كاتب إسرائيلي يُشكك: “سلام مقابل لا شيء”
شكك كاتب إسرائيلي، في جدوى اتفاق التطبيع مع الإمارات الذي توصل إليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أفشل المفاوضات مع الفلسطينيين عندما طالبهم بالاعتراف بـ”إسرائيل كدولة يهودية”، في حين لم يطالب أبوظبي بالطلب ذاته.
وأوضح الكاتب عكيفا ألدار، وهو الرئيس السابق لمكتب صحيفة “هآرتس” بواشنطن، في مقال نشرته الصحيفة ذاتها، أنه عندما تفاخر نتنياهو الأسبوع الماضي، بأنه “للمرة الأولى منذ 56 سنة لم يقتل فيها أي إسرائيلي، قتل الحاخام شاي اوحايون بعد فترة قصيرة من نشر النبأ السعيد“.
وتابع: “عقيدة نتنياهو سلام مقابل سلام، تسري أيضا على القناة الفلسطينية، وفعليا؛ العقيدة التي تعرضها تل أبيب على الفلسطينيين هي الأرض مقابل السلام، وفي حال تنازلت السلطة الفلسطينية عن كل الأراضي فإن نتنياهو سيعطيهم كل السلام، بما في ذلك الحق في أن يحاربوا حماس من أجلنا، والإبلاغ عن إعداد نشطاء حماس لتنفيذ عمليات، ويجب عليهم أن ينسوا حقوق المواطن، وعلى رأسها الحق الأساسي في تقرير المصير“.
وأردف: “في بداية طريقه في بلفور، عرض نتنياهو عقيدة إذا أعطوا سيأخذون، وإذا لم يعطوا فلن يأخذوا، وها هي السلطة الفلسطينية تعطينا الأمن، فما الذي حصلت عليه في المقابل؟ بالتطبيع بين إسرائيل والإمارات”، منوها إلى أنه “بتشجيع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إمارات الخليج تساعد نتنياهو على الهرب من مشاكله الشخصية، وإخفاء الفيل الفلسطيني تحت البساط”.
وبيّن أنه “يكفي أن نرفع البساط قليلا، كي نكتشف الفرق الجوهري بين طريقة عرض الاتفاق على يد نتنياهو وبين الموقف الذي يطرحه المتحدثون باسم الإمارات؛ جميعهم يؤكدون على تجميد خطة الضم والتمسك بمبدأ الدولتين، كما أن وزير الخارجية السعودي، أعلن أنه دون اتفاق سلام مع الفلسطينيين، لن تذهب الرياض في أعقاب الإمارات؛ كما أن منظمة الدول الإسلامية، أعلنت عن تأييدها للمبادرة العربية ومعارضتها لخطوة الضم الهادئ“.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، فقد أوضح، أن “الجامعة تعتبر أن المبادرة العربية التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، هي المرجعية الوحيدة لاتفاقات السلام والتطبيع مع تل أبيب“.
ورأى ألدار أنه “من المدهش في معسكر السلام الإسرائيلي-اليهودي، أن انتقاد وهم نتنياهو السلام مقابل السلام، يرافقه اتفاق مع عقيدة لا يوجد شريك لحل، الأرض مقابل السلام“.
خطر كامن
وفي مقال نشره في نهاية الأسبوع الماضي في “هآرتس”، تذكر شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق في حكومة ايهود باراك، أنه بعد بضعة أسابيع من رفض الرئيس الفلسطيني أبو عمار لخطة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 2000، حصل الفلسطينيون على عرض أفضل، دون أن يحتاجوا لمساعدة من أي قوة خفية“.
وفي مؤتمر صحفي لتلخيص محادثات طابا في 2001، أعلن وزير الخارجية في حينه بن عامي، الانتهاء من مرحلة المحادثات، وقال: “بينّا بشعور من الإنجاز بأننا نقترب من التوصل إلى اتفاق”، ولكن لأن حكومة باراك كانت في حينه في نهاية حياتها القصيرة، اضطر بن عامي للقول: “الشعور هو أنه ليس لدينا في هذه الأثناء زمن سياسي جيد يمكننا من تطبيق الاتفاق، وسنعود إليه عندما تنتهي العملية الديمقراطية في إسرائيل“.
ولفت إلى أن “العملية الديمقراطية انتهت في حينه بعودة الليكود إلى الحكم، وعاد الطرفان لطاولة المفاوضات في نهاية 2007، وتم تقليص الفجوات، لكن الزمن السياسي مرة أخرى نفد، هذه المرة بعد انتخابات أدت إلى استقالة رئيس الحكومة ايهود أولمرت ودخول نتنياهو إلى البيت في بلفور (مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال في مدينة القدس المحتلة)”.
المؤرخ بن عامي، بحسب الكاتب “يلوم الفلسطينيين على فشل المفاوضات مع إسرائيل والتي أدارها في 2014 وزير الخارجية الأميركي في حينه جون كيري، ويبدو أنه نسي أن الجهد الأميركي فشل لأن نتنياهو وضع أمامه عقبة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي“.
ومنذ بداية المفاوضات، أكد كيري أمام لجنة الخارجية في الكونغرس، أنه “من الخطأ طرح هذه الفكرة مرة تلو الأخرى من قبل عدد من الأشخاص (الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية)، كعامل حاسم في التعامل مع الدولة الفلسطينية والسلام“.
ونبّه ألدار إلى أن “نتنياهو لم يشترط في الاتفاق مع الإمارات، اعترافها بإسرائيل كدولة يهودية، مثلما لا يوجد أي ذكر لذلك في اتفاقات السلام مع مصر والأردن“.
وأكد بن عامي أن “افتراض نتنياهو، أن التحالفات العسكرية هي العلاج للخطر الوجودي الكامن في التدهور نحو دولة ثنائية القومية، هو هذيان كارثي، وعلاج هذا الوباء هو مبادرة السلام العربية، التي تقبع على الرفوف منذ 18 سنة”.
عربي 21