إنها طائرة الموت يا مارسيل..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

أقلعت الطائرة وتجاوزت حدود لم تحلم يوماً أن تصل إليها، وهبطت الطائرة في مطار كان أبعد من خيال قائدها، لكنها أحلام القرن وصفقته وصفعته التي لا  تعترف بالحق والعدل بل بالواقع المرير فتصنع واقعاً فيه رعد وبرق حتى إن كان مؤلماً وقاتلاً، هي طائرة من ذات النوع التي غنى لها مارسيل خليفة، هي طائرة الموت التي لا تعترف بالحدود كون حمولتها واحدة إما صواريخ للموت أو رجال سياسة يصنعون الموت، وفي جميع النهايات يموت الطفل الذي يلعب في الحارة، وينجو الساسة لصعوبة الوصول إليهم، والثمن هو ذاته سواءً أكانت الطائرة تجارية أو حربية حيث يحل الخراب في بلاد عربية.

أتذكرك يا مارسيل وانت تدندن على عودك وتصدح لتقول  “كان في مرة طفل صغير عم يلعب بالحارة، عم بفتش على خيطان تيطر طيارة، إطلع في الجو وقال ما ادري شو عم يلمع

وشاف طيارة جايه لعند الطيارة”، وتصدمني وأنت تقول على لسان وشعور ذلك الطفل “فرفح قلبه وطار على جناح الطيارة، والسما لها أسرار حكيت لو أسراها”، ولن يتغير يا مارسيل الطفل العربي من المحيط الهادر حتى الخليج الثائر حيث يتداعى الأطفال لمشاهدة الحدث “وقف في الساحة ينده رفاقته ، كان هدير الطيارة أقوى من كل الأصوات”، وكعادة الأطفال يصبحون جزءً من لعبة الموت والحياة، ليهتف مارسيل “تجمعوا الأولاد وفاتوا في اللعبة وهزت البلاد قصة مثل الكذبة والهدير تحول لدخان كبير وما دري شو صار دق النفير والطيارة الحاملة قصص أشعار شعلت الارض وهدمت الدار”، نعم هذه هي نهاية اللعب مع الصهاينة موت وإحتضار ودمار وليس بناء وحضارة.

تتغير اللعبة يا صاحب الصوت الحزين الدافء بالمحبة فيذوب اللحم حتى لا ندري لمن قطع الطفولة المتناثرة، يا مارسيل صوتك الحزين يثير الشجون وأنت تغني والدموع منا تتسابق “وطارت اللعبة وطارت معها القصة وصاروا الأولاد شقفة من القصة، والقصة مكتوبة على سطيحات الضعية والضيعة الهيوبة ولعت مثل الشمعة والشمعة بتضوي والصرخة بتدوي”، نعم الصرخة العربية ستدوي لأننا فشلنا في وقف العدوان والتوسيع الصهيوني، والعدوان اليوم ليس بالسلاح والحرب حيث صمدت بيروت وقبلها الكرامة ثم غزة فأدرك الصهاينة أن هناك نوع أخطر من الحورب، فالعدوان اليوم تحت ستار ناعم يُطلق عليه مجازاً سلام ويرتدي ثوب الحرير رغم أنه إستسلام بطعم قاسي مرير، لتدوي الصرخة العربية من المحيط إلى الخليج حزناً على فلسطين والدول العربية جمعاء، ولتصرخ الشعوب والألم يعتصر قلبها آآآآآه .. نعم يامارسيل آآآآه .. وألف آآآآآه على بداية الضياع ونهاية القصة.

زر الذهاب إلى الأعلى