الاعلامية كاتيا سعد أنتمي لبلدين هما “لبنان” و”فرنسا

النشرة الدولية –

أجرت د.علا القنطار حديثاً خاصاً عبرَ موقع Association Avec Expat مع الزميلة كاتيا سعد، وخلال الحديث سردت “سعد” تجربتها في الحقل الإعلامي وقالت:” تخرجتُ من كلية الإعلام والتّوثيق في الفنار سنة ٢٠٠٦، وكان لديّ تجربةً رائعةً في الحقلِ الإعلاميّ في لبنان مع شركة إنتاج، حيث تُعتبر من أفضل التّجارب نسبةً إلى ما يمرُّ به الإعلامي من خطوات متعددة.” وأضافت سعد إلى أن العمل في الكواليس يُعتبر من أهم المراحل، مشددةً على الدور المهم لهؤلاء الأشخاص الذين تُرفع لهم القُبعة احتراما وتقديرا.

وأوضحت “سعد” إلى أن ما بين البارحة واليوم الإعلام القديم هو الأفضل، وذلك نسبةً إلى جودة الإعلامين المتمكنين، ولما يقدموه من محتوى واضح، وصادق.

وعن حياتها المهنية أشارت “سعد” إلى أنّها سافرت من لبنان إلى فرنسا سنة ٢٠٠٧ بدواعي أكاديمية لاستكمال مرحلة ماستر٢ في حقل الإعلام، إلا أنّ مشروعَ استكمال التعلّم امتدَ ليصبح مشروع الإستقرار في فرنسا حتى هذا اليوم، وتقول “سعد” هنا:” هذه المرحلة كانت صعبة جداً لناحية جو الغربة والإبتعاد عن لبنان، بغض النّظر عن اللّغة والتأقلم، إلا أن هذا الأمر كان له شقّ إيجابي لناحية تنمية حسّ المسؤولية، والإهتمام بكافة التّفاصيل، دون أن يكون هناك أي نوع من الإتكالية.” وأضافت الزميلة كاتيا سعد إلى أن الغربة تسمح لكَ بأن تقضي وقتاً مع نفسك أكثر، وتتعرف على شخصيتك أكثر، فتنفصل عن الأحكام المسبقة التي يطلقها النّاس، هذا عدا النّضوج الفكري، والإجتماعي، وغيرها..”

أما عن سبب اختيارها للإعلام تقول “سعد”:” لقد أحببت الإعلام وقرّرت الشّروع بدراسته، وبعدما أنهيتُ السّنة الأولى من مرحلة الماستر، لم أستطعْ أن أستكملَ المرحلةَ الثانية بسببِ نقص الأساتذة، وعليهِ اتخذتُ قرار التّقديم على جامعات خارجَ لبنان، ووقعَ الخيار على فرنسا، وهذا القرار أتى نتيجة العديد من الأسباب منها العلاقات القوية التي تجمع لبنان وفرنسا، بالأضافة إلى التّمكن من اللّغة الفرنسية نسبةً إلى النّظام التّعليمي الذي تلقيته خلال سنوات الدراسة الأمر الذي لن يشكل عائقا خلال تواجدي في فرنسا “، وتضيف “سعد” في سياق حديثها:” خلال تقديم الأوراق الجامعية، عملت في ميدان الإعلام في شركة إنتاج، بالإضافة إلى الصّحافة المكتوبة، حيث تُشكل هذه التّجربة ذكريات رائعة وجميلة لأنني استطعتُ أن أُمارسَ أساسَ الإعلام التّطبيقي، خاصةً وأنّ الموهبة لا تكفي في حال لم يكن هناك دراسة وممارسة، وهذا الأمر يظهرُ أكثر خلال المهنة، وهذا ما استطعت اكتشافه خلال 16 عاما من العمل الإعلامي.”

أما عن تجربة فرنسا فقد أعربت الزميلة كاتيا سعد عن ارتياحها الكبير، وتأقلمها السّريع، نسبةً إلى الجو الإستثنائي الذي تقدمهُ الدولة الفرنسية، وتقول في هذا السّياق:” كل شيء هنا منظم، والعمل كان جديا بحيث أنني لم أعتمد على أيّ شخص، لأن فرنسا كبلد ولو كان الشّخص متكيفاً بهِ إلا أنّه يبقى بلد “إغتراب”،

أما الآن فأنا متأكدة أنني أنتمي لبلدين هما “لبنان” و”فرنسا”.

