وفاة الإعلامية المصرية عفاف عبدالرازق عن عمر ناهز ال 80 عاماً

النشرة الدولية –

فارقت الإعلامية المصرية القديرة عفاف عبدالرازق، الحياة فجر اليوم الأربعاء عن عمر ناهز الـ80 عاما، وهي واحدة من أبرز الإعلاميات في مصر إذ إنها تعد من الجيل الأول في التلفزيون المصري.

وقدمت عفاف عبدالرازق للتلفزيون المصري -الذي عملت به منذ انطلاقتها عقب التخرج- العديد من البرامج الشهيرة، كما أن زواجها من الصحفي الكبير الراحل نبيل عصمت منحها شهرة أوسع في مجالها الإعلامي.

درست في كلية التجارة بجامعة عين شمس، وهي أكبر أخواتها، وتفوقت في الدراسة بقسم إدارة الأعمال، وكانت عضوا بالاتحاد القومي الذي ترأسه الرئيس الراحل أنور السادات.

قابلت من خلال عملها في الاتحاد كبار المسؤولين في الدولة وقتها، وأعجب بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات كفتاة تتحدث في السياسة بجرأة دون النظر في ورق مكتوب مسبقا، وطلبها بشكل منفرد وأشاد بها وطلب منها العمل معهم، ووقتها كانت لا تزال في الفرقة الثالثة بالجامعة فاعتذرت للتركيز في دراستها.

التحقت عفاف عبدالرازق بالعمل في العلاقات العامة بالتلفزيون المصري يوم الـ9 من يوليو / تموز عام 1960 قبل بدء الإرسال الأول للتليفزيون بنحو أسبوعين، إذ بدأ الإرسال عبر التلفزيون المصري في الـ 21 من يوليو / تموز عام 1960.

كانت مهمتها في العمل دعوة الشخصيات العامة لحضور حفل بدء البث، وبعدها بدأ المدرسون في كليتها يطلبون منها عمل محاضرات عن تجربة عملها في التلفزيون.

تركت العلاقات العامة عقب تخرجها وعملت بالإعداد وبعدها قابلت المخرج سعيد عبادة في برنامج ”مع الناس“، وكان يقدمه وقتئذ فؤاد منيب حفيد الفنانة المصرية الراحلة ماري منيب، وكتب اسمها على ”التتر“ وقتها كمساعد مخرج، وبدأت تلقي نصائح بالعمل كمذيعة وشجعها على ذلك المذيعة فوزية محمد علي وسعد لبيب وتشكلت لجنة خاصة وصدر قرار بتعيينها مذيعة.

بدأت عفاف عبدالرازق عملها كمذيعة من خلال برنامج ”خمسين سنة“ واستمرت في تقديمه حتى تم ضم القنوات الثلاث، إلى أن تم الفصل مجددا وأصبحت مذيعة في القناة الأولى وعملت كمذيعة ربط ومقدمة برامج منها برنامج ”عن إذنك“ و“خارج القاهرة“، و“بكرة وبعده“ برفقة المذيع وائل عبدالمجيد.

توجهت عبدالرازق مطلع السبعينيات للعمل في الإمارات، وفي أول إجازة لها أعلنت خطوبتها من نبيل عصمت لتتزوجه بعد عام.

وبعد زواجها سافرت للإمارات بمفردها لاستكمال عملها إذ كان يتبقى لها في مدة التعاقد عامان، وعادت إلى مصر للعمل بالتلفزيون عام 1974، وبدأت كمذيعة ربط وعملت ببرنامج مسابقات ثقافية بعنوان ”س. سؤال“.

بدأت عبدالرازق في تقديم برنامج ”مجلة التلفزيون“ في الستينيات، وتوقف لفترة ثم عاد مرة أخرى في أواخر السبعينيات بشكل جديد، حتى ارتبط اسمها بهذا البرنامج الذي أجرت عبره أصعب حوار .

وكتب صلاح منتصر رئيس تحرير مجلة أكتوبر، عن الفنان المصري الراحل فاروق الفيشاوي وإدمانه للهيروين وتعافيه، ومن هنا قررت إجراء اللقاء معه، وكان حينذاك لا يرغب في الظهور إعلاميا؛ لأنه لم يستطع مواجهة الجمهور، لكنها تحدثت مع زوجته الفنانة المصرية سمية الألفي ورحبت بذلك مشترطة ألا تذكر اسمها بأنها وراء علاجه من الإدمان.

وأقنعت سمية زوجها فاروق باللقاء، واستخدمت كل الأساليب الدبلوماسية في هذا اللقاء وخاصة انتقاء الألفاظ.

وكانت عفاف عبدالرازق تهدف من وراء هذا الحوار إلى إظهار كيفية تحويل مسار الشباب الذين وقعوا فريسة للإدمان، وحاولت أن تعطي الثقة لفاروق في نفسه حتى اعترف بوقوعه فريسة للإدمان وأنه قرر العلاج.

ظهرت عفاف عبدالرازق في العديد من الأفلام السينمائية الشهيرة بدور مقدمة البرامج، منها: ”كراكون في الشارع“ و“العذاب امرأة“، وتقلدت مناصب عدة بينها: كبير مقدمي البرامج عام 1979 ثم منصب وكيل وزارة الإعلام.

ارتدت عفاف عبدالرازق الحجاب عام 1992 وابتعدت عن الشاشة.

تحولت عفاف عبدالرازق للعمل الإذاعي وقدمت عبر إذاعة الشرق الأوسط برنامج ”سهرة عائلية“، وفي عام 1998 خرجت على المعاش وتقلدت وسام العلوم والفنون.

زر الذهاب إلى الأعلى