنتشاره عالمياً، فكثرت التجمعات في الأعراس وحفلات الناجحين في التوجيهي وتزايدت عدد الجلسات في المزارع، لتكون النتيجة متوقعة وليس مفاجئة للجميع.
اليوم نبدأ من جديد وعلينا العودة إلى نقطة الصفر في التعامل مع الوباء بشكل يضمن تكاثف الجهود الشعبية والحكومية، فتشديد الإجراءات وتطبيق القانون بحزم أصبحا مطلب شعبي، ونعرف جميعاً أن التباعد الإجتماعي هو الركيزة الاساسية والأهم في مكافحة الوباء، وبالتالي كان على الحكومة ولجنة الأوبئة بالذات عدم الموافقة على إعادة البطولات الرياضية، كما عليها منع إقامة مهرجان جرش بأي طريقة كانت، كونه إما سيساهم في نقل الوباء أو سيكلفنا مبالغ مالية طائلة في وقت نحن فيه بأمس الحاجة للمال لإنفاقه في العديد من القنوات التي تعود بالفائدة على الشعب والحكومة بذات الوقت.
إن الخوف يتزايد مما سيحصل في قادم الايام كون المتوقع زيادة عدد الإصابات في ظل الترهل الذي جرى، ولأن إصلاح الأخطاء التراكمية يحتاج إلى وقت ليس بالقصير وهذه الفترة ستكون الأصعب على الأردن، وبالتالي على الجميع أن يشعروا بعِظم المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، وأن يدركوا أن فايروس ” كوفيد -19″ موجود ولم ينتهي من الوجود كون العالم لم يصل للقاح وكون الحالات المرضية في تزايد، وعلى الجميع الإدراك حكومةً وشعباً بأن المسؤولية مشتركة ولا يمكن لاي طرف أن ينجح في خطط مكافحة الوباء إلأ بالتعاون الكامل بين صناع القرار ومنفذيه.
اليوم يحتاج الوطن منا جميعاً أن نلتف حوله بحماية أنفسنا لأننا حماة الوطن وجنده ودرعه، واليوم علينا أن نكون في خندق الوطن ونوقف سيل الإتهامات، فالمطلوب إنقاذ الجميع من الغرق وتجاوز المرحلة وبعدها نفتح “دفاتر الحساب”، إن المطلوب من الحكومة والشعب ليس بالشيء الكثير، فإرتداء الكمامة ليس معضلة والتباعد الإجتماعي ليس بصناعة صاروخ، بل هي أمور سهلة تساهم في تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية التي لها قدرة إحتمال محددة، ولا نريد أن نتحول إلى إيطاليا جديدة ويصبح النظام الصحي في خطر، كما نريد للنظام الإقتصادي الإستمرار وأن يتعافى حتى تبقى الحياة سليمة، ونحن الأردنيون نقف دوماً في صف الوطن ونثبت للعالم صدق عشقنا للأردن، فلنكن على العهد والوعد ونحمي أنفسنا ووطننا من كل شر.