انفجار بيروت: عشرات الآلاف ممن فقدوا منازلهم مؤخراً في مواجهة مع الشتاء قريباً
النشرة الدولية –
يحذر المجلس النرويجي للاجئين أن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى جرّاء الإنفجار الذي عصف بالعاصمة بيروت في ٤ آب/أغسطس، قد يكونوا عرضة للأمطار والبرد ما لم يتم تمويل المساعدات بشكل فوري.
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فقد تعرض 200 ألف منزل للضرر، منهم 3000 منزل تضرر بشدة أو دُمّر بشكل كامل ، و تشير التقديرات إلى الحاجة لـ 48.6 مليون دولار أمريكي في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من حالة الطوارئ للمساعدة في توفير المأوى. وقد تم صرف مبلغ 1.9 مليون دولار أمريكي فقط أي ما يعادل 2.3%، من المبلغ المطلوب لتلبية الإحتياجات العاجلة.
يقول مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في لبنان كارلو جيراردي: “بعد شهر من تشرّد ما يقدر بنحو 300 ألف شخص، نرى آلاف العائلات تتلقى المساعدات ببطء شديد”. ويضيف:”مع اقتراب فصل الشتاء، نشعر بقلق بالغ بشأن اضطرار هؤلاء الأشخاص لمواجهة ظروف أكثر قساوة مما يواجهونه الآن. نحن على يقين بأنه ليس بالإمكان إصلاح عشرات الآلاف من المنازل في الوقت المناسب وقبل حلول فصل الشتاء ما لم يصل التمويل الإضافي من المجتمع الدولي في أقرب وقت ممكن، ومن المهم أن يكون المبلغ كافي لتلبية احتياجات الإنعاش التي تتجاوز الإستجابة الفورية. نحن نسابق الزمن لنتأكد من عدم تهميش أي شخص”.
لا يشكّل فصل الشتاء وحده تهديداً لمن فقدوا منازلهم في بيروت فحسب، بل حتى في الأوقات العادية يعيش العديد من اللبنانيين واللاجئين في جميع أنحاء لبنان في حالة من الفقر وظروف دون المستوى الأدنى للحياة الكريمة ، مع بقاء تمويل المساعدات لاحتياجات المأوى منخفضة للغاية. وقد توفي في الاعوام الماضية اللاجئون بسبب موجات البرد القارس.
يعمل المجلس النرويجي للاجئين بشكل مباشر وبالتعاون مع الشركاء المحليين لإصلاح المنازل المتأثرة بالإنفجار وتقديم المساعدات للأسر المتضررة جراء ذلك ، إلّا أن حجم الدمار يشير إلى أن الأسر الأكثر تضرراً تواجه خطر العيش دون مكان آمن للسكن في أي وقت قريب. حي الكرنتينا – حيث يعمل المجلس النرويجي للاجئين – هو واحد من أكثر الأحياء تضرراً ويعيش غالبية سكانة من اللبنانيين واللاجئين والعمال المهاجرين في فقر مدقع وقد كانوا يعانون لتغطية تكالفيهم المعيشية في فترة ماقبل الإنفجار.
جاء الإنفجار ليزيد الطين بلة في بلد تعاني من أزمة مالية وسياسية عميقة ، فضلاً عن العديد من التهديدات الموجودة مسبقاً للاجئين والأشخاص المستضعفين ، بما في ذلك خطر الإخلاء والتشريد بسبب عدم قدرة هؤلاء الأشخاص على سداد إيجارات المنازل التي يعيشون فيها. وفي الوقت نفسه وصل تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى مستويات قياسية، الأمر الذي يضع الخدمات الصحية تحت ضغط غير مسبوق. كما ألحق الانفجار أضرارًا بالغة بالميناء الرئيسي وشريان الحياة في البلاد، فضلاً عن المستشفيات و 159 مدرسة تستضيف 85 ألف طفل.