الرئيس ماكرون و«جارة القمر»!* رجا طلب

النشرة الدولية –

قيام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة لبنان لمرتين خلال أقل من شهر يعكس رغبة الاليزية بإعادة حضور فرنسا بالمشهد الشرق أوسطي ومن بوابة بلد كلبنان أصبح نموذجاً للفوضى والخراب والفشل، وماكرون يراهن هنا على أن بلداً كلبنان وفي ظل ظروفه المأساوية يمكن للبنانيين والعالم تلمس التغيير فيه وبشكل سريع عقب أي نوع من أنواع العلاج سواء أكان اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً، وبسبب هذه الحقيقة الموضوعية وجدنا أن صوت الترحيب بماكرون كان عالياً وطغى على الأصوات القليلة والخافتة التي انتقدت الاهتمام الفرنسي «بباريس الشرق».

لا نعلم إلى الآن ماهية المشروع الإنقاذي الموجود في عقل ماكرون للبنان، وشخصياً أعتقد أن ماكرون لا يملك المقدرة على وضع مثل هذا البرنامج الذي يتطلب جهداً وتعاوناً أكبر بكثير من قدرات بلد مثل فرنسا غاب عن هموم لبنان منذ اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وهو الذي وظف صداقته الشخصية مع الرئيس جاك شيراك لخدمة لبنان.

ورغم العنوان السياسي لزيارتي ماكرون للبنان واللقاءات الشاملة التي أجراها مع الرئيس عون والطبقة السياسية إلا أن الزيارة الثانية استحوذت على اهتمام بالغ من قبل الإعلام العالمي، والسبب أن ماكرون كسر وفي سابقة تاريخية البروتوكول المعمول به في الاليزية، حيث ذهب من المطار مباشرة إلى «الرابية» لزيارة السيدة فيروز في منزلها حيث استقبلته في صالة منزلها ولم تقم حتى بالنزول إلى باحة المنزل لاستقبال رئيس دولة عظمى بحجم فرنسا ودولة تُحسب على أنها «أم الدولة اللبنانية» التي دخلت قبل أيام مئوية تأسيسها.

من الواضح أن ماكرون أراد دخول كل بيوت لبنان، ولربما كل بيت عربي من خلال دخوله بيت فيروز التي قال عن لقائه بها (لقد شعرت بالرهبة في حضور سحرها)، وهي الزيارة التى احتلت مساحة أكبر بكثير من تلك التي احتلتها لقاءاته مع السياسيين، وخلال المؤتمر الصحفي الرئيسي الذي أجراه في قصر «الصنوبر» في بيروت كانت فيروز هي القضية وهي السؤال وهي الجواب وكان من اللافت أن ماكرون رفض اعطاء أي تفاصيل عن لقائه مع فيروز وقال ما يمكن اعتباره تقديراً استثنائياً من رئيس فرنسي لفنانة استثنائية (اسمحوا لي أن أحافظ على خصوصية هذا اللقاء. أستطيع أن أقول ما شعرت به وما قلته لها شخصياً. أنا قلت إنني أشعر بالرهبة أن أكون أمام ديڤا (diva) مثل فيروز.. هذه الفنانة الوطنية وأن أرى جمالها وهذا السحر الذي تتمتع به وهذا الوضوح السياسي والوعي السياسي».

و«ديفا» تعني مغنية الاوبرا ولكن الكلمة هنا تعني الصوت الملائكي لفيروز الذي اعتبره جزءاً من الحلم اللبناني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى