الكاتب علي مزرعاني يتحدث في كتابه “النبطية” ، المكان والعمران والذاكرة” رحلة تاريخية خلف أسوار مدينة لبنانية
النشرة الدولية –
أطلقت جمعية “محترف راشيا” كتاب “النبطية، المكان والعمران والذاكرة” للكاتب والباحث علي مزرعاني.
وقد كانت لرئيس الجمعية شوقي دلال كلمة بالمناسبة قال فيها “يتناول الكتاب تاريخ المدينة وتطورها العمراني والتراثي بالصورة والوثيقة على مدى قرون ثلاثة، ولكن فعليا يعود بالتاريخ إلى ما قبل الميلاد بقليل عبر بحثه في اللقى الأثرية المتبقية على تخوم المدينة وفي القرى المحيطة بها، من مقابر مدفنية ونواويس ومعاصر العنب وآبار المياه المحفورة بالصخر إلى النقوش والفسيفساء التي نجت من عبث العابثين، والتي تدل على تاريخ المدينة الموغل في القدم من العهد الفينيقي والبيزنطي وصولا إلى الحقبة الصليبية وما تلاها”.
وأضاف دلال “يتحدث الكتاب عن تاريخ العمارة في أحياء المدينة ويبدأ بحي السرايا القديم والذي هو أساس المدينة ومنها انطلقت عائلاته إلى بقية الأحياء، إلى حي البياض وحي الميدان ثم حارة المسيحيين التي قدم أهلها من مناطق لبنانية مختلفة واستقروا في المدينة بعد العام 1860”.
وتابع “مئات الصور والوثائق التي تناولت تفاصيل المنازل من الناحية العمرانية والفنية والتاريخية، من القناطر إلى النوافذ والمضويات والأسطح والمداخل. من المنزل الترابي ذي الغرفة الواحدة إلى القرميد الفخم ذي القناطر العربية، إلى منزل الليوان والرواق والمنزل ذي العقود الحجرية والذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، وغيرها من النماذج الموثقة بالصور والتاريخ، مع نبذة عن صاحب البيت وصولا إلى وضعه الحالي.
كما يتناول بعض المحطات الاجتماعية والتراثية في النبطية من عاشوراء إلى سوق الاثنين الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر من الميلاد”. وأشار إلى أن “الكاتب يتحدث بحنين عن أصحاب المنازل الذين رحلوا أو هاجروا ولم يعودوا، كما يتحدث عن سير البيوت التراثية القديمة والتي زال معظمها لصالح الكتل الإسمنتية التي لا لون لها ولا طعم إلا فيما ندر”.
واعتبر دلال أن الكتاب “سجل تراثي لمدينة فقدت نسيجها الاجتماعي وتغرّبت في ظل هذا العالم الموحش، وكي لا نفقد أيضا اللحظات الجميلة على الأقل من تاريخها المصور، كان هذا الكتاب الأرشيفي المصور، الذي جرى جمعه وتصويره على مدى أربعين عاما من تاريخ المؤلف التوثيقي والفني، والذي ارتبطت النبطية باسمه بالأعمال الوثائقية والمصورة لها ولجنوب لبنان، والعديد من الكتب التي أصدرها”، مشيرا إلى أن “مقدمة الكتاب الهامة من توقيع نقيب المهندسين العرب الأستاذ الكبير رهيف فياض”.