لماذا يرفض حفتر وقف إطلاق النار في ليبيا؟
النشرة الدولية –
رغم الترحيب بمبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنتها حكومة الوفاق الليبية، وتأييد رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح لها، إلا أن تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، قلبت الطاولة واتهمت تركيا بحشد السفن والقوات البرية للهجوم على سرت.
وانتقد المسماري، إعلان وقف إطلاق النار في البلاد معتبرا أنه مجرد “تسويق إعلامي” من جانب حكومة الوفاق الوطني التي يتهمها بالتحضير لهجوم عسكري جديد.
وأعلنت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس، الجمعة، وقف إطلاق النار كما دعا رئيس البرلمان في الشرق أيضا لوقف الأعمال القتالية في البلاد، وذلك بعد مناشدات دولية لوقف إطلاق النار وإعلان محيط مدينة سرت منطقة منزوعة السلاح.
فما الذي يحدث في الشرق الليبي؟
يعتقد المحلل السياسي الليبي، مختار الجدال، أن وقف إطلاق النار المتوقف أساسا منذ ثلاثة أشهر “منذ مبادرة الرئيس المصري، عبد الفتاح السياسي، واعتباره سرت خط أحمر، قد لا يصمد لأن هناك تحشيدا من الجانبين حول المدينة”.
وقال الجدال متحدثا لموقع “الحرة” من منطقة رأس لانوف في شرق ليبيا التي تبعد 100 كيلو متر عن مدينة سرت، “إن قوات الاستطلاع التابعة للجيش (قوات حفتر) لاحظت أن هناك تغيرا في المواقع، وسفنا حربية تركية في المياه الإقليمية بالقرب من ميناء سرت”.
ويبدو أن هذه التحركات دفعت قوات حفتر للقلق من احتمال شن هجوم مباغت للسيطرة على سرت.
عضو المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، عبد القادر الحويلي، يؤكد لـ”موقع الحرة” أن هناك بالفعل تحشيدا عسكريا، وقال إن “الاستعدادات قائمة بين صفوف قوات حكومة الوفاق، وغرفة عمليات تحرير سرت والجفرة صرحت بأنها على أتم الاستعداد لخوض معركة التحرير”.
ولا تسيطر حكومة الوفاق سوى على غرب البلاد، ويدور صراع بينها وبين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر، بعد أن شن حفتر حملة عسكرية منذ 14 شهرا من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس، قبل أن يُمكّن الدعم التركي حكومة الوفاق من إجبار حفتر على التقهقر في يونيو.
موقف حفتر
وفي أول رد فعل لمتحدث باسم حفتر على إعلان وقف إطلاق النار بعد يومين من صدوره، قال اللواء، أحمد المسماري، ليل الأحد- الاثنين “إنها مبادرة للتسويق الإعلامي وهي ضحك على الذقون. وهي ذرّ للرماد في العيون” مضيفا أن “الحقيقة هي التي على الأرض”.
وأتى حديث المسماري، بعد أن كان رئيس البرلمان الليبي في الشرق، عقيلة صالح، الموالي لحفتر، كان قد أصدر بيانا الخميس يناشد بإنهاء الأعمال القتالية في أنحاء البلاد.
وتوقع محللون أن التصريحات والمواقف المتضاربة سببها خلافات في الشرق الليبي، بين حفتر الذي خسر كثيرا في معاركه على الأرض وبين حلفائه السياسيين.
لكن الجدال لا يتوقع نشوب خلافات بين صالح وحفتر في المواقف، وقال لـ”موقع الحرة”: “إن حفتر لم يرفض، الأمر بيد صالح، حفتر ليس بسياسي ويأتمر بأمر صالح والذي هو القائد الأعلى للجيش”.
مبادرتان مختلفتان
ولاقى إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا ترحيبا من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، واعتُبر أنه تقدم محتمل في النزاع الليبي الذي تنخرط فيه الكثير من القوى الخارجية.
وتدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني من جهة فيما تدعم السعودية والإمارات ومصر قوات المشير خليفة حفتر من جهة أخرى.
ويعتقد الجدال أن “ما أصدره كل من عقيلة صالح وفائز السراج عبارة عن مبادرتين مختلفتين، ما يقصده السراج غير ما يقصده صالح، لكنها جاءت نتيجة تفاهمات”.
وأضاف الجدال أن “السراج تحدث عن انتخابات في مارس المقبل وهو أمر مستبعد الحدوث، لأن مفوضية الانتخابات غير جاهزة وتحتاج سنة حتى تستعد، أما صالح فيتحدث عن مجلس رئاسي انتقالي جديد يتشكل بالتوافق بين الطرفين، وأن تكون سرت مقرا له وعاصمة جديدة”.
كيف يتحقق وقف إطلاق النار بشكل دائم؟
يشير الحويلي في حديثه لموقع “الحرة إلى أن “وقف إطلاق النار مرتبط بالمفاوضات التركية الروسية الجارية حاليا”، واصفا بيانات المسماري بـ”فرقعات إعلامية”.
وأكد أن “قوات حكومة الوفاق تحتشد في انتظار الأوامر من السراج باعتبار أنه يمثل القائد الأعلى للجيش، في حالة فشل المفاوضات بين الشريك التركي والخصم الروسي”.
لكن الجدال يرى أن وقف إطلاق النار لن ينجح إلا بحل جميع الميليشيات المسلحة، سواء كانت من الشرق أو الغرب، وجمع السلاح في مخازن، وخروج جميع المرتزقة من ليبيا”.