لأمَّةٍ تضحكُ مِنْ جهلِها الأمم ، لا دِفاعاً عن أحد* د. سمير محمد ايوب
النشرة الدولية –
أتمنى وأنتم تتأملون وجه هذا القائد الزعيم كيم جونغ حفيد كيم إل سونغ ، أن تُنصتوا مُطوّلا ، وأن تتبصروا كثيرا ، وأن تتذكَّروا جيدا ما يلي ، لتتحصنوا بقوة :
ليس له ولا لآبيه أو جده ، يد في هدم حجرٍ في العالم . لم يخرجوا بقواتهم خارج حدود بلدهم كوريا ، لا غزاة ولا سُرّاقا ، لا متأمرين ولا مُتواطئين ولا رعاة إرهاب أو قتلٍ أو إفساد .
ليسوا هم من ألقى بقنابل نووية على اليابان ، ولا فوسفورية على فيتنام ، ولا صواريخ كروز على أفغانستان . لم يرسلوا بوارجهم إلى الفوكلاند في الأرجنتين . ولم يلوِّثوا عراقنا الحبيب بالنووي المُنَضَّدْ .
لم يبيدوا هنديا أحمرا ولا أسودا ، ولم يقتلوا أبيضا أوأصفرا ، ولا حِنْطِيّا أسمرا . لم ينهبوا نفطا ولا غازا ، لا ذهبا أو ماسا أو نُحاسا .
لم يحتلوا العراق ، ولم يحرقوا سورية ، ولم يُفَتِّتوا ليبيا ، ولم يُقَسِّموا الصومال ولم يتطعوا جنوب السودان . ولا يشاركون في تدمير اليمن . ولا يتواطئون تهويد فلسطين ، ولا يتآمرون على لبنان .
لم يسقطوا الطائرة المدنية الليبية فوق مصر ، ولم يقصفوا أهلنا في ملجأ العامرية في بغداد ، او في مدرسة قانا في جنوب لبنان . ولا قتلوا طلاب مدارسة بحر البقر في مصر ، ومدارس اليمن وغزة العزة .
لم يشاركوا في جريمة تقطيع تقطيع الخاشوقجي وبازاراتها ، أو في القاء ناصر السعيد من طائرة في صحراء خالية . ولم يذيبوا المهدي بن بركة في احماض كيماوية في باريس . لم يغتالوا ناجي العلي في لندن ، ولم يطلقوا الرصاص على انطون سعاده في سجن الرمل في بيروت . لم يشاركوا في إبادة أهلنا في مجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا والكرنتينا والنبعة في لبنان .
لم يسهموا لا من قريب ولا من بعيد ، في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الفيصل ملك العراق والكثير من الاسرة المالكه هناك ، ولا في جريمة سحل نور السعيد في شوارع بغداد . ولم يُسمِّموا عبد الناصر ولا خالد مشعل ولا بومدين ولا ياسر عرفات . لم يَشنُقوا صدام حسين ولا عمر المختار ، ولم يُخَوْزِقوا معمر القذافي .
بالتاكيد ، ليس متواطئين في جائحة الكورونا المعاصرة ، ولا متاجرين بمستلزماتها ، ولا مستثمرين في التوظيف السياسي لها . وهم والله ، ليسوا ممن وراء تخرصات الحمقاء سهى ولا هلوسات الرعناء انتصار .
رغم ذلك ، يرسم الشيطان الأكبر وأتباعه من الأبالسة والأشرار ، في مخيَّلَتِنا أنَّهم ديكتاتوريون سفّاحون ، وأنهم الأعداء الأُوَلُ للإنسانية . أما خصومهم ممن دمروا العالم ، وقتلوا وشرودا الملايين من أهله ، فهم الديمقراطيون الإنسانيون .
إنها خديعة كبرى لغسل عقول الناس بالجملة والمفرق. لا يحيُّرني كاهنُ الخديعة ، بقدر ما يحيِّرني الذين يصدّقونه . فأنا مِمَّن لا يصدقون ولستُ مُجبَرا على الاعتقاد ، بأنَّ منْ أكرمنا بالعقل المدبر ، لا يريدنا ان نستعمل في التفكير وفي التمييز وفي التدبير .
وسأبقى أعجب لجاهلٍ لا يريد أن يسمع إلا نصف حديث ، ولِجافٍ لا يَفهمُ إلا ربعَ ما يَسمع ، ومُنافقٍ ذليلٍ يتكلم أضعافَ ما يَسمع . فلا يهدمُ الأوطان والأمم والحضارات ، إلاّ جاهلٌ مُتَنسِّكٌ ، وعالمٌ مُنافقٌ مُتهتِّك .
أيها الساجدون على عتبات التجهيل المُبَرمَجِ المُنافِق ، استفيقوا ، إسمعوا وأنصتوا ، وعُووا ، فإنَّ الحرية والخبز والكرامة ، لا ياتي بالركوع .