قوات النظام السوري تسرق منازل المواطنين بعد استعادة السيطرة على مناطق من المعارضة المسلحة… 50 ألف ليرة مقابل العودة لمنزلك
النشرة الدولية –
منذ اندلاع الصراع المسلح في سوريا، عرف عن عناصر الجيش النظامي ومجموعات “الشبيحة” التابعة له، تنفيذ عمليات سرقة ونهب وبلطجة بحق المدنيين وممتلكاتهم في القرى والبلدات التي يسيطر عليها، أضف إلى ذلك “الإتاوات” المرهقة.
يطلق السوريون على عمليات سرقة ونهب المنازل مصطلح “التعفيش”، ولأن هذا السلوك ارتبط في السنوات الأخيرة بعناصر الجيش النظامي، بات مصطلح “جيش التعفيش” أكثر شهرة في البلاد.
وما رأيك بجيش التعفيش الأسدي ؟ pic.twitter.com/jvz9TLOzOl
— مواطن بسيط (@bVo4nJ2q69IgbJo) August 30, 2020
وحسب المرصد السوري، الاثنين، فإن عناصر جيش النظام سرقوا ممتكات المواطنين في قرى بوغة حيمر وبوغة تانية وفريعان، وأطلقوا النار على أهالي حاولوا العودة إلى قراهم، ورفضوا إدخالهم إلى منازلهم إلا بعد دفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية.
ونشر حساب جولانية حرة على تويتر، صورة لعناصر من قوات النظام وهم يقومون بتحميل أجهزة منزلية على سيارة، متهمة إياهم بالسرقة، منها ثلاجة قالت إن أسرتها ظلت تدفع ثمنها لمدة سنتين.
وقالت “شبيحة بشار لم يتركوا لنا شيئا من تعب العمر، حتى أسياخ الحديد سرقوها”.
لكنها تتدارك وتقول “أصبحنا لا نحزن على ذلك، إذا كان أصحاب البيوت أنفسهم أصبحوا أشلاء، فما هو الأهم من ذلك”.
لك الثلاجة ضلينا سنتين نسدد ثمنها
— جولانية حرة (@he_am1979) August 30, 2020
وحسب نشطاء وتقارير، فإن عمليات سرقة أخرى أيضا بدأت بالتزامن مع استقرار الجبهات بعد سيطرة قوات النظام على مناطق أرياف حلب الغربي وإدلب الجنوبي وحماة الشمالي فضلا عن سراقب.
وتشمل عمليات النهب سرقة جميع محتويات المنازل، بما فيها الأجهزة المنزلية وتكسير المطابخ وفك السيراميك، وأسياخ الحديد لبيعها لاحقا في أسواق الأجهزة المستعملة أو للورشات.
وكان المرصد السوري قد استخدم كلمة “التعفيش” في أغسطس 2019، بعد سيطرة قوات النظام على خان شيخون، لوصف “عمليات نهب وسرقة وإحراق منازل تعود لسكان تلك المناطق بعد تشريدهم” يقوم بها أفراد من قوات النظام والميليشيات الموالية له.
وكشف المرصد إنه وثق في 31 مايو الفائت، عن عمليات “تعفيش عناصر قوات النظام لممتلكات المواطنين في عدة قرى في ريفي الحسكة والرقة، حيث حاول رتل عند معبر الهورة جنوب مدينة الطبقة، يضم عدة حافلات وعناصر للجنود يحمل على متنه أسطوانات غاز ومواد غذائية وحيوانات، وجميعها مسروقة من منازل المدنيين في ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الشمالي”.
الصحفي السوري محمد رشيد كان قد نشر على حسابه في تويتر فيديو لإحدى المناطق المدمرة في معرة النعمان، ثاني أكبر مدن إدلب، وأرفقها بالتعليق “جاء دور التعفيش بعد أن توسعت المليشيات في ريف المعرة”.
وأضاف أن “المعيار لم يعد في نهب ممتلكات الناس ‘اسرقوا ما خف حملة وغلا ثمنه’، بل سلب كل ما يمكن سلبه، بلاط البيوت والنوافذ والأبواب، أدوات منزلية، حديد الأسقف المقصوفة ببراميل الأسد وصواريخ روسيا”.
جاء دور “التعفيش” بعد أن توسعت المليشيات في ريف المعرة، لم يعد المعيار في نهب ممتلكات الناس “اسرقوا ما خف حملة وغلا ثمنه”، بل سلب كل ما يمكن سلبه، بلاط البيوت والنوافذ والأبواب، أدوات منزلية، حديد الأسقف المقصوفة ببراميل الأسد وصواريخ روسيا.@khaleedalkhteb pic.twitter.com/UeqoCcA2y0
— Mohamad Rasheed محمد رشيد (@mohmad_rasheed) February 2, 2020
وحسب المرصد السوري، اعتقل الأهالي 5 عناصر من قوات النظام أثناء محاولتهم سرقة المواشي في قرية الفاطسة جنوب عين عيسى.
وكان الأهالي سلموا العناصر الخمسة إلى قوات سوريا الديمقراطية، التي سلمتهم بدورها إلى قوات النظام هناك.
والاثنين، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن نحو 2.2 مليون سوري قد ينضمون إلى قائمة المواطنين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في البلاد التي مزقتها سنوات الحرب.
ويعاني 9.3 مليون شخص أساسا من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، بحسب البرنامج الذي حذر في تغريدة من أنه “من دون مساعدة عاجلة، قد ينزلق 2.2 مليون شخص إضافي نحو الجوع والفقر”.