واستكمالاً لرحلة الإعلام لا تفوّت “سعد” فرصةً إلا وتُعرب من خلالها عن مدى “روعة” العمل في الحقل الإعلامي، كيف لا وهي التي كان لديها الفرصة “الذهبية” بأن تتلقن وتعمل بالحقل الإعلامي خلال العصر الذهبي، والحقيقي للإعلام”، وانطلاقاً من هنا تقول “سعد”: لكي لا أكون سوداوية، الإعلام اليوم هو نصف حقيقي، في ظل وجود أشخاص مهنيين يستحقون لقب “الإعلامي”، إلاّ أنّ الأمرَ لا يخلو من أشخاص فُرضوا على المهنة، وغطوا عليها “بالمظلة”، خاصةً وأن هذا الأمر ليس مخفيّا عن أحد، فملكة الجمال فجأةً تُصبح إعلامية، وأي أحد يمتلك مقومات الجمال يصبح فجأة إعلامياً، وهذا الأمر قد عايشتهُ من خلال زملائي الجامعيين الذين لم يستطيعوا جميعاً تحقيق هدفهم بالعمل في الحقل الإعلامي رغم إتمامهم لدراستهم الأكاديمية، وهذا ما نرى عكسه في بلاد خارج لبنان حيث أن الشّهادة هي المعيار.”

وأوضحت الزميلة كاتيا سعد من جهةٍ أُخرى مساوىء الإعلام في لبنان حيث وصّفت الحالة بقولها:” الإعلام في لبنان له عمر معين الأمر الذي لا نراه في باقي البلدان.”

إلا أن “سعد” تؤكد من ناحيةٍ أُخرى على إيجابيات الحقلِ الإعلاميّ في لبنان، ومن زاوية الحريات الإعلامية، أضاءت الزميلة كاتيا سعد على هامش الحرية الواسع الذي يتمتع به الإعلام اللّبناني، مقارنةً مع دول أجنبية وعربية مع التّأكيد على هامش الحرية الذي يرسمه الإعلامي أصلا خلال دراسته، وهنا يكمنُ دور الإعلامي الذي يتوجب أن يكون صادقاّ، وحقيقيّاً، وعندها سيكون الإعلام شفافا تلقائيا

أما عن تجربة لبنان تقول “سعد” بأنَّ أمر نشر المواضيع يختلف بين صحيفة وأخرى، فمثلاً جريدة النهار تنشر مقالات حول مواضيع معينة لا تقوم صحفٌ أخرى بنشرها سواء لدواعي سياسية أو أُخرى، فلكل واجهة إعلامية خط سياسي معين يتوجب أن يُحترم.

أما عن موضوع الإعلام العربي في فرنسا، تُشير “سعد” إلى أن لديه أهمية كبيرة، فاللّغة العربية باتت أولاً لغة مهمة على الصّعيد الدولي إذ أصبحت موازية للغات أجنبية أُخرى، هذا بالإضافة إلى أن الإعلام العربي بات لديه نظرة بعيدة عن العاطفة، وحقيقية أكثر، مترافقة مع حريةٍ أوسع، فالإعلامي الموجود في فرنسا مثلاً يرى الأمور بزاوية أوسع، وبنظرة أشمل، عن التواجد منهُ داخل البلد العربي مثلاً. وهذا الأمر لديه أهمية لناحية دعم الإعلام العربي، ويلقي الضوء على الدول العربية، من خلال رسم صورة أجمل عن البلد، ولبنان أكبر مثال على ذلك، فالإعلام اللّبناني غالباً ما يسعى إلى إظهار سوداوية الأوضاع من خلال نشرات الأخبار، والبرامج السّياسية، الأمر الذي لا نراه في عقلية الإعلام العربي المتواجد في البلاد الأجنبية.

وختمت الزميلة كاتيا سعد حديثها بالتأكيد على أن الإعلام اللّبناني يتوجب أن يعمل دائماً على رسم الصورة الإيجابية عن لبنان، والإبتعاد عن الصّور السّلبية، نسبةً لما لهذا الأمر من تأثيرٍ مباشرٍ على المتلقي سواء كان عربياً أم أجنبياً.

Back to top button