تساؤلات مواطنة «منبط جبدها»!* أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

سيرافقني هذا العنوان «تساؤلات مواطنة» في جميع مقالاتي القادمة، فهذه المواطنة «المنبط چبدها»، حائرة في قراءة المشهد السياسي الذي نعيشه، فقد أصبح عصيّاً عليها استيعاب، ما الذي يحصل؟ وأين وصل بنا الحال حتى أصبحنا ننقسم هذه التقسيمات التي لا أول لها ولا تالي؟

المشهد السياسي، برمته يبعث تساؤلات عديدة في ذهني ومتأكدة بأنها دارت بأذهان أغلب المواطنين «الغلابة» أمثالي، الذين يحلمون بكويت جميلة كالسابق، هل هذه هي الكويت التي نريدها؟ هل هذا جزاؤها منّا؟

هل هذا هو مجلس الأمة الذي يحقق طموحنا كمواطنين؟ هل هؤلاء هم المشرعون الذي نريدهم أن يسنوا لنا القوانين التي تحمي الحريات، والقوانين التي تحقق المساواة، وتلك التي تضمن تحقيق التنمية المنشودة؟!

هل هذا المجلس، وحتى الحكومة، اللذان من الممكن أن نأتمنهما على أموالنا وأرواحنا وحرمات منازلنا، وحتى مراسلاتنا؟

هل هؤلاء هم أعضاء السلطتين الذين يمكن أن يحققوا لنا التنمية المنشودة؟ وهل يستطيعون حماية احتياطي أجيالنا المقبلة؟ أو على أقل تقدير أن يوفروا فرصا وظيفية متكافئة لشبابنا بالجيل الحالي؟

لماذا أصبحنا نسمع عن تراشق حكومي – نيابي بألفاظ ركيكة، على أسس مصالح شخصية وعنصرية وفئوية، أكثر من سماعنا عن نقاش نيابي – حكومي أساسه مصلحتنا الوطنية؟

لماذا أصبح نوابنا، يتحينون الفرص ضد بعضهم، وغالبًا ما تكون مبنية على أسس شخصية، أكثر من سعيهم للتعاون في سن قوانين لمصلحة المواطن، أو تعاونهم لمراقبة السلطة التنفيذية حتى لا تمس جيوبنا على الأقل؟

لماذا، أصبحت معظم استجوابات نوابنا، الذين أوصلناهم للكرسي الأخضر، فيها بعض العنصرية، وفحوى معظمها بلا طعم للرقابة؟ ولماذا أصبح العديد من نوابنا الذين من المفترض منهم أن يدافعوا عن حقوقنا نحن المواطنين، أصبحوا محامين عن أعضاء بالحكومة أكثر من الحكومة نفسها؟

لماذا فجأة أصبح أغلب النواب، إن لم نقل جميعهم تقريبًا، يتسابقون لحجز مقعد في سباق الاستجوابات؟ لماذا الآن؟ لماذا في آخر أيام عمر المجلس؟

وهل هذه الاستجوابات تأتي على أسس رقابية بالفعل؟ أم أنها ردات فعل؟ فبغض النظر عن الأسماء والشخوص، وهنا أؤكد أني لا أقف مع طرف دون آخر، فالمشهد برمته يستدعي النقد والاعتراض، لكن يحقّ لي أن أتساءل: هل شعيب المويزري استجوب أنس الصالح لأنه وجد من الضروري استجوابه؟ أم أن الاستجواب جاء كردة فعل عقب استجواب رياض العدساني لبراك الشيتان؟

بالمقابل، لماذا يصر رياض على أن الشيتان استقال، ولماذا ظهرت هذه الإشاعة عشيّة استجواب شعيب لأنس؟

لماذا استجوابان لسمو رئيس الوزراء؟ فلو كان الأمر رقابة من نواب أمة، لماذا لا يتم التنسيق؟! هل همكم المواطن أم همكم تسجيل أسمائكم في قائمة الاستجوابات؟ لماذا استجوابان اثنان لوزير التربية في غياب واضح للتنسيق بين النواب؟!

بالمقابل، لماذا تتخبط الحكومة في قراراتها؟ لماذا يصدر قرار ويلغى بذات اليوم، ويتغير أكثر من مرة خلال 24 ساعة؟ لماذا نلمس عدم تنسيق حكومي أيضا؟

لماذا نعيش بدولة غنية ونعاني من مشاكل تعتبر من سمات الدول الفقيرة؟! لماذا أصبحنا نخشى على رواتبنا ونحن نعتبر من أغنى الدول؟ لماذا تأخر تعليمنا؟ لماذا نتحدث عن بطالة، ومن المحتمل أن ترتفع نسبتها؟

لماذا …؟ القائمة تطول بالأسئلة، وما زال المشهد السياسي العام عصيًا على فهم مواطنة «غلبانة» مثلي… تأمل أن تعيد لها السلطتان التشريعية والتنفيذية كويتها الجميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى