الحياة تعود وللمجتمع القرار…* نيفين ابو لافي

النشرة الدولية –

ما بين الطرفة والواقع، عبر الكثير من متداولي الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بانتهاء فترة حظر التجوال في البلاد والذي يعتبر الأطول في العالم، حيث فرضته السلطات الصحية لمواجهة تفشي فيروس كورونا الذي عصف بأركان الحياة في كل الدول ووضع سكانه داخل سجن كبير.

هذا السجن الكبير الذي يخضع لقوانين وقواعد السلامة الصحية والتباعد البدني والاجتماعي يختلف في حكمه النهائي على نزلائه تبعا لالتزام كل فرد بالاشتراطات الصحية والتي تحدد مصيره، فالجائحة بكل تبعاتها لا زالت موجودة ولا علاقة لها بساعات الحظر والتي فُرضت لحماية الكوادر الطبية من الانهيار وعدم القدرة على استيعاب المرضى وعلاجهم من جهة الى جانب التقليل من فرص انتشار الفيروس بين العامة من جهة أخرى، ولا تلام عليه أجهزة الدولة التي ارتأت الأمان الصحي من خلاله.

الحديث عن ارتفاع أعداد الإصابات أو ثباتها عند نسب معينة على الرغم من كل هذه الإجراءات الاحترازية بطله الوحيد هو الفرد في المجتمع ومقياسه مقدار الوعي والالتزام بسلوكيات صحية واجتماعية آمنة، لا القوانين التي تفرضها الدولة فقط، وشأنه شأن من يتجاوز الإشارة الحمراء كاسرا قواعد المرور ومعرّضا أرواح الآخرين للخطر باستهتاره، وهي تشبه الى حد ما القواعد التربوية التي يفرضها الأب على أبنائه ليجنبهم صديق السوء أو السلوكيات المعيبة، فإما أن تلتزم وتنجو أو تتجاوزها فتهلك.

لقد شهدنا طوال الفترة السابقة تجاوزات البعض لكل الإجراءات الاحترازية غير آبهين بأرواح اقرب الناس اليهم فكانت التجمعات في الديوانيات والزيارات العائلية دون الحيطة والحذر في اقل درجاتها كارتداء الكمام والتباعد واستخدام المعدات ذات الاستخدام لمرة واحدة، بل تجاوزها البعض لإقامة المناسبات والولائم والتجمعات في الشاليهات بأعداد كبيرة جدا، كل تلك الممارسات هي من أسهمت ببقاء الأعداد مرتفعة وهي ذاتها التي ستحدد المرحلة القادمة، إما العودة لحياة طبيعية حذرة أو العودة للمربع الأول، وها نحن نشهد عودة التشديدات الاحترازية في عدة دول في العالم والتي اعتقدت انها تجاوزت الخطر.

من الصعب ان نطلب من الجميع البقاء في العزلة طويلا، فمن الممكن أن نلتقي لقاءات مقننة مع الأقربين من الدرجة الاولى متباعدين ملتزمين من اجل سلامة الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button