البرامج الدينية* د. بسام العموش
النشرة الدولية –
للاسلام دور أساسي في حياتنا من حيث نشر الوعي والثقافة وبيان حضارة الاسلام . لكنني ومنذ فترة أتابع برامجنا الدينية لأجدها تحرث البحر وتقاتل الهواء حيث وضع أصحابها ومَن يقف خلفهم الهدفَ الذي لا يستحق الوقوف عنده طويلا” !! فالحديث عن (البدعة) و(التوسل) (المذهبية الفقهية) ونحو ذلك من عناوين إنما القصد منها مهاجمة اتجاه معين كلنا نعرف انه اتجاه لم تعد له شوكة بل هو اتجاه ممزق بين طريد وشريد وسجين وسحيج، وللوضوح أكثر فالسلفية مدارس واتجاهات: السلفية التعليمية والسلفية المسلحة والسلفية الدعية التكفيرية والسلفية التي تعيش خلف القضبان والسلفية التي لا علاقة لها بالفهم السياسي والواقعي والتي يتم توظيفها لأغراض سلطوية. من قال أن الشغل الشاغل للناس يتعلق بمفهوم البدعة ؟ أو التوسل؟ أو المذاهب ؟ هل المزارع والتاجر والعامي وغير المختص يعرف الكثير عن المذاهب التي نحترمها ونقدرها؟ حتى لو أردنا فرض مذهب فقهي فهل هذا ممكن؟ ألا نأخذ في صلاتنا بمذهب وفي صدقة الفطر بمذهب آخر؟ إلا نأخذ في العبادات بمذهب بينما نأخذ في الأحوال الشخصية بمذهب آخر؟ حتى البلاد التي غلب عليها مذهب واحد مثل المغرب (مالكية) انما يتم ذلك بتقليد العامة للعلماء.
وعندنا الناس تأخذ من العلماء ولا يدرسون المذاهب بل مذهبهم مذهب المفتي. افترض في البرامج الدينية أن توسع اهتمامها للحديث في موضوعات حضارية فالعالم قرية ونريد عرض ديننا على العالم نبين ونحاور ونشرح.
وقضايانا كثيرة في الفكر والصراع والاستشراق والشبهات ومذابح المسلمين والدم الذي يسيل والصراعات الداخلية ووحدة الصف والاقتصاد المطلوب والعلاقات الاجتماعية وغير ذلك من الموضوعات التي هي في رأيي أهم من الانشغال بالبيضة والدجاجة !! ولن تفلح البرامج الحالية في تحويل سلفي ولا الانتصار لصوفي، فهذا الطرح يزيد في فرقة الناس أما الطرح المتعلق بالأمة والبلاد والعباد في عيشهم وكرامتهم وحقوقهم وواجباتهم فهو الذي يشد الناس.
أما حراثة البحر وضرب الهواء بالسيف فهذا يدعو المراقب للشفقة على حالنا وما وصلنا إليه. فيا من يقفون خلف هذه البرامج ويا من تقدمونها غيروا كي يستفيد منكم الناس فيما يحتاجون إليه.